سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6111 - 2019 / 1 / 11 - 10:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم اعد اذكر اسم المؤرخ البريطاني الذى اعتبر ان تاريخ البشر هو تاريخ من الغباء .و هو وصف ينطبق كثيرا على التاريخ العربى المعاصر.
ثمن باهظ دفعناه من حياة شعوبنا و استقرارها بسبب المزايدات السياسية و الغباء و غياب الذكاء السياسى .لدى مراجعتى تاريخ فلسطين فى اربعينيات القرن الماضى وصلت الى قناعة انه كان من الممكن جدا تخفيف مفاعيل الهجوم الصهيونى بنسبة اكبر بكثير مما حصدناه اليوم .الموضوع يطيل شرحه و اسعى للاختصار.لكن وضعنا مصائر شعب باكمله تحت سيطرة شعارات انشائية بائسة .
غاب العقل الوطنى الفلسطينى عن التعامل مع وضع معقد فى مواجهة استعمارين فى الوقت ذاته فى واقع صعب خاصة انه لم يكن له اى نصير دولى حيث كان الكل فى اوروبا و امريكا مع المشروع الصهيونى .
و هى تجربة قاسية و جديدة فى المشرق العربى.لكن النتيجة كانت ان وقع الشعب الفلسطينى ضحية ثقافة شعارات بائسة حرمه من تعامل ذكى مع الواقع الصعب عسى ان تخفف مفاعيل الفروقات فى موازيين القوى.و هو فى راى كان ممكنا .و كان من الممكن ان لا تحصل النكبة بهذا الشكل الكارثى.
و اذا كنا نجد بعض العذر فى ما جرى فى فلسطين كونه جرى فى مرحلة تاريخية لم يكن فيها الوعى كما هو الان فانه من الصعب لى اعطاء اى عذر للشعب السورى الذى وقع فى اكبر عملية مزايدات سياسية فى القرن الواحد و العشرون . تم تشجيعه على تدمير دولته و قتل بعضه البعض من قبل دول و قوى لا ينتمى بعضها حتى الى الدول الحديثة بكل معنى الكلمة. ؟
و ما زلت حتى هذه اللحظه لا اكاد اصدق كيف وقع الشعب السورى ضحية مزايدات سياسية الامر الذى ادى التى تشريد حوالى 60 بالمائة من الشعب السورى و المضحك المبكى ان المفاوضات صارت الان بين تركيا ممثلة للمسلحين و روسيا ممثلة للدولة السورية بينما كان من الممكن ان يحل السوريين مشاكلهم فيما بينهم قبل تدويل الازمة.
ما زلنا حتى الان ضحية ثقافة الانشاءو المزايدات و البلاغة الكلامية و بلادنا ماضية نحو المجهول !
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟