أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - دمعة على الاغنية العراقية!














المزيد.....

دمعة على الاغنية العراقية!


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 22:02
المحور: الادب والفن
    


فلنعترف أن الاغنية العراقية قد ماتت منذ ثلاثة عقود أو تزيد، إذ أن كثيراً من المعنيين بهذا الشأن قد اعلنوا موتها، كما أعلن الفيلسوف الالماني نيتشة موت إلهه في (هكذا تكلم زرادشت). ومن هؤلاء المعنيين الناقد الموسيقي الكبير الراحل عادل الهاشمي، فقد صرح في اكثر من مرة من خلال بعض وسائل الاعلام: "إن هناك اكذوبة كبيرة اسمها كاظم الساهر"، وكذلك أعلن إن هناك كثير من المغنين اساؤوا الى الاغنية العراقية، من دون أن يحدد بعض الاسماء، لأن في قاموس معلوماته كثير جدا من هذه الاسماء من الذين ساهموا بقتل الاغنية واعلان الحرب عليها.
لقد كانت الاغنية العراقية في قمة العطاء، والذوق والجمال والابداع الحقيقي الذي كان يعبّر عن الحس المرهف للمطرب وللملحن وللشاعر، وهؤلاء الثلاث قد قدموا اغانٍ رائعة، لا تزال تصدح في قلوب واذواق وحناجر المتلقي العراقي، فضلاً عن المتلقي العربي، إذ كانت هذه الاغاني بالصدارة، حتى أن هناك الكثير جداً من تلك الاغاني راح يرددها مطربون ومطربات عرب، وقولهم أن الاغنية العراقية فيها احساس وجاذبية مغناطيسية قل نظيرها، حتى أن المطربة الكبيرة أم كلثوم حينما زارت بغداد في الخمسينيات من القرن المنصرم، وسمعت اغنية (كلبك صخر جلمود ما حن عليه) أعُجبت فيها أشد الاعجاب، وراحت تدندن بها، وهي معجبة في مفرداتها ولحنها وطريقة اداؤها بصوت الفنانة الكبيرة سليمة مراد، ذلك الصوت العذب، ذو الاصالة العراقية.
ونستطيع أن نقول: إن الاغنية العراقية قد مرّت بثلاثة مراحل، أو قل ثلاثة مدارس قبل أن يعلن المعنيون موتها، واقامة الحداد عليها.
المرحلة الاولى: وقد تمثلت بالمطربين الكبار امثال: محمد القبنجي، ناظم الغزالي، داود الكويتي، صالح الكويتي، سليمة مراد، زكية جورج، عفيفة اسكندر، زهور حسين، رضا علي، احمد الخليل، وحيدة خليل. والقائمة طويلة جداً، لا تسعفني ذاكرتي المعطوبة بذكر المزيد.
المرحلة الثانية: ياس خضر، حسين نعمة، سعدون جابر، رضا الخياط، قحطان العطار، صباح السهل، فؤاد سالم، كمال محمد، مائدة نزهت، أمل خضير، سيتا هاكوبيان، انوار عبد الوهاب، رياض احمد، حميد منصور. والقائمة ايضاً طويلة جداً.
المرحلة الثالثة والاخيرة: صلاح عبد الغفور، عارف محسن، كريم حسين، كريم محمد، وامثالهم كثير.
وبعد هذا الجيل الاخير، مرت الاغنية العراقية بوعكة صحية الزمتها فراش المرض لسنوات، فكانت وهي في فراشها لم يزرها من اصحاب الذوق الرفيع الا القليل المعدود على اصابع اليد الواحدة، فكانت تعاني الحرمان والاهمال المقصود وغير المقصود، لظروف سياسية واجتماعية واخلاقية مرّ بها العراق، حتى لفظت انفاسها الاخيرة وغادرت الحياة بصمت، فلم يبكِ عليها فقط أصحاب الذوق السليم من الذين يعون ويدركون ما معنى الاغنية العراقية؟، وما هو سر وجودها؟ وسر محبة الناس لها؟.
وهكذا ودعنا الاغنية العراقية الاصيلة، واصبحنا نسمع اصوات نشاز، من التي تكالبت علينا من كل حدب وصوب؛ اصوات ليس لها صلة بالأغنية الجميلة المعبرة، لا من بعيد ولا من قريب، ولا تعبّر عن معاناة الفرد العراقي، وتنقل همومه للناس وللمجتمع، وقالوا لنا: هذه هي الاغنية العراقية بطابعها الجديد، وللأسف هناك اذواق مريضة اصبحت تسمع الى هذه الترهات وتطرب لها، حتى صار لها جمهور مريض فاقداً للحس المرهف الذي كان يمتلكه جمهور الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وانتهاءً بعهد الثمانينيات، لأن معظم هؤلاء لا يمتلكون الاذن الموسيقية، ولا الثقافة الحقيقية، ولا الاحساس السليم.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاء شوقي خارج قنطرة الوضوح
- العلم قبس من نور الحقيقة(1)
- العلم قبس من نور الحقيقة(2)
- الثقافة تنشيط ذاكرة الفكر
- خدّام الفلسفة: زكريا ابراهيم(1)
- السياسة أم الثقافة؟
- الحمير تتعرض للإبادة الجماعية
- مشروع تحجيم دور العشائر
- ما نوع تشاؤم شوبنهاور؟
- العالم في خضم الفيس بوك
- توضيح -تشاؤم شوبنهاور-
- شوبنهاور واقعيا لا متشائما
- لا دليل على تشاؤم شوبنهاور
- نعم.. شوبنهاور ليس متشائماً
- سيد قطب.. منظر الارهاب
- شوبنهاور ليس متشائماً
- لماذا تقرأ؟
- يدعى سعدي يوسف
- اسمها أروى- قصة قصيرة
- اقصوصتان


المزيد.....




- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - دمعة على الاغنية العراقية!