أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عبود الجابري وتقديم الانتحار














المزيد.....

عبود الجابري وتقديم الانتحار


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6116 - 2019 / 1 / 16 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


عبود الجابري
وتقديم الانتحار
هناك شعراء ـ أحيانا ـ لا نجرؤ، لا نريد أن نتقدم منهم، ليس لتواضع ما يقدمونه من شعر، بل لعدم استطاعتنا على تحمل ما يقدمونه، فهم يعرون الواقع ويكشفون حقيقة حالنا، ونحن نمارس النسيان، وبحاجة إلى تجاهل آلمنا وبؤسنا، وبكل تجرد أقول أن "عبود الجابري" من الذي (يجلدوننا وبقسوة)، فهو يستخدم كلمات متداولة، بعيدا عن الزخرفة، لكنها تصعقنا، تعيدنا إلى ما نهرب منه، وكأنه من خلال هذه اللغة ومن خلال الاختزال والتكثيف يشير إلى حالة (الامتعاض) التي يعيشها ونعيشها، لهذا نجد شعره يمثل الحقيقة التي نهرب منها ونحاول تجاهلها.
استوقفني مقطع شعري تحدث فيه عن الانتحار كان قد كتبه في عام 1012، وجاء فيه:
"الحياة شاهقة يا رب
فكيف تريدني
أن القي بنفسي
من هذا العلو"
يبدو لنا الشاعر (عاجز) عن الإقدام على فعل الانتحار، لهذا هو يرى الأشياء/الحياة شاهقة، والملفت للنظر أنه يرى الأشياء من أعلى، فأمامه الكثير، لهذا هو (يتردد/عاجز/يرفض) أن يقدم على الانتحار.
والحالة الثانية كتبها في بداية هذا العام 2019، وجاءت بهذا الشكل:
"لدي فكرة جميلة عن الانتحار
يمكن تلخيصها
بالصعود إلى سطح بناية عالية
والنظر بأسف شديد إلى ضآلة الأشياء
تلك التي رأيتها كبيرة
حين كنت على مقربة منها"
فهنا أيضا يقدم الشاعر لنفسه (تبريرا) لعدم القيام بالانتحار، فالأشياء تبدو تافهة وصغيرة، ولا تستحق الاقدام على هذا الفعل العظيم (الانتحار)، وإذا ما توقفنا عند الحالة الأولى التي رأى الأشياء شاهقة في عام 2012، والحالة الثانية التي رأى فيها تفاهة وضآلة الأشياء في عام 2019، يمكننا أن نعرف الحالة الصعبة التي وصل إليها الشاعر، فرغم أنه في كلتا الحالتين (يبرر) عدم إقدامه على الفعل، إلا أن هناك فرق كبير بين "الشاهقة" في الحالة الاولى و"ضآلة" في الحالة الثاني، وهذا يعكس ما وصل أليه من بؤس وضغط.
والملفت للنظر أن الشاعر يتحسر/يندم على الحالة الأولى التي (اعتقد) فيها كبر وعظمة الأشياء/الحياة، لأنها بدت له في الحالة الثانية تافهة ولا تستحق تلك (العظمة) التي وصفت بها:
"والنظر بأسف شديد إلى ضآلة الأشياء
تلك التي رأيتها كبيرة"
وهذا التحول من العظمة إلى الضآلة بالتأكيد هو المعبر الحقيقي عن واقعنا، لكن ليس هذه فقط هو المهم، بل الطريقة الرائعة التي قدم فيها "عبود الجابري" هذا الواقع.
الومضات منشورة على صفحة الشاعر على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشيوعية في فلسطين -عبد الرحمن عوض الله-
- الكلمة والحرف والمعنى عند -السعيد عبد الغني
- -جواد الشمس- مرام النابلسي
- رواية صديقتي اليهودية صبحي فحماوي
- مناقشة مسرحية بيجماليون (لتوفيق الحكيم)
- اليهودي في رواية -مئا شعاريم- أحلام الأحمدي
- -مسلة الأحزان السومرية- علي السباعي
- المثل في رواية -على سكة الحجاز حمال الحسيني
- الملاحقة الأمنية في رواية -الوطن عندما يخون- عادل الأسطة
- الشارع في رواية -ليل الضفة الطويل- عادل الأسطة
- القسوة في ديوان -أجنحة في للريح- خليل قطناني
- تياترو 1949- رواية فواز حداد -حسني الزعيم- و -أنطون سعادة- ع ...
- السواد في قصيدة -قلبي والشتاء- أسامة مصاروة
- قراءات في متنوع السرد-
- مناقشة -ملامح من السرد المعاصر- في دار الفاروق
- السواد والاضطراب في -العدم- السيد عبد الغني
- الأسئلة في رواية -أهل الجبل- إبراهيم جوهر
- جواد العقاد البياض السواد في قصيدة -صوتك-
- ندوة بابيه في نابلس
- شعرية المكان في ديوان محمود درويش -خليل قطناني-


المزيد.....




- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - عبود الجابري وتقديم الانتحار