أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - إنهم يريدون إحراق البصرة














المزيد.....

إنهم يريدون إحراق البصرة


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنهم يريدون إحراق البصرة!
زيد شحاثة
ينقل التاريخ لنا كثيرا من التوصيف الدقيق التصويري, عن قيام حاكم روما المجنون " نيرون" بإحراقها وجلوسه على تلة عند أطرافها.. فقط للتمتع بالمنظر!
بالرغم من كل ما ينقل عن عقد نفسية لهذا الحاكم الروماني منذ طفولته يتعلق ببغضه لوالدته.. وما رافق ذلك لاحقا من شذوذ وإنحراف ومجون ورغبة بالتدمير.. لكن القضية في محورها العام تمحورت حول الرغبة بالسلطة والحكم لا أكثر!
لا يمكن تجاوز أهمية البصرة الحيوية للعراق كدولة وشعب, فهي متنفسه ورئته البحرية الوحيدة, بالرغم من كل ما تعرضت له من إقتطاع وتضييق بعد حرب الكويت الأخيرة.. ناهيك عن إحتوائها على معظم ثروته النفطية الأهم, والأسهل إستخراجا والأقل كلفة, وقربها من خطوط التواصل البحرية التي تربطه بكل دول العالم المعروفة, وتشكل وضعية البلد الإقتصادية على وجودها كمحور ومنطلق.
كثافتها السكانية العالية وعدد مواقعها النيابية, أتاح لها بعد بغداد أن تكون مؤثرة في شكل الحكومة والحاكم في بغداد, ودفع كل الأحزاب والتيارات لتتنافس عليها, بشكل محموم ضمن أطر القانون أو خارجه.. بشرف وفروسية أو بالضرب تحت الحزام والتشويه مهما كانت نتائج ذلك.
ميزتان أخريان إكتسبتهما المدينة, أولاهما, كثرة الموارد التي يمكن أن " ينتفع منها" أي حزب يضع ممثلا له على رأس هذا "المورد" .. فمن المنافذ الحدودية وصولا للموانئ وغيرها.. وأما الأخرى فتتعلق بكونها صارت ممرا مهما للتهريب بين عدة دولة في المنطقة تشمل مواد لا تبدأ بالبضائع العادية ولا تنتهي بالمخدرات والأسلحة.. وهي تجارة تدر ملايين الدولارات ولا يمكن الإستهانة بها.
تناوبت على حكمها عدة جهات , بدأ من الفضيلة وصولا للدعوة والمجلس الأعلى, وكلها لم تحقق شيئا يوازي ما تقدمة البصرة للعراق له, أو ما يستحقه أهلها.. بالرغم من مرور فترات صادفت وفرة مالية كان يمكن أن تحقق نقلة نوعية جبارة, وخصوصا في فترة حكم حزب الدعوة للمحافظة ووجود حكومة مركزية تنتمي لنفس الحزب!
تشتعل هذه الأيام حرب "إعلامية" مستعرة, تنافسا على منصب محافظ البصرة, خصوصا مع إقتراب وصول ميزانية العام 2019, وما يمكن أن تنجزه للمحافظة لمن يريد خدمتها حقا ويمكن أن تعطيه حظوة لدى أبنائها, وتمنحه مقاعدها مع إقتراب الإنتخابات المحلية.. أو من مبالغ وتمويل و" كومشنات" يسيل لها اللعاب للأحزاب و الأفراد الذين يرغبون بإقتناص الفرصة!
محافظ البصرة الحالي الذي جاء مستقلا, والتحق بإتلاف النصر فيما بعد, وبالرغم من فوزه بمقعد نيابي سعى له " لخدمة المحافظة ونيل حقوقها مركزيا" هكذا سوق خلال حملته الإنتخابية.. يبدوا أن رأيه إختلف وكأنه توا تنبه لأهمية المحافظة الإستراتيجة, أو ربما للموضوع علاقة بقرب إطلاق ميزانية المحافظة الضخمة.. فيما يحاول تحالف الحكمة- سائرون إستبداله بمرشح اخر, رغم أنهم هم من جاء به للمحافظة, وكأنهم ندموا على خيارهم أو إكتشفوا أنه ليس أهلا للموقع الذي اختير له؟!
المحافظ من جانبه أتكا على حزب الدعوة وقوته التمثيلية في مجلس المحافظة فراح يهاجم الحكمة ويلمزها هنا وهناك, ويلمح لمحافظها السابق الذي جاءت به "النصراوي" والذي صار البصريون يترحمون عليه وعلى أيامه الأن كما يبدوا في مفارقة تحير كل مراقب في كيفية تغيير مزاج المواطنين!
جهات كثيرة ثانوية دخلت على خط التنافس على الموقع رغم أنها لا تطمع بنيله مطلقا لأنها أصغر من أن تنافس عليه.. لكنها تميل لمن يضمن لها بقاء " إقطاعيات النفوذ" التي تمول بها نشاطاتها.. وهذه لن تزعج المتنافسين لكنها ستبتزهم أكيدا.
تسريبات هنا وهناك عن وجود تأثيرات خليجية تسعى لإغراق الحكومة العراقية في مستنقع مشاكل في البصرة, كخطوة ذكية لإيقاف مشروع ميناء الفاو الكبير أو في الأقل عرقلته.. ورأي اخر يقول, أن طريق " حرير المخدرات" يمر بالبصرة ويجب إبعاد أي معرقل يمسه أو من يتعامل بها أو وسطائها المحليين, هي الأمور الأخطر.. والغريب في الموضوع أن كل المتنافسين لم يتطرقوا لهذا الموضوع ولو نفيا له!
عمار الحكيم "غرد" مسوقا لفكرة أن يكون المرشح يجب أن يكون مرضيا عنه من أهل البصرة وأن يتم إنصاف المحافظة إتحاديا.. لكن هل سيسمح له منافسوه في حزب الدعوة أن ينجح في البصرة! وكيف سينجح.. فهل لديه مرشح بصري بمواصفات عبطان مثلا ليقدمه لها! أم سيكرر خطأه السابق ويقدم مستقلا ومن أبناء البصرة, لا يحقق شيئا وينقلب عليه مرة أخرى!
بعيدا عن كل تلك التحليلات والتوقعات, أثبتت البصرة تاريخيا أنها مفتاح لكل أحداث العراق, فأي فتنة أو حركة إصلاحية أو تخريبية بدأت فيها عمت العراق كله, بل ووصل أثرها لمناطق ودول محيطة.. والنار التي تشعل في البصرة ستحرق العراق كله, بل وربما تمتد للمنطقة.. فإياكم وإحراق البصرة!



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة تتبعها..خطوات
- حكايات -زرق ورق-.. ومحاكمة المطر
- مناصب الوكالة..إحتيال على القانون بالقانون
- ساستنا.. بين المحاور والمصالح
- عندما يباع الشرف.. مجانا
- لعبة أسمها الديمقراطية..وفخ مميت أسمه السلطة
- هل حان وقت العودة لبداية السطر؟
- المهندسون مرة اخرى..ودائما
- رحلتنا الطويلة بإتجاه الديمقراطية
- غباء فطري وموهبة.. أم سوء نية مبيت؟!
- حليمة وعاداتها القديمة
- إيران وإحتجاجاتها.. الدروس والعبر
- هل نحن بحاجة لمختار العصر..مرة اخرى؟!
- عندما قتل الجهل الإمام الحسين.. قديما وحديثا
- كيف تصبح مشهورا بسرعة
- كلام عاقل في زمن الجنون.. ام العكس؟
- عندنا نخرب بيوتنا بايدينا
- عندما يكون نقص الإدراك.. نعمة
- ذقون جاهزة للضحك.. عليها
- دبلوماسيتنا..وتعبيد الطريق الذي فتحه الحكيم


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - إنهم يريدون إحراق البصرة