أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الأنانية المفرطة تفتك المجتمع ، و تفتت الوطن .














المزيد.....

الأنانية المفرطة تفتك المجتمع ، و تفتت الوطن .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6076 - 2018 / 12 / 7 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


( ما استحق أن يولد ، من عاش لنفسه فقط ) . عبارةٌ رائعةٌ قالها مصطفى كامل .
الأضواء تسطع دائماً على المتسلقين لسلم الشهرة ، و الذين تهب عليهم رياح المجد .
القمم الشاهقة لا يمكن لأيٍّ كان الوقوف عليها أو بلوغها .
مع أن الكثيرين ممن يمتلكون مقومات النجاح ، و لديهم عوامل بلوغه ، و الذين دواخلهم تضج بالحنكة الكفيلة للصعود عالياً ، يرفضون بريق الشهرة على النقيض من الذين يهرولون للوصول إليها بأي ثمنٍ .

من يعرض نفسه للبيع من أجل الشهرة ، ليس كمن يرفضها ، إذا كان ثمنها التخلي عن الكرامة و بيع الضمير .
و من يسترخص قلمه ليكون صيته مدوياً ، ليس كمن يرضى أن يكون مطمور الصيت . ليبقى قلمه حراً ، لا مأجوراً .
و تاجر المواقف ليس كمن يرفض التنازل عن مبادئه ، مقابل المغريات ، و بريق الإغواء .
بائع الوطن و هادمه ، ليس كالمضحي عنه ببذل الروح و المال و بانيه .

من يعيش عبداً ذليلاً ، ليس كمن يموت من أجل غيره ، أو نقل الحقيقة ، أو لهدفٍ نبيلٍ .
و ليس كل من يقف على خشبةٍ مضيئةٍ مجده وهاجٌ كجمر الغضا .

أغلب المشهورين نرجسيون . شهرتهم ما هي إلا فرقعةٌ إعلاميةٌ يسمع دويها ، ثم تخرس منتهى الخرس . و بريقهم فرقعةٌ ممتلئةٌ بالوهم و الخداع و الغش ، ثم تنطفئ سريعاً .

مدح المستبد بروعة الكلمات و بديع المعاني ، قد يندرج ضمن الكتابات الخالدة . كما الطغاة يخلدهم التاريخ .
فمعظم الخالدين جبابرةٌ طغاةٌ أعداءٌ لشعوبهم و مصاصو دمائها .
ألم يُحْرَقْ حكام شرقنا المنبوذ بلهيب نار طغيانهم ؟ّ! و لو أن التاريخ خلدهم في أسوء صفحاته .
فما بالك بصعلوكٍ يذل نفسه متلصصاً ليحصل على وظيفةٍ ، أو عميلٍ سريٍّ من الدرجة العاشرة ليتبؤَّ منصباً متواضعاً ، فينفش ريشه كديكٍ يمشي متبختراً بين الناس مغروراً .

من أراد أن يعمل لذاته فقط ، و يعيش لنفسه ، كان الأولى به أن يبقى حبيساً داخل رحم أمه .
فخروجه خطأٌ بيولوجيٌّ ارتكبته الطبيعة بالاشتراك مع الرحم المخدوع .

من كان حبه لنفسه يعادل كرهه للناس - مهما علا شأنه - سيخر ساقطاً و هو في أوج مجده ، و يهبط ذليلاً من دناءة أفعاله و خسة أخلاقه . و الشر قد ينتصر فترةً ثم يسقط عنه القناع .
و التاريخ قد يخلد الطالح قبل الصالح ، و الفاسد قبل العادل ، و المذنب الشرير قبل البريء العفيف .
و باعتبار أن للخالدين صفوتهم و أخيارهم ، كما لهم أشقياؤهم ، فالتاريخ يرمي الفاسدين في مزبلته ، ليخلده في حاوية قمامته .
أما العادل المتفاني فيخلده في أعلى الدرجات و أرفع المنازل .
خلودٌ له سحره الخاص ، و مذاقه الطيب .

و الأنكى هناك من يسرق عصارة صيرورة التاريخ ، و ينسبها لفردٍ . أو ينتزع تضحيات شعبٍ بأكمله ، أو نضال أجيالٍ متعاقبةٍ ، أو أيديولوجيةً فيلصقها بشخصٍ لجعله زعيماً أوحداً ، ليخلده التاريخ .

بئس الخلود الذي يرسخ فكرة العبودية ، و يحد من حرية العقل ، و يعيق توسيع فضاء الفكر ، ليعرقل تقدم التاريخ أو يعطب عجلته بغية إيقافه .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروبٌ إلى ضفة الموت .
- كل مصائب المرأة تأتي من النصوص المقدسة .
- عكس هذا الظلام أسير .
- ينفثون سمومهم حتى في الدورات التعليمية .
- لا تدع عزيمتك مرتعاً لهواجس الخوف .
- فوق رؤوسنا ، يخوضون حروبهم .
- همسات قطرات المطر .
- قوانيننا سيفٌ مسلطٌ على رقاب المرأة .
- بريقٌ مزيفٌ .
- قلوبٌ بهالة السواد مغلفةٌ .
- ظلالٌ مخيفةٌ ، بلا ملامح .
- ضبابٌ يحجب الرؤية ، منذ قرونٍ .
- الامتثال للحزن انهزامٌ للنفس ، و إحباطٌ للعقل .
- ساعاتٌ قليلةٌ و تهدأ العاصفة .
- ذبول الحب بعد الزواج .
- شعوبٌ تشنق ذاتها .
- حبس المرأة لمشاعرها حياءٌ أم مكابرةٌ .
- حينما يتجمد الشوق .
- لشبكة الانترنت فوائدٌ جمةٌ ، و متاعبٌ كثيرةٌ .
- أوطانٌ مفخخةٌ ، و شعوبٌ تهذي .


المزيد.....




- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الأنانية المفرطة تفتك المجتمع ، و تفتت الوطن .