أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - ماذا بعد فضيحة بدل الايجار والمنحة؟














المزيد.....

ماذا بعد فضيحة بدل الايجار والمنحة؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ ان انتشر خبر الثلاث ملايين المنهوبة تحت عنوان "مخصصات بدل الايجار لكل برلماني", وما تلاها من حكاية منحة تحسين وضع البرلماني والبالغة 45 مليون دينار, والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بالاعتراض والسخرية وكلامات الشتم واللعن لكل من شارك بهذه السرقة, بالمقابل كانت ردود الفعل باردة جدا من الساسة, انه كما يقال في العراق ( أكل ووصوص) وهو تعبير عن من ياخذ ما لا يستحق ويصمت لديمومة ما يحوزه, لذلك التزم الساسة بالصمت الخبيث, كانهم اصابهم الخرس.
لم استطع تفهم هذا النفاق العجيب الذي تمارسه الطبقة السياسية عموما, كأنه قد اصبح النفاق هو صك الانتماء للأحزاب, فلولا النفاق لما استمرت الاحزاب يوما واحدا في السلطة, فهو ما يعطيهم تعدد الوجوه ويمهد لهم امكانية الضحك على الجماهير واستغفال الامة.
كانت الطموحات مرتفعة هذه المرة بأحزاب السلطة عند فئة واسعة بسبب تشديد المرجعية على محاربة الفساد وتقييم الاداء, لكن في اول اختبار للبرلمان انكشفت العورة وظهر لنا قبح السرائر.

اولا: سائرون والفعل الضعيف
بعد النتائج المتميزة لكتلة سائرون انتظر الجميع موقف حازم من سائرون ضد اي تلاعب او فساد او اي محاولة لهدر المال العام, وهكذا كانت تصريحات رموز الكتلة, لكن مع قضية (مخصصات بدل الايجار للنواب), ثم تلها قضية (منحة البرلماني العجيبة) لقد كان فعلهم ضعيفا جدا, لم يصل الى مستوى تعطيل الفساد, بل مجرد تثبيت موقف, من دون الوصول الى مرحلة الرفض والاعتراض والسعي لمنع الجريمة التي حصلت.
كانت خيبة امل جماهيرية بكتلة كنا ننتظر منها الشيء الكثير, وكان هذا اول اختبار, ولم يحصل لهم النجاح فيه, حيث مرر القانون وسيتم نهب خزينة الدولة تحت عنوان مخصصات ايجار للنواب.

ثانيا: تيار الحكمة والنوم العميق
كان صوت تيار الحكمة مرتفعا قبل الانتخابات, وكان صخبهم كبيرا بشعارات وطنية يحببها الجمهور, وتعهد من رموز التيار بانهم سيقفون مع مصالح الشعب, وضد كل فاسد مهما علا شأنه, وحتى قال قائلهم بانه مستعد للتبرع بجزء من راتبه للفقراء, في تهريج ومزايدة علنية! ثم حصل النوم العميق, فلا ردود افعال عن ما يحصل, المنحة بخمسة واربعون مليون دينار, لم يقولوا شيء ولم يصرحوا بكلمة, فقط لانهم نائمين, وبدل الايجار بثلاث ملايين دينار, ايضا كانوا نائمين, ففاتهم الرفض واعلان البراءة ممن اسس اساس الظلم.
لقد خاب املنا في تيار الحكمة, حيث كشف الاختبار الاول مقدار جهدهم, بعيدا عن زعيق الاعلام وهوس التصريحات.

ثالثا: فتح ودولة القانون ولعبة الاختفاء
عودنا الجماعة (دولة القانون والفتح) على هكذا مواقف, وهو الهروب والاختفاء كي يبعدوا انفسهم عن اي اتهام او حتى مجرد معاتبة, فالمهم عندهم ان تستمر الامور كما يراد لها, كحالة جميع الطبقة السياسية الراغبة باستمرار سطوتهم على الدولة العراقية, لذلك لم يكن غريبا ان يحصل منهم هذا الموقف المخيب للآمال, انه الهروب من المواجهة, مع ان الشعارات كلها ترسم صورة الفرسان الذين سيقضون على وحش الفساد وجيشه الجبار ويلاحقون اين ما كان! نعم اخطائنا حين رفعنا مستوى تفاؤلنا بمكونات الطبقة السياسية الغارقة بالفساد والانحراف, البعض يقول ان هذا تشاؤم لكن اقول له انها الواقعية, فمن يتفاءل بأحزاب السلطة لا يكون عاقلا بل هو احد الاثنين اما مستفيد من الاحزاب او معتوه.

رابعا: ساسة الاكراد والسنة والبحث عن الذات
احزاب وكيانات الاكراد والسنة اصبحت في الظل, ليس لها مواقف مؤثرة, كل همها حصصها بالحكومة, لذلك لا نجد لهم مواقف صارمة باتجاه الفساد, لانهم يبحثون عن ديمومة مكاسبهم وهذا لا يتم بالاعتراض بل بالسير مع الريح, لذلك تم تمرير قانون بدل الايجار والمنحة بكل هدوء, الصخب الوطني فقط نراه على الشاشات, اما خلف الابواب المغلقة فكل شيء مختلف تماما, فالعملية السياسية كرست هذه الادوار, وهم سعداء بأدوارهم المحدودة لأنها تمكنهم من تحقيق منافعهم التي يريدوها, اما المواقف والنبل فلا يأتي بالدولارات.
لذلك لا يمكننا الاعتماد على موقف كردي او سني ضد تيار المصالح السياسية.

وماذا بعد؟
كما مرت القوانين الجائرة, سيتم تمرير الف جريمة والف مخالفة للعدل تحت قبة البرلمان المشئوم, الذي صبح كيان مسخر لمصلحة الطبقة السياسية فقط, وستنهب الخزينة مرة اخرى وبالقانون, لكن يبقى املنا في الحراك الجماهيري وصخب مواقع التواصل الاجتماعي, بالاضافة لبعض الاقلام الشريفة التي لا توالي الاحزاب وتدافع عن قضايا العراق واهله, وسيستمر الصراع بين طبقة منتفعة فاسدة داعرة (الطبقة السياسية والاحزاب), وشعب مظلوم يعيش في فوضى تنهك قواه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق- بغداد
الايميل/ [email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماهير الفيسبوك تقيل محافظ البنك المركزي
- -حماكة- في مقر رئيس الوزراء
- احذروا الناتو الشرق الاوسطي الجديد
- من هم اعداء الحسين في عصرنا الحالي؟
- جوامع مهجورة والطريق لإعادة احيائها
- تنبؤات سياسية وطلسم وكتاب قديم
- رئيس الوزراء الجديد وملف ازمة السكن
- الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية تحت مطرقة الاهمال
- عندما اصبح رئيسا للوزراء
- نريد رئيس وزراء عراقي
- رواتب البرلمانيون هل هي سحت؟
- قصة الهزيمة الساحقة في حزيران 67
- أكذوبة المعارضة
- مزاد تشكيل الحكومة وسوط الأسياد
- أزمة السكن العراقية ستنتهي عام 2200
- هكذا أصبحت صحفيا
- فضائح بالجملة لاتحاد الكرة العراقية
- غفلة الساسة عن المنهج الاقتصادي للأمام علي - ع –
- صحافة وإعلام تحت اسر الأحزاب
- استفحال ظاهرة الإيحاء الجنسي, لماذا ؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - ماذا بعد فضيحة بدل الايجار والمنحة؟