أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي حسن الفواز - الصداقة //الانسان وتعدد المرايا














المزيد.....

الصداقة //الانسان وتعدد المرايا


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 05:14
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يقال كثيرا في ادبيات السلف الصالح ،ان الانسان اجتماعي بالطبع!أي ان جوهر وجوده يقوم على اساس فكرة الاجتماع والجمع والجماع!! ولكن يجوز لي ان أقول ان الانسان كان تعارفي/ صداقاتي،، وهذا التوصيف ينطلق من فكرة ان الانسان القديم اكتشف النار وعرف الزراعة واكتشف الشهوة والحماية من خلال علاقته بالآخر، النوع الجنسي والنوع الاجتماعي، وهذا ما جعله يغادر مفهوم الطبيعة التجريدي /العري الاولي والفردي في الوجود الى مفهوم الطبيعة الحسي القائم على ضرورة الاخر ،،وهذا الاكتشاف المبكر للاخر هو اصل وجود الصداقة ،علما ان هذه التسمية هي اسقاطية وتوصيفية في اشتقاقها اللغوي وليس في اصل المعني القائم على اساس وجود الثنائيات التوليدية ..فضلا عن القرآن الكريم قد اكد هذه الحقيقة في اطارها الجوهري( يا ايها الناس ان خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) اي ان وضع المعرفة بالنوع والتوالد هو الاصل...
ومع تعقد الوجود الاجتماعي وتحول الثنائيات الى مكونات متعددة ،احتاج الانسان الى نوع من الشروط الاجتماعية والاعرافية التي تؤطر وتحكم هذه العلاقات التي اصبحت عرضة للتفكك والتغاير مع اتساع اشكال نظيرة لها،،اي ان الصدق في الحكم واستحضاره في المعاملات هو اول علامة على وجود الخيانة الانسانية!!
اظن ان هذه المقدمة ضرورية للتعريف بقيمة الصداقة المشتقة من الصدق، والتي هي جزء من كينونة الانسان ،اذ لايمكن للانسان ان يحيا دونها،لانها الحافظة لنوعه ووجوده ،،ولكن حتى لا يدخل هذا الموضوع في القياس التجريدي ،فان الصداقة كأي مفهوم حي ، او اي مقطع وجودي ،، اذ هي قابلة للانزياح والتغيير باشكال مختلفة ودلالات مختلفة واطر تتسع وتضيق حسب العوامل الداخلة والمؤثرة في صياغة العلاقات الانسانية في المكان والمجتمع والاسرة..ولا اظن ان الحديث عن غياب معان ثابتة للصداقة والعلاقات الاشباعية بصورة مفعمة برومانسيتها( الصداقة كنز) و(رب اخ لم تلده امك) وغيرها يعني اننا دخلنا (العدم) الصداقاتي وعدنا الى توحشنا القديم بعد نزول ابينا ادم الى الارض ,, بقدر ما يعني ان اشكال العلاقات الانسانية قد تعقد مثلما تعقد كل شيىء في حياتنا وفقد الانسان في اطار هذا التعقيد الكثير من اطمئناناته القديمة، ولان الانسان بطبيعته بطىء الاستجابة والتفاعل مع القوانين الاجتماعية، فانه يجد نفسه يواجه غربة وجودية ازاء عالم لم يعد يبادله الامان بسهولة وتلقائية !!..
ان ايقاع الحياة يتجه الى تفكيك شمولية الاتجاهات ونوعية المجتمعات الابوية المحكومة باعراف يختلط فيها المقدس والاشباع التعويضي، من خلال سلطة المعيش وسلطة الارواء ، الى نوع من (الخصخصة) الوجودية التي تكرس اللانسان الفرد امام قدره وامام خياراته وارادته وتضعه في صلب حريته وارادته كما يقول الوجوديون،فضلا عن الحضارة المعاصرة تعاني من تفكك مركزياتها التقليدية، وبالتالي فان هذا التفكك ينعكس على العلاقات الاجتماعية في ثنائياتها وجمعها،بدءا من الدائرة الاجتماعية العامة وصولا الى البيت العائلي وربما حتى علاقاتنا الخالصة مع من نهوى!!!!،ولان هذه العلاقات ذات عمق حسي ،فان الاختلال فيها يبدو واضحا،مما يجعل الانسان عرضة لنوبات وعراض عصابية تفقده توازنه الاجتماعية وتدعوه للسخط والتذمر وعدم التقبل لانها تمس جوهره !!
اظن الانسان العربي ،مازال رومانسيا جدا ،ويتعاطى مع الانعطفات الكونية الخطيرة وحتى انعطافات الشارع الضاج بالاسئلة والمكشوف للعابرين ،بنوع من التلقائية والبراءة ، وربما هذا ما جعلنا امام الاخرين باننا كائنات (مستشرقة) بامتياز..
لننظر الى الافق جيدا ونبصر ما هو خارج الدائرة سنجد ان اصدقاءنا مازلوا عن موعدنا القديم ، ويمارسون ذات الطقوس في المقهى والجريدة والشارع، ولكن ما تغير هو اننا بحاجة الى غسيل لغوي حاد ، والى الاعتراف با ن الارض كروية !! وان الحياة لاتحتمل الثبات وان الانسان القديم والحديث لاينزل الى النهر مرتين!!!



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين القاصد الكتابة عند مراثي الصوت
- الكتابة عند صناعة المنفى في شعرية كمال سبتي
- وعند دارفور الخبر اليقين
- الطفولة العربية / اسئلة عن حياة صالحة
- ادونيس وتهريب جائزة نوبل
- ثقافتنا العربية اسئلة البحث عن الوجود والهوية
- الهوية الوطنية اشكالات واسئلة الحلقة الاولى
- اصعد قريبا من مراثيك يا عراق
- حرية المرأة العربية وشروط الحاكمية السياسية
- اديب كمال الدين محاولة في كتابة اللذة
- عدت وحيدا الى وجهي
- الثقافة العربية/ موت المركز
- المثقف00تراجيديا الاسئلة وكوميديا الاخطاء
- كيف نرمي الحجر على التكرار؟ كيف نصنع سؤالنا في الحداثة؟
- مراثي الجسد
- مطاع صفدي قراءة في اجندة المثقف الاشكالي
- امال موسى // الكتابة بشروط
- اعلامنا العربي حريات هاربة وحلول مؤجلة
- جمانة حداد الكتابة عند احتمال الحرية
- الشعرية الكوردية الجديدة انكشافات الجسد والمعنى الشاعر ئاوات ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي حسن الفواز - الصداقة //الانسان وتعدد المرايا