أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - مطاع صفدي قراءة في اجندة المثقف الاشكالي














المزيد.....

مطاع صفدي قراءة في اجندة المثقف الاشكالي


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 1460 - 2006 / 2 / 13 - 08:15
المحور: الادب والفن
    


يبدو ان الفكرالثقافي العربي التقليدي يقف الان في منعطفات اشكالوية خطيرة بدءا من اعراض الصدمة المعرفية الخارجة عن محنة عدمية الحوار مع الاخر و انتهاء بعطالة السؤال الثقافي عن انتاج عوامل حراكه وجدله وخروجه عن قلق الانطولوجيا والتدوين التاريخي ،مثلما يعاني من اشكالات محنته ازاء ايدولوجيا النصوص وفقهويتها (التطهيرية )وهبوطها غير المقدس على ارض العصاب الديني وتاريخ المدن السرانية....... الفكر الثقافي الجديد اصبح ضحية غريبة لهذه القراءة الاشكالية للتاريخ وتداول النص واشكالات مفاهيمه الاجرائية ،،اذ فقد ازاء لاعقلانيته الكثير من اطمئنانه ونمطه القياسي في التعاطي مع مفهومات الثورة والاهلية والحاكمية والمعيش والمقدس والرفاهية والايديولوجيا ... ولاشك ان مرحلة ما بعد الصدمة لم تزل غائمة ومطمورة ولم يؤسس لها العقل( السسيو سياسي) العربي مقدمات وميكانزمات اجرائية او شرعية في اطار التوافق بين البنى المعرفية والاجتماعية ،، اذ ظلت هذه المرحلة مأخوذة الى آليات العنف الرمزي والنظام الطقوسي القائم على اساس قصدية الهيمنة والموقف التاريخي،اذ فقدت الكثير من وقائعها عبرايهامات انتاجها الرمزي للقوة والحكم وبشكل تجاوز نسق التخمينات والتوقعات وحسابات الفكر الثقافي التقليدي ذاته !!
ولعل الحديث عن نموذج لمثقف اشكالي مثل( مطاع صفدي) يضعنا امام الكثير من الاسئلة التي راهن على طرحها صفدي ازاء حراك ( الفكر العربي المعاصر) في جدلية الزمن الحضاري والسياسي ومستقبل الحوارالحضاري بين العقل العربي في نموذجه القومي والعقل الغربي التنويري، اذ وضع رهانه على قوة الفكر القومي في امكانية تحديث الياته وبناه المعرفية عبر ايجاد نظام وجودي وقرابي له يمنحه صيروات التحول من الهيمنة وقوة التاريخ الخادعة الى قوة منهجية تدرك اسباب ومجريات الصراع بين الاجتماعي والسياسي واصل الخلاف في تغيير الافكار والمفاهيم والتصورات التي يتحرك بموجبها العالم ..
ان اشكالية هذا الفكر وانهيار نموذجه الثقافي ازاء صعود نموذج عصابي هو خليط من سايكولوجيا النكوص مع الثقافة الشعبية ذات الحس الفطري
وغياب الحاضنة الايديولوجية التي شحبت ملامحها من خلال الكثير من المعطيات والتحولات والازمات التي شهدها واقع الصراع القومي وانعكست على اسئلته في الثقافي والمعرفي والوجودي ...
ولاشك ان مطاع صفدي الوارث الانيق لمرجعيات وشعارات الاحزاب القومية في اطار ما يطرحه افقها النتويري،،،حاول عبرالكثيرمن الافكار والمشروعات التي نهض بها من خلال عمله المؤسسي في مركز الانماء العربي ومجلةالفكر العربي المعاصر باتجاه فتح قنوات حوار وتثاقف وتلاقح مع اسئلة العقل الغربي ،، لكن هذه الاسئلة ومحاورها كثيرا ما كانت تتصف بنوع من الاستعلائية المأخوذة من عقد الذات التاريخية، وكأنه من خلاله سعيه لتحديد اطر هذه العملية الثقافية الفكرية ، يبحث عن وجود نخبة ثقافية وبمواصفات كارزمية تقابل النخب الثقافية الغربية خاصة النخب الفرنسية ...
ولعل مطاع صفدي لايخفي اعجابه بالتجربةالفرانكفونية التي سعت عبرالمسارات اللغوية الى مد جسور الفكرالثقافي الفرنكفوني الى عوالم متعددة في الشمال والجنوب والشرق والغرب ، وخلق نخب ثقافية في المجتمعات الفقير ة ومنها المجتمعات العربية ...
ان نموذج المثقف الاشكالي الذي يمثله مطاع صفدي القريب من المؤسسات
الاكاديمية والثقافية العربية وربما القريب من محافلها الرسمية والتي كان يحظى بدعمها المادي والمعنوي،، يحتاج الى اكثر من وقفة في مراجعة اجندة عمله المؤسسي والعقائدي والاجرائي ،، باتجاه قراءة العوامل البنيوية العميقة التي اسهمت في تفكيك المشروع الثقافي القومي وانهيار نموذجه في
الحاكمية أو انزياح الكثير من مفهوماته الاجرائية في قراءة النص والتاريخ
ازاء نموذج عصابي في قومانيته ، يؤمن بفطرة النصوص الصافية بعيدا عن تأويل القراءة واعادة انتالجها في السياق الاشكالي...
ولا شك ان حيوية المشروع ( الصفدي ) وانعكاسه على الكثير من فعاليات الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الثقافية والاكاديمية في المجتمعات الغربية
اسهمت في اثارة الكثير من الاسئلة حول جدية المشروع الثقافي وعيوبه النخبوية التي تركت المتن الشعبي الى ايهامات الذات التاريخية ، في الوقت الذي مارست نوعا من التوفيقية غير الممنهجة مع السلطات الثقافية وقراءتها الاشكالية للثقافي والسياسي والتعليمي ...
ان نشوء ظاهرة الاسلام السياسي وظاهرة المثقف الاسلاموي كانت تحظى باهتمام محدود في اطار قراءة اشكاليات الحراك المعرفي والثقافي خاصة في المؤسسات الاكاديمية والدينية ، ولم تحظ هذه الظاهرة بقراءة بنيوية عميقية لمرجعياتها واسباب تكونها والحاضنة المدرسية التي نمت فيها، والتي تخلت في نظامها التعليمي عن كونها خطابا في الثقافة باتجاه انتاج سلطة وجدت في الذات التاريخية الاصولية مرجعية لها ، وسط انزياح المشروع الثقافي والتنموي العربي الى مشروع نخبوي خاصة بعد ان فقد المثقف العضوي ذات المرجعيات اليسارية والمثقف الاحتجاجي ذات المرجعيات الليبرالية ضرورتهما في صنع مصدات لتنامي ظاهرة المثقف النكوصي الذي وجد في انتشار ظواهر الفساد السياسي والتعليمي والتنموي مبررات لحراكه وغضبه وعودته الى الاصول الصافية ..



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امال موسى // الكتابة بشروط
- اعلامنا العربي حريات هاربة وحلول مؤجلة
- جمانة حداد الكتابة عند احتمال الحرية
- الشعرية الكوردية الجديدة انكشافات الجسد والمعنى الشاعر ئاوات ...
- ثقافة الاستبداد اوهام الدولة وخواء النخب السياسية
- الشاعرة رنا جعفر ياسين/ محاولة في الكتابة الحية
- هل انتهى عصر اليسار الثقافي
- صدمة الثقافة..اسئلة في صناعة الخيميائي
- عقيق مصري_مجموعة جديدة للشاعر شاكر لعيبي
- خزعل الماجدي_ الشعر الشرقي او الكتابة عند احتمال الجسد


المزيد.....




- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - مطاع صفدي قراءة في اجندة المثقف الاشكالي