أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - الشعرية الكوردية الجديدة انكشافات الجسد والمعنى الشاعر ئاوات حسن امين نموذجا















المزيد.....

الشعرية الكوردية الجديدة انكشافات الجسد والمعنى الشاعر ئاوات حسن امين نموذجا


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


تمثل تجربة الشاعر الكوردي خصوصية في النسيج الشعري العراقي بحكم حيازتها على عوالم بيئية ولغوية وسسيولوجية خاصة ، تنعكس على البنيات الاسلوبية لشعريته و تجعلها مأخوذة بمعطيات هذه العوالم وتأثيراتها على الكثير من الحيوات التي ساكنها الشاعر الكوردي اضطرارا ، أو حلما وجعلها جزء ا من (سستم)) المعيش في المكان والزمن واللغة .
وهذه الخصوصية جعلت الشعرية الكوردية متورطة بانواع متعددة من المكونات التعبيرية التي انعكست في البنيات النصوصية و حتى على مستوى خطابها التجديدي ،، اذ كثيرا ماكان الشعر الكوردي يقف امام محنته الانسانية في التغريبات المكانية واللغوية ،وازمة هويته ، متماهيا أو متمردا وهذا ماجعله الاقرب على حيازة الخطاب الواقعي الثوري ،او مقاربة الروح الرومانسية في الحلم والمكان والحب والمثيولوجيا ،بحثا عن مقابلات تعويضية تتوازن فيها روح الشاعر الكوردي ، ولعل تاريخ الشعر الكوردي الذي تجسد عبر تجارب الشعراءاحمد خاني ونالي ومولوي وبيره ميرد وفي العصر الاخر مع الشعراء فائق بيكس وعبد الله كوران ،يمثل تجربة رائدة في نمط الشعرية الانسانية الثورية التي تنحاز الى روح الكوردي الدافقة بالبحث عن الوجود والحرية وسط عالم صراعي دام ،، وفي اطار الحديث عن الخطاب الحداثوي للشعر الكوردي يتوقف النقد كثيرا عند الشاعر الرائد شيركو بيكس باعتباره حاملا روح المغامرة والتجديد في الاسلوبية الشعرية والبنائية في الشعر الكوردي وتفردها بخصوصية الانبثاق خارج تاريخ الواقعية الطاعن في الشعرية الكوردية..
وحين نتحدث عن الجيل الجديد من الشعراء الكورد الذين ادركوا بحساسيتهم الشعرية كونية الانزياحات التي لامست البنيات الشعرية ،وجعلت من النص الشعري فضاء ضاجا باغواءات التجريب والمغامرة ،، نضع نصب اعيننا مجموعة مهمة من هؤلاء الشعراء الذين انفتحوا على سرانية عوالمهم الشعرية الباحثة عن اسئلة اكثر اثارة للوجود والهوية والمكان واللغة والحرية،، ومن هؤلاء الشعراء الشاعر ئاوات حسن امين ،،الي يمثل واحدا من جيل المغامرة والحلم والشك في التجريب الشعري الكوردي المعاصر ..
لايملك الشاعرئاوات حسن امين الاّ ان يكون قريبا من حميمية الكتابة الشعرية ملتمسا انبثاقاتها في الروحي والانساني اللذين يمنحان القصيدة عمقا سرانيا يتجاوز به الشاعر حاجز الترجمة التي كثيرا ما تقف امام لعبةالتسليم الشعري الكامل،اذ حاول الشاعر ان يتناغم مع علامات متعددة في قصيدته تبدأ من الافصاح عن لعبة الصوت، صوت العاشق ، صوت المنفي ،صوت المناضل الحالم، ولا ينتهي عند صناعة الرمز الهارب الى غير مساره، وبالشكل الذي يجعل الشاعر هنا يفقد امتياز حارس الذاكرة الى استحضار المغامر الباحث عن لحظته المسكونة بالحدس والتأويل....ان الشاعر يضع في هذا الفضاءمجاله الشخصي الذي يوّسع من خلاله مجال الصورة وفاعلية المخيال ، فضلا عن حركيته التي تقترح مجسات تحوز على شرطي الدلالة والمعنى في
تلمّس الخصائص الفنية والجمالية التي تتجاوز الانكسار اللغوي/نص ما بعد الترجمة الى نوع من التعالي التعبيري الذي يتجذر مع اندفاع الشاعر باتجاه ترسيم حدود نصه والاحتفاظ بصوته الداخلي المكشوف على اقنعة واحتمالات كثيرة وجد فيها الشاعر بعضا من سيولة عوالمه، صوت الجواهري المنفي في المكان والحاضر في الذاكرة ،صوت سعدي يوسف وصوت رشدي العامل ،وصوت بلند الحيدري وبدر شكر السياب و ،،وهذه البنية الصوتية التي يستحضرها الشاعر تقابل في توظيفها الاستعاري صوت الرائي الذي يبصر العالم والواقع متحركان وفاعلان، يتساوق معهما في لعبة كشف متبادلة، يحافظ فيها الشاعر على لحظته الوجودية عبر دالات المكان والوانها وايقاعاتها واحتمالاتها،مثلما يحافظ على فضاءات بيئته الطاعنة في الغناء والحب والمثيولوجيا..
فقصيدة ( الشك في سيرة فرهاد ) هي قصيدة قناع بامتياز ، اذ يتماهى الشاعر عبر توظيف المخيال المثيولوجي الى استحضار صورة فاجعة لفرهاد ( المغفل) و المصاب بنوبة شك طاعنة والذي يتجاوز فيه الشاعر التمثل المروي الذي يؤطر حكاية فرهاد بالسحرية والرومانسية مع حبيبته شيرين والتي يقف ابوها مانعا زواجهما الاّ بشرط ان يثقب العاشق جبل(بيستون) وهذا التضاد في استخدام بنية القناع يهدم واحدية الصوت الشعري المرتبط بالحكاية الى تعددية تجعله امام احتمال صوته وزمنه وخرابه الذي يستبد به وليس بالجبل..

// اشكك في ان تكون قد منحتني لحظة
حبها...!
اشك في ذلك
اشك في ذلك
كم كنت فرهادا مغفلا
لسراب ابدي
ضربت نفقا على جسدي
وكلي ثقة الآن
انني ثقبتت فؤادي
لا ألجبل...!!////









وذلك يدفعنا للحديث عن جوانب مهمة في هذه التجربة الشعرية من خلال مزاوجته بين بنية القناع كرؤيا ،، وما بين اشاراته التي تقترن بتوظيفه لصيغة (الاهداء ) المتكرر ، وكأنه عبر هذه الصيغة يستحضر بنية الحضور للذات عبر الايحاء بحضور الاخر.....ان بنيةالاهداء تقترن بعنونة مجموعته الشعرية( مملكة ما وراء خط الاستواء ) بشكل متعدد الدلالات ، بدءا من الاهداء الاولي( الى زوجتي العزيزة وفلذة كبدي ولدي ئازيز ) وانتهاء بالاهداء الى الشاعر كريم السماوي ...اذ تبدو هذه الصيغة وكأنها كيفية مباحة وذات سيولة يضعها الشاعر قرينة ببنية نفسية تعويضية يسعى عبرها الى معرفة جوانية لا شعوره وما يتصل به من مثيرات، يحاول ان يجترح لها نوعا من التجسير التوصيلي الذي يحيله الى اشباعات توليدية ،لها خصائص الانفتاح على رؤى داخلية يستكمل بها الشاعر لذته عبر كتابة نصه المرآوي ،حيث الانا تتناغم مع الاخر في نوع من الحلول الصوفي ،، مثلما تتلمس الواقع الخارجي الطاعن بالكثير من الكأبات والاحزان والمنافي ،،،اذ تتحول الكتابة هنا الى طقوس استحضار تؤسطر علاقته بالواقع وتمنحه القدرة على اعادة تعريف رؤياه باعتبارها نوعا من الكشف ،وهي كذلك طقوس نداء يستجلب فيها الشاعر حيوات داخلية الى فضاءاته المكشوفة ،، ولعل اعتماد صيغة (الاهداء) في هذه الطقوس تمثل نوعا من الحضور والحلول،،فالاهداء هو اثارة اصلا عبر توظيفها كاشارات الى عوالم الاخرين الذين يرهنهم الشاعر الى حركته وصوته وحنينه واحيانا ازمته ،،فقصيدة ( تجليات ليلية ) المهداة الى السياب ، نجد تقا بلا بين روح السياب الحالمة والضاجة وبين صوت الشاعر الذي (يلهث وراء الكلمات ) بحثا عن اشباع نفسي وايروسي وتعويضي ...




رويدا..رويدا
هبط الظلام ..وخلت الشوارع
الاّ من السكارى
تراءت النجوم..وتموجت الريح
نحو الافق
هو ذا كعادته وحيدا
في حوزته اسطوانة الذكريات
وكشكول شعر والحاضر المنسي
هو ذا.. يحاور كعادته الوحدة
ويضاجع الوحدة..

ان الشاعر يتماهى عبر بنية الوصف، يستعيد السياب عبر استحضار وهج اسمه ووهج معناه القديم الذي يفقده بياض الشاعر لصالح سواد المحنة (هو ذا وحيدا في حوزته
اسطوانة الذكريات ) ..وهذاما يجعل لعبة التماهي تلك تأخذ بعدا دلاليا ليس في قراءة الزمن السيابي ، قدر ما هو حلول في زمنه اذ يصبح الشاعر مقابلا استعاريا له في زحمة الصور ،وربما التخفي برمزيته، لان ( كشكول الشعر ) هو دالة صورية، ومضاجعة الوحدة هي دالة ايحائية ، وهذا التراكب بين الصوري والايحائي يشكل فضاء الشاعر الذي يورطه بالحضور والتخفي والابصار والحدس ، الاشباعي والايهامي ،،وتلك الثنائيات تأخذه الى لغة حسية ، ذات نصوص قصيرة ،تبدو وكأنها مجسات الشاعر التي يجوس من خلالها عوالم الجسد ،وذروة المعنى ، واستعادة اللذوي الذي يخفف عنه احزانه وغربته ،اذ تصير الانوثة الحاضرة هي اكثر الوظائف تدليلا على اعادة تشكيل العلامات وتضليلها احيانا ،، وهذا ما نراه في قصيدتيه ( عشر همسات ) و (تأملات شعرية ) التي تعتمد تقنية
قصيدة الصورة ذات الكثافة والتركيز والشحنات الايروسية الدافقة ..



احب النار كثيرا
لانها تعطيني دفء جسدك
+++
أقصر طريق ما بيننا- الرياح-
فاعطي رسائلك ..حتى تصلني
+++
القبلة تتلالا
راسية
على صفحة ظهري
+++
المرأة كالفاكهة ..اذا
لم تقطف .تجف!




ان مغامرة الشاعر ئاوات حسن امين تتمثل عبر خصوصية قراءته لتاريخ الرومانس الكوردي وروح المثيولوجيا الضاغطة ،، اذ عمد اليها الشاعر في هذه المجموعته عبر سلسلة من الاقنعةالشعرية وعبر تقنيا ت وجد فيها فضاءات اكثر استجابة لحساسيته في استعادة كتابة الوضوح والافهام البعيدة عن التجريد ، ليس لان الشاعر أقرب الى الواقعية الجديدة من غيره ، او ان النص المترجم (بترجمات مختلفة) عادة ما يحاول ان يساكن المعنى ويترك الكثير من اسئلته لقدرة المترجم على الاحتفاظ بخاصية النص في مبناه ومعناه ،،وانما لان الشاعرحاول ان يستعيد كل رموزه الهاربة ( الشعراء والابطال والحبيبة )،ليتقنّع بها احيانا تماهيا أو لذة ،،او انه يكتب عبرها نصه المرآوي الترجيدي احيانا اخرى، نص التعويذه ،نص الاشباع الذي يحرّضه على رؤيا الغائب عبرتجربته في الكتابة الحسية ومجازاتها وطقوسها ،،ولعله كان اكثر اثارة في استحضار صور نفسية ، قهرية و غائرة في الحيوات الكوردية المتورطة بزمن اضطهادي طويل ،،جعلت من الشاعر الكوردي كاتبا استثنائيا في الطبيعة باعتبارها مهرب كوني ،وباعتبارها حاضنة لتحويلات الرؤى البصرية الى رؤى داخلية ، مثلما جعلته كاتب رومانس مميز لحيازة هذا النمط الكتابي على بنيات تعويضية وايهامية كثيرة ...خاصة في قصائد (انا حلبجة ) و(كرنفال فصل الخريف) و(فصول الانقطاع)و( جيل من الوهم) و0( سنين والقلب يفيض) و (التعري) ( مملكة ماو راء خط الاستواء) والتي تعد قصائد (مرآوية ) يتكاشف فيها الشاعر مع اناه في لعبة اوهام قاسية ،تسيل منها تداعيات الغربة التي تفجّر ايقاع الطبيعة وتجذبه الى نوع من الايهامات والتقابلات التي تعيد تعريف الكثير من مكونات المكان / الغربة/ المنفىوبجرأة ظاهرة خاصة في قصيدة( التبعثر على ارصفة المنفى )


لم اعد قادرا على استضافة الفراشات
لم اعد قادرا بعد على ترتيب موائد العشق
لقد نخر ديوان الشك اعماقي
وبدأت العصافير الوقحة باخذ حبات عباد الشمس عمري
حبة حبة
وفي الضفة الاخرى
سخر قراصنة الوطن ضاحكين
منةكبوة حصان قصيدتي
القراصنة الاحبة ،اولئك
علموا الغزلان فن الفرار من طفولتي


ان مغامرة الشاعر الكوردي المعاصر هي انزياح باتجاه عوالم وتفاصيل اكثر غرابة وسرية وربما اكثر عمقا ،،اذ تحولت سيرة المكان من فضائها المثيولوجي والسحري ، ومن تعريفاتها المضغوطة تحت نص المنفى والغياب والاقصاء الى نوع من الشكوك التي تلامس جوهر هذه التعريفات وتصطنع لها سياقا اخر ، هو الاكثر تحريضا على اعادة قراءتها والكشف عن طينها الحري ، ولعل قصائد الشاعر ئاوات حسن امين هي صورة للشاعر المتمرد النافر باحلامه الى فضاءات اكثر صلاحية للحلم ...ز



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الاستبداد اوهام الدولة وخواء النخب السياسية
- الشاعرة رنا جعفر ياسين/ محاولة في الكتابة الحية
- هل انتهى عصر اليسار الثقافي
- صدمة الثقافة..اسئلة في صناعة الخيميائي
- عقيق مصري_مجموعة جديدة للشاعر شاكر لعيبي
- خزعل الماجدي_ الشعر الشرقي او الكتابة عند احتمال الجسد


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - الشعرية الكوردية الجديدة انكشافات الجسد والمعنى الشاعر ئاوات حسن امين نموذجا