أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - ادونيس وتهريب جائزة نوبل














المزيد.....

ادونيس وتهريب جائزة نوبل


علي حسن الفواز

الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


من عادة القيمين على منح جائزة نوبل ان يؤطروا اختياراتهم للفائزين بتوصيفات ومقدمات تعطي للشخصية الثقافية المختارة نوعا من التميّز وقوة الحضور التي تؤكد جدية وموضوعية الاختيار اولا، وكذلك منح الشخصية(المنتقاة) قيمة نوعية واستثنائية في مجال انجازها وتفردها في الفضاء الثقافي ناهيك عن( البهارات النقدية) التوصيفية التي تجعل هذا الاختيار بمثابة قصب السبق في خدمة الجمال والانسان والحضارة وتأهيل النوع الثقافي للقرن المعلوماتي !!! وهذا ما جرى للمسرحي الانكليزي هارولد بنتر الذي فاز بالجائزة دون غيره لان القيمين قدموه بمواصفات وخصائص خارقة للعادة ...وانه صاحب حظوة درامية وكاريزما مسرحية اعادتنا الى زمن برناردشو !!!! حد ان البعض سماه اله المسرح!!! وهو رغم اهميته في هذا الضرب من الفنون ،، الاّ ان القيمين تجاوزوا بهذا الاختيار اكثر المبدعين استحقاقا للجائزة ابداعيا وتاريخيا وتأثيرا واقصد هنا الشاعر العربي ادونيس ، الذي يعدّ الان رمزا كونيا من رموز ثقافتنا المعاصرة ، فضلا عن انه قدمّ نوعا ثقافيا يتسم بالجرأة والحيوية والوعي الفاعل والانحياز الى قضية السؤال الانساني والحضاري في بحثه عن الهوية والوجود والمصير ...وهذا ليس بحساب الانحياز لادونيس رغم عدم الاتفاق مع الكثير من افكاره ، لكنه اكثر الادباء والباحثين في الشأن المعرفي والشعري استحقاقا لهذه الجائزة ،،كما ان الفائزين بهذه الجائزة في السنوات الاخيرة هم اقل قامة وحضورا من ابداعية ادونيس ...
ان الحسبة النقدية التي يمكن قراءتها في المشروع الادونيسي تعطي له الارجحية في التقييم وفي والتعريف وفي التأثير ضمن اطار الحوار الثقافي الانساني الذي يتسم بسمات غاية في التعقيد والتشابك والتي كان ادونيس، احد ابرز الشهود الكونيين عليها والفاعلين الجادين في حراكها الثقافي ، ليس لانه صانع اسئلة من الطراز المثير ، أو انه الشاعر الذي يفكر بامتياز في اطار لعبته المدهشة شعرا وفكرا وبحثا في روح الاشياء وسرانيتها المريبة ،حسب ،وانما لانه الاكثر استغراقا باتجاه تأسيس انساق حقيقية للظواهر الثقافية العربية والاسلامية والانسانية خارج اطار القراءات الاستشراقية التقليدية وخارج اطار التشكلن في ايهامات ثقافة الازمة التي أسس عليها الكثيرون خطاباتهم في التعاطي مع ثقافة المكان والوجود وليس ازمة ثقافة الانسان وهويته وحريته ..
ولاشك ان الخطاب الثقافي الشعري والمعرفي والنقدي عند ادونيس يملك قوته من خلال تجاوزه ازمة المثقف العصابي او المثقف المكاني، باتجاه استحضار فاعلية المثقف الاشكالي الباحث عن حقيقته ووجوده في سياق الصراع الانساني / الحضاري وفي اجندة الحوار الساخن ازاء منعطفات تاريخية افترضتها طبيعة التحولات الكونية واستحقاقات الانتقال من عصر العلوم الى عصر المعلوماتية وانعكاسات ذلك على الثقافة والهوية والوجدان والوجود العربي وحقوق انسانه المغيب بسبب عوامل موضوعية وعوامل داخلية تبدأ من ازمة العقل العربي التقليدي العصابي المتورط بانتاج اشكال معقدة للسلطة والوجود والحكم والحرية والمعيش وانتهاء بازمة العقل الاورو امريكي في تعاطيه مع حقائق الارض وما يتمظهر عليها من معطيات واسئلة !!
ان ادونيس نموذج للمثقف التنويري الذي تجاوز لحظته المحلية، وهو و رغم حضوره كروح فاعلة في نصوصه وخطاباته المثيرة للاسئلة دوما ، مع أو ضد !!! الاّ انه اضحى نموذجا المثقف الشمولي القريب من الكثير من اشكاليات الاسئلة الكونية التي يواجها الانسان الجديد في بحثه عن الوجود وتحديه لازمات الهوية وغياب الحقوق المدنية ومهيمنات الفقر والظلم الاجتماعي والحروب والاحتلالات وغيرها من الضواغط التي اوجدها العقل الغربي الامريكي ذاته !!!
ان منح جائزة نوبل لايقلل ولا يضيف شيئا لادونيس ، واظن ان تاريخ رفض هذه الجائزة كثير !! لكن ما يدعو للاسئلة هو الاجحاف واللا موضوعية التي تم تجاوز اكثر الادباء والمفكرين حضورا في عالمنا المعاصر ،، وربما يعيدنا هذا التجاوز الى السؤال القديم حول النوايا والتوجهات السياسية التي تمنح بموجبها جائزة نوبل ،،والتي تؤكد مرة اخرى سوء القراءة التي تطرح حسابات استباقية في القياس والاختيار بعيدا عن وضع القراءة النقدية الفاحصة وتجاوز حسابات ( بعض الجهات ) التي تجعل من منح هذه الجائزة وكانه تأييد لفكر هذه الجهة اوتلك ... لقد وقع المانحون في هذا المحظور وتداخلت معهم الحسابا ت ،،،ويبدو انهم رضخوا للنداء المجاور الذي يقول ان منح الجائزة لاديب عربي ومسلم رغم علمانيته وحضوره الكوني هو نوع التبريك لافكار العنف والارهاب التي تأتي الينا من الشرق العربي والاسلامي..
وبهذه القراءة اعادونا القيمون على اهم جائزة عالمية الى دائرة العنصرية والدم الازرق وبطلان الحديث عن عالمية الثقافة وعولمة تداولها ..وجدية الحوار الثقافي الانساني الذي ينبغي ان يكون متوازنا وشفافا ، لا اثرة فيه لدم ازرق على دم بنفسجي ، ولا للغة ساكسونية على لغة عربية او فرنكفونية ......
لقد كنا نحلم بحلول ثقافية لازماتنا المعاصرة بعد ان اصابنا اليأس من اصحاب النظريات العسكرية والامبريالية والاحتلالية .....
انها محض دعوة للشيوخ الارستقراطيين جدا ، والباردين جدا ، والحرفيين جدا ، والصارمين جدا بتقاليدهم المهنية ،،لان يكونوا اكثر ابصارا خارج القفص النرويجي ، ليروا ان السماء جميلة وان الاخرين مازالوا يحرثون الارض بامتياز !!! وسندعو في السنة القادمة الى تهريب جائزة نوبل عند ساعة نومهم في ليالي اوسلو الباردة !!!!!!



#علي_حسن_الفواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافتنا العربية اسئلة البحث عن الوجود والهوية
- الهوية الوطنية اشكالات واسئلة الحلقة الاولى
- اصعد قريبا من مراثيك يا عراق
- حرية المرأة العربية وشروط الحاكمية السياسية
- اديب كمال الدين محاولة في كتابة اللذة
- عدت وحيدا الى وجهي
- الثقافة العربية/ موت المركز
- المثقف00تراجيديا الاسئلة وكوميديا الاخطاء
- كيف نرمي الحجر على التكرار؟ كيف نصنع سؤالنا في الحداثة؟
- مراثي الجسد
- مطاع صفدي قراءة في اجندة المثقف الاشكالي
- امال موسى // الكتابة بشروط
- اعلامنا العربي حريات هاربة وحلول مؤجلة
- جمانة حداد الكتابة عند احتمال الحرية
- الشعرية الكوردية الجديدة انكشافات الجسد والمعنى الشاعر ئاوات ...
- ثقافة الاستبداد اوهام الدولة وخواء النخب السياسية
- الشاعرة رنا جعفر ياسين/ محاولة في الكتابة الحية
- هل انتهى عصر اليسار الثقافي
- صدمة الثقافة..اسئلة في صناعة الخيميائي
- عقيق مصري_مجموعة جديدة للشاعر شاكر لعيبي


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حسن الفواز - ادونيس وتهريب جائزة نوبل