أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - أُمّي لايف Live














المزيد.....

أُمّي لايف Live


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6034 - 2018 / 10 / 25 - 16:49
المحور: كتابات ساخرة
    


أُمّي لايف Live



لا أدري أيّ نيّةٍ خبيثة تقفُ وراء اقناع أمّي ، ذات السبعة والثمانين خريفاً "عراقيّا"، بفتحِ "صفحةٍ" لها على الفيسبوك.
يبدو أنّ احداً ما أراد توريطها ، وتوريطنا ، كما توَرّطتْ "القُنصليّة" بـ "جمال خاشقجي" !!.
و هناك إشاعةٌ تقول أنّ بعض "الكنّات" الناشطات ، أرَدْنَ إشغالَها بالقتال على جبهات ثانوية ، بدلاً من الحرب الدائرة بينها و بينهنّ على مدار الساعة.
ويبدو أنّ أُمّي قد وافقت بعد مشاورات ساخنة مع جميع "نسوان" الكُتَل ، على أن يكون اسم "الحساب" هو .. "الحجيّة الكرخيّة" .
وبعد مرور ساعات على ذلك ، كان جميع "فيسبوكيّ" العائلة ، من مختلف "المكوّنات" ، قد أصبحوا "أصدقاء" لها.
كنتُ أنا ، بطبيعة الحال، أوّل من دفع ثمناً باهظاً لهذه الخطوة التواصليّة المُتهوّرة.
أنا أشغل منصب "رئيس السِنّ" الدائم لبرلمان العائلة ، والذي لم تقع مصيبةٌ فيه ،إلاّ وكانَ لي "حُصّةُ" البغل فيها.
عندما تبدأ أُمّي بتصفّح "حسابات" الآخرين(وأنا منهم) ، فإنّها تقرأ فقط . إنّها لا تضَع أيّة اشارة تفاعلية ، ولا تُعَلّق على "المنشورات".. وتتصرّف كأيّ "جاسوسٍ" عتيد.
وهكذا .. كلّما عرَضْتُ منشوراً على صفحتي ، رَنّ الموبايل ، ودون مقدّمات اسمع أُمّي تقول : ها يابه شبيك ؟ خير؟ ليش مقهور؟ هذا الكلب ابن الكلب كاتِبْلَك تعليق يْلَعِّبِ النَفِس ! دير بالك يابه هذا الكاتبلك "روعة" يريد يحَجّيك ! ليش يابه تتحارَشْ بذوله الميخافون من الله ، شنو تريد "يعلسوك"؟! مو عيب وليدي تكتب عالحبّ ؟ شنو إنته "زعطوط" ؟ مو عمرك فوك الستّين !
وتقولُ مصادِر مُطّلِعة ، "تتنصّتُ" سِرّاً على "حساب" أُمّي ، أنّ طلبات صداقة بالمئات تنهال عليها يوميّا ، وكلها مُرسَلة من عُتاة "الذكور" الفيسبوكيّين ، الذين يعتقدون أنّ"الحجيّة الكرخية" هو حساب وهمي لـ "صبيّة كرخيّة" جامحة ، يمكن أن تكون صيداً سهلاً بمجرد الحديث معها على "الخاص".
إلى هذا الحدّ ، فإنّ "الأسوأ" لم يكُن قد حدث بعد .
واستناداً لأخّي ، الذي يسكنُ معها في "المرحلة الانتقاليّة" الحاليّة ، والذي تتّهمُهُ أُمّي بأنّهُ هو وزوجته "العقرب"(وجميع "كنّات" أُمّي هُنّ من اللافقريّات) يأكلون "طبقة البيض" في يومٍ واحدٍ فقط ، بحيث "لا يَباتُ عليها الليل" .
استناداً لأخي هذا وزوجته "العقربة" .. فإنّ أُمّي كانت تُتابِع على التلفزيون ، بـ "حماوة" وطنية عالية ، طريقة "طبخ" التشكيلة الوزارية الحاليّة.
ويبدو أن "مقادير" الطبخة لم تعجبها ، أو لم "تتوافق" مع ذائقتها البغداديّة الصعبة .. وأنّ "أحدهم" قد أزعجها بحديثهِ الصاخب عن الديموقراطية وحقوق الانسان ، و حصر السلاح بيد الدولة ، و بسط سلطة القانون على الجميع ، و عن "التغيير المطلوب" ، و"الغد المُشرق" .. وعن 15 عاماً أضاعها "الأخ" و "جماعته" من أعمارنا ، و كيف أنّهُ سيعود ،هو و"جماعته" ذاتها ، بإعادتها الى أعمارنا بأثرٍ رجعيّ !
وعندما تمّ الاعلان عن اسماء "التشكيلة" ، كان من الواضح أنّ أُمّي لم تكن راضية عن أيّ اسم منها(عدا علاء العلواني ، الذي ذهبت يوماً لعيادته ، ففحصها ، وقال لها : حجيّة إنتي مبيج شي ، وصحتج احسن من صحتي!!) .. بل أنّ غضبها قد بلغ مداه عندما قال "الأخ" ، أنّ هؤلاء الوزراء الـ 14 قد تمّ اختيارهم على أساس معايير "الكفاءة " و "الخبرة" و "النزاهة" ، وليس استناداً لأيّ اعتبارٍ آخر !! .. وعند ذكر هذا الرقم عاطَتْ أُمّي :عود ليش أرباطَعَش ؟ كَمَرْ ، خمو كَمَرْ ؟ ذوله صُدُك ميستحون .
وهُنا حدَث الأسوأ ..
فقد أفلَتَ زمامُ أُمّي تماماً (واُمّي لا تعرفُ أباها عندما ينفلتُ الزمام) .. وخلال بضعة ثوانٍ كانت قد خرجت عن نطاق السيطرة الأموميّة - "الأبويّة" .. فسَحَبَتْ الموبايل من تحت فوطتها .. وفتحت الفيسبوك .. وضغطت على الـ Live .. وبدأتْ في استخدام قاموس الشتائم الكرخيّة "الوسيط" ، الذي لم أسمعهُ منذ أيّام "الشيخ علي" و "سوك حمادة" و "الجعيفر" و"المشاهدة" و "سوك الجديد" .. ولم تترك أحداً أو شيئاً في العراق "الجديد" إلاّ وداستْ عليه بـ "شحّاطتها" اللغويّة عيار 175 ملّم.
أمّا الكارثة فقد حَلّتْ عندما قامتْ أُمّي برمي الموبايل على سقف "البوفيّة" التاريخيّة التي تتوسّط الممر، تاركةً كاميرا الـ Live تشتغل ، و تلتقط كلّ شيءِ يقع ضمن مداها ، في بثّ مباشر على الهواء "الطَلِق" .
ظهر "القوري" الكونفوشيوسي .. و "الطاوة" البرونزية .. والقنفات "الفيكتوريّة" .. والستائر الفرعونيّة .. و قطع ملابس متناثرة هنا وهناك .. وفردة جوارب رجاليّة بائدة ..
ثمّ ظهر أخي وهو يتبختر بـ "الفانيلة" في الهول .
كنتُ اشاهد كلّ ذلك بذهول .
وعند تلكَ اللقطة الأخيرة .. سَقَطْتُ مَغْشِيّاً عَليّ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما شأنكَ أنتَ بكُلِّ هذا ؟
- هكذا كانت المقدّمات .. وهكذا جاءت النتائج
- تلاميذ نوح في أرضنا اليابسة
- التجربة الكوريّة : أنموذج للإفلات من نظام -الإقطاع الريعي- ل ...
- الاقطاع الريعي : انماط سلوك الدولة والمجتمع في العراق الحالي ...
- كتابةٌ يابسةٌ .. في غرفةٍ على السَطح
- الأرضُ لا تدور .. والكونُ مُسَطّح
- التحَرُّشُ والمُتَحَرِّشونَ والمُتَحَرَّشُ بهم في العراق الع ...
- شؤون النفط ، وهموم العراق ، وشجون العالم
- من يَجْرؤُ على اقتراح الخلاص ؟
- تعالي وانظري يا حسيبة
- الى الحبشة .. الى الحبشة
- بعد كلّ شيء .. ستبقى البصرة هناك .. و سيبقى البصريّونَ معها
- هوَ ليسَ كذلك
- عزيزي المِحْوَر .. عزيزتي النواة
- قالوا قديماً .. و قالوا الآن
- لا تتَبَرَّعوا للبصرة بقناني الماء .. بل أعيدوا لها الشَطَّ ...
- عجائبُ الروحِ السَبْع
- العراق ليس بيتنا
- بلدٌ يعوي .. بلدٌ نافق


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - أُمّي لايف Live