عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 17:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق ليس بيتنا
ليس لدينا وطن .
و العراق ليس بيتنا الكبير.
العراق "مَحَلّة" تتكوّن من مجموعة "بيوت" سياسيّة ، و عِرْقيّة ، وطائفيّة..
البيت السياسي الشيعي ، والبيت السياسي السُنّي ، والبيت السياسي الكُردي ..
و هُناك "بيوت" صغيرة "مُشْتَمَلات" ، مُلْحَقة بهذه البيوت الثلاثة الكبيرة.
أمّا مَنْ منحَ "المُلاّكَ" في هذه "المحلّةِ" سندات "الطابو" ، وجعلهم يُؤَجِّرونَ "مُشتَمَلاتهم" لهذا دونَ ذاك .. و يتحكّمونَ في "الإرثِ" ، فيمنحونَ هذا الأبنِ ضعف حُصّتهِ لأنّهُ "بارِّ" ، و يحرمون ذلكَ الابنَ من حُصّتِهِ لأنّهُ "عاقّ" ، فهذا ما لا أعرفهُ ، ولن اجْتَهِدَ فيه .
ما أعرفهُ أنّنا كـ "شعوب" ، و "اُمّة" ، و نُخَب ، و مُثقفّين ، و ناساً عاديّين ، راضونَ (عموماً) بذلك ، بدليلِ أنّ بعضنا "يُنَظّرُ" لما يجري ، و بعضنا يُصَفّقُ لما يحدثُ ، و بعضنا الآخرُ يقتلُ بعضنا الآخر ، دفاعاً عن الإرثِ والمذهبِ والعَرْض .. و كُلّنا يركضُ وراء "حصّتهِ" استناداً للمبدأ البراغماتي الشهير : "كلّ من تزوّجً أُميّ ، فهوَ عمّي".. بل وقُمنا بتطوير هذا المبدأ و تحديثه سياسيّاً ، و "تعريقهِ"، ليصبحً : "كُلُّ من تزوّجَ بأُمّي (وإنْ غَصْباً) ، فهو ليس عمّي فقط ، بل هو أُمّي ، وأبي أيضاً ، ولَمْ يكُنْ لي يوماً من ولِيِّ أمْرٍ سواه".
إنّ الصراعَ الذي نشهدُ تفاصيلهُ الآن، ليسَ نزاعاً بين "أعيانِ" محَلّةٍ ، يسعى كلُّ منهم لخدمةِ محَلّتِهِ ، على طريقته الخاصة في الحكم والادارة .. بل هو صراعٌ بين أربابِ هذه البيوت الثلاثة على من سيكونُ مُختار المحلّة ، ومن سيكونُ مأمورُ مركز الشرطة ، ومن سيكونُ شيخُ الجامع.
يجري عقدُ الصفقات ، دون اتمامها الى الآنَ ، في البيوتِ الثلاثةِ على التعاقب.
غيرَ أنّ "مُلاّكَ" بيتينِ منهما ، يُفَضِّلانِ اللقاءِ (دائماً) ، مع "المالِكِ" الثالثِ لأقدمِ بيوت المحلّة.
أمّا شُعوبُ "المُشْتَمَلات" ، فتجلسُ في "المقهى" ، بانتظارِ أنْ يُوَزّعَ "الفائزونَ" اقداحَ الشاي عليها مجّاناً ، لتحتفلَ معهم بالنصرِ على الأعداء.
أو أنّ شُعوب "المُشْتَمَلات" ، ستجلسُ في "المقهى" ، بانتظارِ قراراتِ رفعِ الايجارِ ، أو خفضِها .. أو الطَرْدِ من المحلّة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟