أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أياد الزهيري - العولمه وطمس الهويه التاريخيه














المزيد.....

العولمه وطمس الهويه التاريخيه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 19:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الهويه التاريخيه هي نتاج تجربه أمه, وعلامه صريحه على فعاليتها عبر الزمن, وشهاده على نوع وتقدم حضارتها, وأذا كان هناك ما تعتز به الأمم فهو هويتها التاريخيه, وكلما كانت هذه الهويه لها من التاريخ ما يغور بأعماق الزمن ,كلما يعطيها عراقه أكثر , وقامه أطول مقارنه مع قامات الهويات الأخرى, لكن في الحقيقه لا يعني ذلك أن الهويه أيقونه مقدسه, لا تقبل التطور بالأضافه والحذف , فالهويه كلما تتمتع بالمرونه مع الحفاظ على كينونتها وأطارها العام ,كلما كانت أكثر حيويه وأكثر قابليه على البقاء. الهويه المنفتحه تتيح لأتباعها قابلية الأنفتاح على تجارب الأمم والشعوب الأخرى, ويفتح لها أبواب التلاقح وتبادل التجارب مع تجارب الشعوب الأخرى.
في السنوات الأخيره شهد العالم صراعآ بدأ خفيآ وأنتهى علنيآ من أجل تدمير هويات شعوب تعتبرها الحضاره الغربيه هويات معرقله في طريق هيمنة النموذج الغربي الليبرالي وخاصه الأمريكي . الذي يعنينا في حرب الهويات, هو الهجوم الشرس على الهويه الأسلاميه في محاوله خبيثه لطمسها أو تدميرها , مستخدمين كل الوسائل لهذا الغرض , طبعآ أعد خصوم هذه الهويه العده للدخول في حرب سريه وعلنيه للقضاء على هذه الهويه. من هذه الأساليب الحرب الثقافيه والتي تحاول من خلالها أحلال الثقافه الغربيه محل الثقافه الأسلاميه فعلى سبيل المثال ترى للأفلام الهوليوديه , والبرامج ذات الطابع الجاذب للشباب , وهي برامج يتغلب عليها الطابع الترفيهي , وذات النهج الترفيهي الغير بريء ,وهي برامج ذات بعد غرائزي وفوضوي يسهل على الشباب نزع ثوبهم القيمي وأتاحة الفرصه لقيم أخرى كبديل لها , وهي قيم ذات بعد ليبرالي غربي ذات طابع أستهلاكي. كما تتوازى أساليب وطرق أخرى تساهم في صياغة الهويه الجديده على غرار الهويه الأصليه ,منها رفد السوق بدور نشر مختلفه وذات أرتباطات غامضه لترويج منشورات تروج لقيم بعيده كل البعد عن منظومة الأمه الأخلاقيه مع توفير كل التسهيلات لها للهيمنه على سوق الكتاب ونشر مزاج أنحلالي فوضوي كتمهيد ضروري لأحلال هوياتي جديد صمم لها الأخر البعيد . من الملاحظ أن الهجمه الحاليه التي تمارسها عدة وسائل أعلاميه ,هو تحطيم المنظومه الأخلاقيه للمجتمع عن طريق الأستهزاء بالقيم الأخلاقيه والروحيه التي تمثل واحد من أهم عناصر الهويه المجتمعيه , كما أن هناك حمله تشكيكيه كثيفه في مباديء وشخصيات دينيه في محاوله لتسقيط المثل الأعلى في الوجدان الشعبي , كما يعزز كل هذا بتشجيع قيم الأستهلاك الذي يقضي على قيم القناعه التي تحد من غلواء قيم الجشع والمطامع لدى الناس , مما يفتح المجال أمام قيم جديده ترفع شعار (كل شيء يباع ويشترى في روما) . عندما يترسخ هذا المزاج , سوف تفتح الباب واسعآ لأستباحة كل القيم الوطنيه والأخلاقيه التي كانت العمود الفقري لمجتمعنا .
حقيقه مره قد نصحو عليها الا وهو أنهيار المنظومه القيميه والحضاريه لمجتمعاتنا , مما يفقدها السيطره على ذاتها في رسم مستقبلها وتحديد ملامح طريقة حياتها , أي تعتبر مجتمعات مسلوبة الأراده في رسم طريقة حياتها , فهي تصبح كما يشاء الغير لها لا كما تشاء هي . عندما تصل هذه الشعوب الى مرحلة الأستلاب , سوف لا يكون لها الخيار في أمرها وستتحول الى بيادق تحركها أصابع لا تكن لها الود , بل هي جهات تسعى لنحر أمم بكاملها وتحويل ما تبقى منها الى عبيد تخدم الأمم الأخرى , وعنئذ تحقق الأمبرياليه الأمريكيه العالم الموعود وهو نهاية التاريخ كما يزعمون لأنسان الأرض بعد موت كل الهويات والحضارات العريقه وهيمنة حضارة الكابوي الأمريكي والذي يكون ترامب أحد فرسانها . أنها العولمه التي يبشرون بها شعوب الأرض , عولمة سيطرة الكبار أصحاب المليارات على الشعوب المهمشه . عالم سيطرة الرأسماليه اليهوديه على التاريخ وتسيد شعب الله المختار على مفاصل العالم وتحقيق حلم حكماء بني صهيون في أستحمار العالم وسيادتهم عليه .
أكيد أن القوى الكبرى اليوم وخاصه ذات النزعه الأمبرياليه تحلم بتحقيق هذا السناريو الجهنمي والتدميري للحضارات والشعوب الأخرى , ولكن تبقى أرادة الشعوب هي من تقرر أمكانية ما يمكن أن يحصل من عدمه , وهذا لا يتحقق بالأماني والأحلام , ولكن بالوعي الحقيقي لأصل هويتها , وبعدم التصلب أزاء من يفقد صلاحيته من موروثها , وتعزيز ما أثبت نقاءه وحيويته وروحه البناءه في بناء الحاضر والدافع نحو مستقبل أفضل , ومنع كل ما يسبب الأهتزاز للهويه لفئة الشباب عن طريق برامج توعويه حديثه تمنع تسرب كل قيم الميوعه والفوضى الى نفوسهم , وبناء مزاج الأعتداد بنفوسهم وقيمهم , وهذا يتطلب منهاج تربوي يصمد أمام كل الأغراءات التي يتعرض لها شبابنا . كما من المهم عزل كل المفردات الرخوه التي تسللت الى هويتنا , وسد كل الثغرات التي يمكن أن يتسلل الخصوم من خلالها , والحفاظ على كل عناصر القوه والحيويه فيها لتكون هويه تستحق أن يعتز بها الجميع ويستعد الجميع بالذود عنها , بل السعي لجعلها هويه تغري الأخر بالأنجذاب اليها بما تمتلكه من عمق الجذور , وعراقة المنبع , وثراء التجربه .



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل المذعن
- المنبر الحسيني ...الشيخ حسن الصفار نموذجآ
- الذاكره المجنى عليها
- برهم صالح يحقق المصالح
- مفخخات التاريخ
- اتلاف الفتح- سائرون جسر العبور الى حل الأزمه
- سيناريو قابل للتكرار
- الآباء المؤسسون لداعش
- سياسيون يلعبون بالنار
- الحرب التي ولدت حروب
- عبقرية القياده (صلح الحديبيه نموذجآ)
- عصا الدولار لمن عصى
- فقر دم سياسي
- المرجعيه وسهام الأتهام
- بالقلم والصوت الوطني لا بالعنف نحقق مطالبنا
- أزمات العراق تمطر عسلآ على جيرانه
- المثقف ودوره في الأزمات
- موانع حالت دون تقدمنا
- ثوره أم فوضى
- نحن والتاريخ


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أياد الزهيري - العولمه وطمس الهويه التاريخيه