أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - سيناريو قابل للتكرار














المزيد.....

سيناريو قابل للتكرار


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5986 - 2018 / 9 / 6 - 22:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا يتذكر خروج المظاهرات يوم 18 أذار عام 2011 في مدينة درعا السوريه , وهي مدينه تقع في الجنوب السوري. بدأت المظاهرات على أثر أعتقال الأمن السوري لمراهقين كتبوا شعارات على جدران المدارس ,فتعامل النظام معهم بقسوته المعهوده , وكلنا يعلم أن النظام السوري واحد من الأنظمه الدكتاتوريه في المنطقه العربيه , كما أن البعض أستغل حالة النقمه لدى الشارع فخرج محتجآ للمطالبه بحقوق لا شك أنها مشروعه , ولكن بدل من أن النظام يتعامل مع الأمر بحكمه أستعمل القسوه بشكل مفرط , لكن المظاهرات أمتدت شمالآ الى دمشق ومنها الى محافظات الشمال وصولآ للأدلب , طبعآ هذا الأنتشار السريع لهذه المظاهرات لم تأخذ هذه السرعه لولا وجود محركات لها , هذه المحركات منها قوى معارضه داخليه , ومنها خارجيه ,أقليميه ودوليه, ومنها ما هو عفوي بسبب الأحباط والحرمان , والنظام القمعي, ولكن المهم بالأمر كان هناك توظيف لهذه الظروف من قبل قوى تنوي شرآ لسوريا وأسرائيل غير بعيده في هذا لأمر,لكن نحن لا نريد أن نعفي النظام السوري عن مسؤوليته مما جرى , وهو السبب لا شك بأعطاء الفرصه لكل هذه القوى التي أججت الشارع السوري , فهو أمر مسلم به, لكن أن ما يهمني هو عملية التوظيف لهذه الأزمه من قبل السعوديه التي تضمر العداء للنظام السوري بسبب موقفه المساند لحزب الله وايران بعتبارهم يشكلون جبهة المقاومه ضد أسرائيل , وكذلك دخول أسرائيل على الخط لغرض تدمير الترسانه العسكريه السوريه عن طريق الحرب الأهليه وأبقاء سوريه ضعيفه لأمد طويل وهي فرصتها الذهبيه, كما أن تركيا لها حساباتها مع سوريه كمنافس تجاري وصناعي وسياحي داعيك عن أرتباط حزب أوردغان بالتنظيم العالمي لأأخوان المسلمين ,ولا ننسى دعم قطر للقاعده وأخواتها , وهو دعم له ما يسانده أمريكيآ لأهداف مستقبليه تدخل كل هذه الدول في تنفيذه. صحيح بدأت بالمطالبه بالحقوق ولكن حرفها الأنتهازيون ووظفوها لأهدافهم مستغلين النقمه على النظام زائد قلت الوعي الشعبي الذي لا يجيد التحسس من المخاطر البعيده لأنشغاله بوطئة الحاجه . النتيجه أمتدت النار وأحرقت كل سوريا وأصبحت سوريا أثر بعد عين , فتدمرت كل مصانعها , وأغلب حقولها الزراعيه وهي عماد أقتصادها وتخربت منشأتها السياحيه , وزهقت المئات الآلاف من أرواح أبناءها , ونفس الشيء حصل في ليبيا وتحولت الى أنقاض ومازال التدمير والقتل مستمر وسيستمر بسبب طبيعة سكانها ذوي الميول البدويه , وهي طبيعه تميل للأنتقام والحرب ولن تجنح للسلم بسهوله.
أن مما سبق يدعونا الى النظر لما يجري في بلدنا العراق هذه الأيام من أندلاع مظاهرات في مدينة البصره الجنوبيه , والتي نعرف أسباب أندلاعها , الا وهو نقص الخدمات , والبطاله والفساد المالي والأداري , وعلى رأس المشاكل هو ملوحة الماء . هذه المطالب لا يمكن تأجيلها وليس من السهل تحملها من قبل المواطن , ولكن لا شك هناك تقصير تتحمله المجالس والحكومات المحليه بالأضافه الى الحكومه المركزيه في بغداد التي تغافلت كثيرآ عن تقدبم المعالجات لهذه المدينه فساءت الأوضاع وتراكمت الأحباطات من عدم الأجابه فحدث الأنفجار الشعبي تحت وطأة حرارة الصيف اللاهبه,وهم محقون تمام الحق في مطالبهم المشروعه , لكن الذي أثار الأستغراب أن الحكومه أستجابت ولو بشكل متأخر, لكن المظاهرات أخذت بالتصاعد متمثله بحرق بناية المحافظه وبناية البلديات , وقائمقامية أبو الخصيب , والتوجه لسد طرق الموانئ وشركات النفط وهما عصب الحياة الأقتصاديه للبلد , داعيك عن ضرب بعض خطوط الكهرباء وأشعال النيران بالشوارع . هذا التطور يسترعي أنتباه المراقبين وتشير التقارير الى أن هناك أيدي خفيه تحرك ما يجري في الشارع , والمتوقع حدوث المزيد من العنف فيه , وهو سيناريو مشابه لما حدث في سوريا تمامآ والذي قد تقف وراءه نفس الأطراف الدوليه والأقليميه ولكن بالتعاون مع بعض اللاعبين المحليين وأنا هذه المره أرشح الحركات المتطرفه في الجنوب الشيعي من أمثال حركة الصرخي , واليماني وغيرها بالتنسيق مع قيادة البعث المدنيه والعسكريه. أن هذا السيناريو خطير وأذا لم يستطيع أسقاط النظام فعلى الأقل تخريب مدن وسط وجنوب العراق كما حدث للغربيه والموصل , والرجوع بالبلد الى مستويات تتجمع فيها كل عوامل الأنحطاط , ولا يمكننا أستبعاد التقسيم لهذا البلد وأسدال الستار على وجوده كدوله وكيان .
أن الفوضى بالعراق لم تكن وسائل الأتصال الأجتماعي ببعيده عنها , فهناك جيوش ألكترونيه تعمل على تغذية الشارع بالأخبار والتحليلات المزيفه والمؤججه لعواطف الشارع العراقي , وهو شارع يسهل تحريكه لأسباب لا يسعنا ذكرها هنا , وجمهور تسري فيه الأشاعه سريان النار بالهشيم , وهذا ما أكده عالم الأجتماع غوستاف لوبون حيث يقول (أن اللاوعي للجماهير يمثل أحدى خصائص العصر الحالي). أن الخشيه الحقيقيه يكمن في أخطر طبقه جماهيريه , الا وهي طبقة الشباب والتي تمثل الطبقه الأوسع بالمجتمع العراقي , وخاصه هي الآن تتميز بمواصفات خارجه عن الأطار القيمي للمجتمع العراقي بفعل عوامل التغير الطارئه على مجتمعنا ومنها الأنفتاح الغير منضبط لوسائل الأتصال , مع غياب الوعي الوطني والديني مما يجعلهم في حل من أي ألتزام أتجاه أي مقدس سواء على مستوى الوطن أو المبادي . هذا الوسط السهل شراءه وتحريكه غير غائب عن مراكز المخابرات الدوليه والأقليميه , وهنا تبدأ عملية الأستثمار البشع لهم وتوجيههم بما تريد هذه المراكز وما يحقق أهدافها , وهذ ليس بالغريب فقد حصل بأكثر من بلد عربي. أن ما يزيد الوضع خطوره هو تخلف الطبقه السياسيه وعدم أستيعابها لم يحدث , وعدم تقديرها لما ستأؤل لها الأوضاع , مما يزيد بالطين بله . أن خطورة الوضع تستدعي من كل عراقي , ومن كل المستويات والأتجاهات الفكريه والحزبيه والثقافيه أن تساهم بأطفاء النار ومحاولة حصرها لكي لا تمتد شمالآ ,لأن أن أستعرت وأمتد لظاها فسوف لا تبقي ولا تذر , وسيخسر الجميع وطن كان أسمه العراق.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآباء المؤسسون لداعش
- سياسيون يلعبون بالنار
- الحرب التي ولدت حروب
- عبقرية القياده (صلح الحديبيه نموذجآ)
- عصا الدولار لمن عصى
- فقر دم سياسي
- المرجعيه وسهام الأتهام
- بالقلم والصوت الوطني لا بالعنف نحقق مطالبنا
- أزمات العراق تمطر عسلآ على جيرانه
- المثقف ودوره في الأزمات
- موانع حالت دون تقدمنا
- ثوره أم فوضى
- نحن والتاريخ
- الأمه الأمريكيه والسنن التاريخيه
- كيف وجدت الله
- من حاكمية السيف الى حاكمية المال
- الواقع بين السلفيه والعلمانيه
- حنين جاهلي
- الثقافه بين الشفاهه والقراءه
- الكرد مالهم وما عليهم


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - سيناريو قابل للتكرار