أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أياد الزهيري - الواقع بين السلفيه والعلمانيه














المزيد.....

الواقع بين السلفيه والعلمانيه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الواقع بين السلفيه والعلمانيه
الأسلام لاشك يمثل عقيدة وفكر الأمه, وبه يتشكل وعيها الثقافي والفكري. أذن هو ركيزه لا يمكن العبور عليها, ومن غير المكن تجاهلها لأنه رصيد تجربه تاريخيه طويله لايمكن للأمه التضحيه به , فهو جزء لا يتجزء من الشخصيه المسلمه على حد سواء ,المتدينه وغير المتدينه.
أن الأستخدام المجحف والمبتسر للأسلام من قبل تيارات فكريه وسياسيه عطلت في الأسلام الكثير من فعاليته, فمنها ما حجمته وأقصرت فعاليته على الفرد مما عزلته في زوايا مظلمه كما فعل الباطنيون, حيث حصروه في تكيات وحركات غريبه وشاذه مما عطلت قدراته على مستوى الفرد والمجتمع, كما أن هناك من أستخدمه لشرعنة حكومته أو تياره السياسي وهذا ما قامت به كل دول بني أميه وبني العباس , وبني عثمان, حيث أقترفوا جرائم تاريخيه تحت غطاءه وأقاموا حكومات مستبده تفتقد لكل مبادئ العداله الأجتماعيه , ومتخلفه ,جعلت الشعوب تعيش في نفق من الظلام تحت عنوان الأسلام, ومبادئ الأسلام براء من كل ذلك.
أن كثي من الفعاليات الفكريه والسياسيه ساهمت في نكسه حضاريه للأسلام وهذه الأنتكاسه نعيشها الى اليوم بدافع هذا العامل الجائر بأعتبار أن الأسلام هي رساله وحي جنى عليها البشر. أزاء هذا الواقع برز من ينادي بأصلاحه وأرجاعه الى الحياة قبل أن يستسلم الى الموت فأنبرى نخبه تدعو الى الأصلاح بأسم العلمانيه , وهو تيار تغيري يسعى الى أستخدام آليات معرفيه غربيه تستند الى العقل والمنفعه ولكنها تستخدم منظومه قيميه لا تمت بأي صله بالمنظومه القيميه المستمده من التراث. هذا التناقض أنشأ أزمه حاده بين الطرفين, وهذه الأزمه تزداد حده عندما تتقابل السلفيه الأسلاميه مع العلمانيه, وبسبب تصاعد هذا التيار المحسوب على الأسلاميه في الفتره الأخيره وسطوع نجمه بسبب المال السعودي والقطري. طبعآ ليس هناك أي نوع من أنواع التلاقي بين هذين التيارين بالبته والسبب أن أكثر المسلمين لا ينتمون الى السلفيه ,بل هو تيار ممقوت من عامة المسلمين وهذا هو سر التوتر الحاصل بالمنطقه, وهو ما أسس لحاله من الصراع الأجتماعي والسياسي بلغ حد الخطوره العظمى.
أزاء هذين الموقفين المتشددين بين سلفيه متوحشه وعلمانيه متميعه وقع المجتمع العربي بين حيص بيص كما يقال, وهو من يدفع ثمن هذا التدافع وهو من يتلسع بحرارة هذا الأحتكاك. هنا على الأسلام المحمدي الأصيل أن يستغل هذه اللحظه التاريخيه لكي يسجل موقف يحل به الأشباك بين تيارين متشددين (السلفيه-العلمانيه) لكي تلتقط الأمه أنفاسها وتغتنم فرصه للبناء والتقدم. أن المطلوب هنا لا سلفيه تتجه صوب الماضي ولا علمانيه تقفز على الواقع صوب المستقبل, أي لا سلفيه تهجر العالم الأخر ولا علمانيه تهجر الذات وتتعلق بالآخر البعيد.
يقول الدكتور أحمد الوائلي في بيت شعري:
المجد يحتقر الجبان لأنه شرب الصدى وعلى يديه المنبع
يكشف هذا البيت أن في ميراثنا الحضاري المنفتح والمتحرك ما ينجدنا, وفيه ما يخرجنا من هذه اللحظه التاريخيه العصيبه والقاتله.يؤكد هذا البيت الشعري أن هناك مخزون حضاري ضخم ولكن التعصب الأعمى عند البعض هو ما عطل وأوقف المسيره الحضاريه للأسلام , وهو ما كبله واحجره في زاويه ضيقت عليه الحركه والعطاء .
يقول الرسول الكريم محمد (ص) (أن هذا الدين متين , فأوغلوا فيه برفق). أنها الأصاله المتصله بالحداثه , ولكن الحداثه المقننه التي لا تسمح للمدنس أن يتصل بالمقدس , كما أن هناك مجالات ليس للنص أن يفرض عليها رؤيته مادامت هذه المجالات ليس من أختصاصه , أي أن هناك خطوط تفصل أختصاصات ما هو من أختصاص النص وما هو من غير أختصاصه , والحديث النبوي خير من يكشف هذه الرؤيه (أنتم أعرف بشؤون دنياكم), وفي نفس الوقت لا حداثه تشمل كل زوايا الحياة ومجالات فعاليتها, أي يكون هناك ضابط يراعي التكامل والتزاوج الودي والنافع. أنها عملية فلتره للتراث وللقادم الحداثوي (الغربي) , وهذه العمليه لا تترك لمن هب ودب ,بل يتصدى لها حكماء الأمه ومؤسساتها العلميه.
أن الخليط المتجانس والمتفاعل من الموروث الحي والحداثه التي تحقق المنفعه البريئه هي ما ينبغي أن تشكل وعينا الحاضر, وهي من تستطيع وضع حد للأشكاليات التي أنهكت قوانا وباتت تهدد وجودنا الاني والمستقبلي, فنحن لا نريد أن نضحي بطاقه الروح وتجارب الماضي, وفي نفس الوقت لا نريد أن نشيح بوجوهنا عن أختراعات وأبداعات العلم الحديث والمدنيه الغربيه, وطرق بحثه الحديثه التي غيرت وجه العالم نحو الأفضل . فنحن لا نريد أن نعيش في ماضي خانق ولا في فضاء لا سند له في أرضنا, ولا بوصله تحدد أتجاه ,فنقع في تيه يضيعنا , وهنا ينطبق علينا المثل الشعبي العراقي (لا حظت برجيله ولا خذت سيد علي). من الضروري يعرف منظري التيارين , السلفيه والعلمانيه أن الأكثريه الصامته لا تمت ولا تستتبع أي من هذين التوجهين, وأن مأساة الأمه هو سلوك جمهوري الطرفين, فتكفير الأول للثاني , وتسفيه وتجاهل الآخر لدين الأمه هو ما ولد هذا الأحتقان الذي حول المنطقه الى اللون الأحمر بدماء أبناءها وخلق صخب أطرش المنطقه والعالم.
ما هو المخرج لكي نخرج به من عنق الزجاجه. أنها العقلانيه, والموضوعيه, والوسطيه التي أشار اليها القرآن الكريم (وكذلك جعلناكم أمة" وسطا, لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) , أنها الوسطيه التي لا تترك مجالآ للتشدد السلفي أن يتصدر كخطاب للأمه , ولا لوعاظ السلاطين الذين خدموا شياطين السياسه, ولا المؤولون الذين أبعدوا النصوص المقدسه عن سياقاتها التي وضعت لها من قبل الشارع المقدس.فالوسطيه هي من تساهم بحل أزمة الحاضر , وتدفعنا لخلق حاله منتجه.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنين جاهلي
- الثقافه بين الشفاهه والقراءه
- الكرد مالهم وما عليهم
- النصر مخطوبة الجميع
- الأقتراع حق ومسؤوليه
- طائفيه سياسيه قادت الى طائفيه مذهبيه
- حروب ثقافيه بالنيابه
- عراقيوا الخارج وحس الأنتماء
- العراقي وحرب الدعايات الأنتخابيه
- الحروب والنزاعات من أختصاص دول الشرق الأوسط
- منابع الأرهاب
- طريق نحو التحديث
- الديمقراطيه والجمهور
- تماهي الأنتماء الديني والثقافي لأبناء الجاليه في الأخر البعي ...
- هل حكم الأسلام العراق
- أبعدوا الأعداء والخونه
- ديكتاتورية الأعلام
- لكي يكون لنا وطن
- ذوات فجرت واقعنا
- هل تصنع مدارسنا رجال مستقبل


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أياد الزهيري - الواقع بين السلفيه والعلمانيه