أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أياد الزهيري - الذاكره المجنى عليها














المزيد.....

الذاكره المجنى عليها


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 00:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الذاكره المجنى عليها
الذاكره تمثل للأنسان خلاصته في التجارب والخبرات وما ترسخ في ذهنه من موروث. هذه الذاكره تمثل قدرة الوعي لديه في التعامل مع الحاضر بكل تفاصيله , ومن خلالها يعين وجوده في هذه الحياة , وتكون المعين له على أتخاذ موقف منها ولعل عند البعض ما يذهب أكثر من ذلك ليتجاوز الحاضر في بلورة فكره عن المستقبل, كما يمكننا القول أن ذاكرة الأنسان تمثل شخصيته الثقافيه , فالأنسان يتأرجح صعودآ وهبوطآ بمقدار ونوعية هذه الذاكره ,فهو أن فقدها فقد فقد ذاته وبالتالي يفقد بوصلة تحركه في الواقع , ويفقد رؤيته بالتعامل مع الحاضر بكل تفاصيله, وهذا هو ما أكد عليه كتاب حكماء بني صهيون بأن ذاكرة الشعوب قصيره ويمكن تمرير الكثير من المواقف التي أساءت للشعوب,عبر أشغالهم عن الماضي بفوضى الحاضر, ويمرروا الكثير من المشاريع لصالحهم, وخير مثال ما أقترفته أسرائيل من مجازر في فلسطين , وما يحاول البعث اليوم من اللعب على ذاكرة الشعب العراقي ومحاولة أشغاله عن مجازر أقترفها بحق الشعب العراقي من أعدامات ومقابر جماعيه وحروب زج بها الشعب العراقي محاولآ تغطية هذه الأعمال من خلال التركيز على ثغرات العمليه السياسيه الجديده والبحث عن حالات فساد لأفراد محسوبون على الطاقم الحكومي , كل ذلك يستخدم كمحاولات لأبعاد الذهنيه العراقيه عن الماضي الأليم , وهذا ما تقوم به جيوش البعث الألكترونيه حتى نسى الكثير أهوال البعث وجرائمه لا بل ودفع المزاج العام للحنين اليه, هذه العمليه هي ما تفسر لنا عرض القنوات التلفزيونيه الأوربيه لعمليات الهلوكوست بأستمرار لتذكير هذه الشعوب بجرائم هتلر وفضائعه بحق اليهود , لكي تبرز مظلومية اليهود وأستثمار هذه المظلوميه في المحافل الدوليه لكسب التعاطف لهم .
في الحقيقه أن ما نعيشه من أزمه في عالمنا العربي هو أنعكاس أزمه للذاكره العربيه والتي هي مجموع ذاكرة أفرادها والتي تلاعبت بها وعملت على صياغتها القوى المهيمنه على الحياة العربيه سواء كانت سياسيه أو أجتماعيه فمسختها وجعلتها تعيش حالة الا وعي مما جعلها سهلة النسيان لجرائم أقترفت بحقها وجعلوها تصفق لأهداف ومشاريع كانت بالأمس تقاتلها وقدمت لأجلها القرابين ,فقد دفعوها الى مصافحة أناس قتلوا أبناءهم بالأمس القريب . هذه الذاكره المتعبه والمستغفله هي اليوم سبب واقعنا المتشرذم , وهي أحد أسباب ما نعيشه من ذل وهوان , وما ينتابنا من رؤيه ضبابيه يشوبها الياس والأحباط . أنه تصدع الذاكره وما فرض عليها من أنماط حكم وأنظمه أجتماعيه كرست نسق حياة يسمح أن تعشعش به الأنظمه الظالمه والرجعيه.
أن مأساة الواقع الذي أرتكز على ذاكره مليئه بالرؤى المعتمه والسوداويه يكون من الضروري لرفع حالة التشويش منها هو البدأ بنقد وتحليل الذاكره العربيه , ومحاولة فك كل حالات التناقض التي تسللت الى تجاويف الذاكره وزرعت بها الأزدواجيه والتناقض في سلوكها, هذه الذاكره الموبئه بالتناقض هي من جمعت القداسه للقاتل والمقتول, وساوت بين الغازي والفاتح , وبين المجرم والبطل , وبين العهر والفضيله,
أننا وبسبب ما نمتلكه من ذاكره متعبه بأرث مثقل بالتناقضات والمحددات , وبموروث يعتبر كله مقدس بكل أبعاده وشؤونه وأفراده ,حملنا عبئا ثقيلآ أثقل علينا حركتنا في الأبداع والحركه فجعلنا حبيسي التفكير والرؤى وهذا هو أساس أزمتنا الحاليه ومانعاني منه من تأخر وأنحطاط على كل المستويات حتى أن ما نعانيه من أزمه أجتماعيه عميقه وخطيره هو نتيجه لهذه الذاكره المعبئه بأحكام البسوها لبوس القداسه المزيفه والمقولات المقولبه برعاية أجهزه الأنظمه المتسلطه والتي زرعتها بالذاكره الجمعيه لغرض أدامة سلطانها وتكريس وجودها الظالم عبر رؤى يتشرب منها المجتمع ليكون هو بنفسه الراعي والمدافع لهذه الأنظمه سواء كانت سياسيه أو أجتماعيه أم دينيه .
أن القوى المهيمنه على هذه المجتماعات والتي غالبآ ما تكون سياسيه هي من أسست في الذاكره العربيه أسس فكريه عميقه تكرس التبعيه والتخلف في واقعنا العربي,
أن ذاكرتنا اليوم تختزن مواقف داميه أحدثها داعش عبر صور دمويه غايه في التوحش لا يمكن أن تنمحي مما سوف تترك أثرآ سيئآ , وتؤسس حاله من الشك والريبه في الوسط الأجتماعي , وهذا سوف يضعف من حالة التمازج والأنسجام الأجتماعي الضروري للدوام والتكامل الوجودي للمجتمعات العربيه. أن ذاكرتنا العربيه لا تحمل في طياتها ما يساعد على بناء حاله نهضويه بل هي تؤسس لحالات من الأنهيار ومولده للكثير من الصراعات الدمويه. أن محتويات ذاكرتنا , وما تحويه من متفجرات هي ما سوف يفجر واقعنا , وهو ما يزرع الشوك في مسيرة أمتنا. أنه الماضي القذر لتاريخ من الصراعات المشتعله بوقود الطائفيه والتجارب المره لسلطات تلاعبت بدماء ومستقبل شعوب بأكملها. أن الحقب السوداء من أمويه وعباسيه وعثمانيه وأنظمه سياسيه حديثه فاسده ومستبده كانت السبب الرئيسي فيما أختزنته ذاكرتنا من مآسي ومظالم وتناقضات , وهي من حاصرة الوعي العربي وأغرقوه بوحل الجهل .
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهم صالح يحقق المصالح
- مفخخات التاريخ
- اتلاف الفتح- سائرون جسر العبور الى حل الأزمه
- سيناريو قابل للتكرار
- الآباء المؤسسون لداعش
- سياسيون يلعبون بالنار
- الحرب التي ولدت حروب
- عبقرية القياده (صلح الحديبيه نموذجآ)
- عصا الدولار لمن عصى
- فقر دم سياسي
- المرجعيه وسهام الأتهام
- بالقلم والصوت الوطني لا بالعنف نحقق مطالبنا
- أزمات العراق تمطر عسلآ على جيرانه
- المثقف ودوره في الأزمات
- موانع حالت دون تقدمنا
- ثوره أم فوضى
- نحن والتاريخ
- الأمه الأمريكيه والسنن التاريخيه
- كيف وجدت الله
- من حاكمية السيف الى حاكمية المال


المزيد.....




- تواصل معه سرّا دون معرفة ترامب.. هل تسبب نتنياهو بإقالة مايك ...
- السفير الصيني لدى الولايات المتحدة: واشنطن لن تتمكن من ترهيب ...
- الأمن اللبناني يمهل -حماس- يومين لتسليمه 4 أشخاص استهدفوا إس ...
- -اللواء- اللبنانية: السلطات السورية تفرج عن أمين عام الجبهة ...
- مصر.. شاب يقتل شقيقته بوحشية ويمثل بجثمانها 
- محافظ السويداء السورية: الاتفاق الموقع لا يزال ساريا وتعديلا ...
- حماس: ندين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا ولبنان
- قديروف: إحباط محاولة تسلل أفراد القوات الأوكرانية إلى أراضي ...
- السودان يتهم كينيا بالتدخل في شؤونه والتصرف كدولة مارقة
- إسفنجة المطبخ قد تحتوي على بكتيريا أكثر من مقعد المرحاض


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أياد الزهيري - الذاكره المجنى عليها