الفضل من الفضلات

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 14:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الفضل من الفضلات
تفضلي اختي الفاضلة فضيلة - كيف تفهم معنى االفضل؟ طبعا من الفضلات - من المقارنة: الفضائل و الرذائل - سمعنا الكثير عن الكرم العربي و الضيافة و حاتم الطائي الخ و لكننا نقرأ العكس في القرآن و ترسم العربية لغويا صورة مختلفة تماما. فمثلا نقرأ في القرآن عن المطففين الذين يغشون الناس عند البيع و هناك اشارات كثيرة الى البخل و تكديس الاموال حتى عند اقرب اقرباء محمد (ما اغنى عنه ماله و ما كسب) الخ بسبب تفشي البخل فكل شخص يختلف قليلا فهو كريم و سخي لدرجة ان الاجابة بالايجاب هو (نعم) من النعمة و الفضل و نحن نقرأ ايضا عن الامتتناع عن اعطاء الماء للناقة (فقال لهم رسول الله ناقة الله و سقياها). مال فلان فاضل - يعنى زائد و فواضل المال هي الارباح وو اذا عزب المال قلت فواضله.

لغويا يشير الثلاثي (فضل) الى الزيادة و هو عكس النقص او الباقي (فضل منه شيئا) اي (بقى منه شيئا) و الملكية و السيطرة لذا الفضل هو الغني (فضول الغنائم) و السيد و المسيطر (في يده فضل الزمام) و الحاكم - و الله فضل بعضكم على بعض اما في الثروة او في السلطة - فضل في العطاء و هذا فضلك علينا و افضل في تجارته اي حقق ارباحا و الفضولي هو الشخص الذي ينقصه هذه الصفة اي يمتاز بالفضولية - بلا فضل - ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - حلف الفضول كان حلف حماية المصالح و الحماية من الظلم.

ما معنى هذا؟ تشير معاني مفردات الفضل الى الزيادة في الثروة و الارباح و هنا اتت صيغة التفضيل و هذا يعني لم يكن هناك شيئا يمكن ان نسميه بالكرم العربي لان الكرم ليس الا زيادة في تدكيس الاموال تماما كما نعيشه اليوم - لم يتغيير ابدا.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل