جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 16:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انا الكافر
لا تنفعل اذا اتهمت بالكفر بل بالعكس عليك ان تبتسم تتأسف و تعطف على بساطة عقلية الذي يتهمك. يكثر الاتهام بالكفر في المجتمعات المسلمة بشكل متطرف و يومي. للاتهام بالكفر دلالات كثيرة:
عندما تتهم الاخر بالكفر فانك في الحقيقة تتهم الاخرلانه لا يؤمن بما تؤمن به و هذا يدل اما على الانانية او ضيق التفكير او التركيز فقط على معتقداتك. الاتهام بالكفر لا يأتي فقط من ايمان الديانات المتخلفة بل ايضا عن قلة الثقافة و الاخلاق بعدم تقبل وجهة نظر الاخر في الحياة اليومية و يعتبر هذا جزء لا يتجزء من العقلية الدكتاتورية - عقلية فرض الحزب الواحد.
و لكن الاتهام بالكفر يدل ايضا على عقلية الابيض و الاسود لا ثالث بينهما مثل عقلية الشيطان و الرحمن و العسر و اليسر و هذا يعني بان الذي يفكر بهذه الطريقة اعمى بشكل خاص - لا يميز بين اطياف الالوان- يدل على تفكير بسيط او التبسيط لعدم فهم الوان الطبيعة فلو نظرت بتمعن الى اوراق الاشجار في الخريف فانك تغيير عقليتك و ترى الوان كثيرة بين الابيض و الاسود تصل الى الملايين.
الاتهام بالكفر يدل ايضا على عقلية متطرفة و التطرف ظاهرة متفشية في المجتمعات المسلمة- عقلية الشر و الخير عقلية الحر و البرد فاما انت معي او ضدي - عقلية غير متسامحة لا تفهم التسويات او حلول الوسط compromises او المرونة لذا تكثر فيها المواجهات و القتل- مجتمعات لا تهدأ - لا تنعم بالسلام و لا تفهم الدبلوماسية -عقلية الابيض و الاسود هي عقلية ثنائية خطرة لانها عقلية المواجهة. تكثر اليوم الحروب بالنيابة لخطورة المواجهة المباشرة للطرفين.
يدل الاتهام بالكفر على عقلية ثابتة متحجرة لا تتغيير - عقلية لا تفهم ديناميكية الحياة و تغيرها المستمر - عقلية ميتة لا تتطور. يتهم المسيحي بصورة خاصة و الى يومنا هذا بالكافر- و لكن عقلية الضالين و المغضوب عليهم هي عقلية القرون المظلمة - تتعجب كيف تحجرت هذه العقلية الى يومنا هذا و تتأسف لتخلف هذه الشعوب المسكينة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.