أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - عَوْدٌ أحمد يا سيّدنا القمني!














المزيد.....

عَوْدٌ أحمد يا سيّدنا القمني!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1511 - 2006 / 4 / 5 - 12:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
لم نسمع أن الجهة الأصولية الارهابية، التي هددت مفكرنا الليبرالي الكبير سيد القمني، واضطرته قبل شهور للتوقف عن الكتابة، استجابة لتهديد تلقاه منها كما قال في ذلك الوقت، أن أصدرت فتوى بالعفو عن المفكر سيد القمني. ولكنا فوجئنا بأحد المواقع على الانترنت ينشر له اليوم مقالاً جديداً عن الإخوان المسلمين بعنوان ( الإخوان يتمقرطون)، ويعد القراء بمزيد من المقالات في الأيام القادمة.
إذن، لقد انفك الحصار المزعوم عن أستاذنا الكبير، فعاد، والعودُ أحمد.

-2-

ولكننا لم نعرف ولم نفهم، لماذا كان ذلك الحصار، وكانت تلك (الهيصة) الكبيرة، التي جاءنا به القمني قبل أشهر، وأقام الدنيا ولم يقعدها. وقام حواريوه ومريدوه - وأنا منهم - بالتعليق على حادث الامتناع والاقتناع والانتفاع ذاك. أي الامتناع عن الكتابة، والاقتناع بعدم جدواها في ظل التهديد بالقتل والعياذ بالله (فيا روح ما بعدك روح) ، و (اللي إيده في النار مش زي اللي إيده في الميّه)، والانتفاع بتلك (الهوجة) التي أثارها القمني لمزيد من الانتشار والنجومية، وهو النجم الأشهر، الذي لا يحتاج الى كل هذه (الهوجة) و (الهيصة).

-3-

لقد تساءلت اليوم، وأنا أقرأ مقال القمني الجديد (الإخوان يتمقرطون) وذلك "بعد التحرير ودحر الأصوليين في معركة فاصلة"، لماذا ما زلنا نحن بعض الليبراليين على وجه الخصوص، عاطفيين وساذجين وخُرقاء، حين كتبنا مؤيدين لمسرحية القمني المضحكة، وقلنا بأن له الحق فيما فعل، حفاظاً على حياته وحياة أسرته (ويا روح ما بعدك روح). وقلنا بأن أولئك الليبراليين المتأمريكين القابعين في أحضان حماية FBI وCIAِ بأمريكا "بقرة الاستعمار الجديد المقدسة"، لا يشعرون بالنار التي تصلي أقفية الليبراليين في الشرق الأوسط. ولو كان أولئك الليبراليون المتأمركون أصحاب "البقرة المقدسة"، يعيشون في الشرق الأوسط لكانوا قد خرسوا الى الأبد، بل وقطعوا ألسنتهم بأيديهم.

-4-

لقد كنت أدرك، بأنني كنت قاسياً وجلفاً وفظاً وغليظ القلب في ما كتبته عن هُزال المسرحية القمنية تحت عنوان (سيد قمني: بئس المفكر الجبان أنت 5/7/2005)، لأنني لم أرَ في تلك المسرحية ما يُضحك أو ما يبكي، وأنها لا تقول شيئاً، وأنها لا تمت الى العقل بصلة، ولا تمت الى عقل القمني بصلة أيضاً ، بقدر ما هي لعب بهلواني. وقد ثبُتت صحة كلامي اليوم (امرتهم أمري بمنعرج اللوى، فلم يستبينوا النُصحَ إلا ُضحى الغدِ). وتلقيت اللوم الكبير والقاسي من الأصدقاء والصيادين في الماء العكر، لأنني استكثرت على مفكر ليبرالي كبير كالقمني صاحب الدور التنويري المهم في الثقافة العربية المعاصرة، أن يحوّل عقله من كشّاف تنويري إلى بطيخة، ومن بركان فكري ثائر الى قصعة عدس، وأن يقوم بدور هزلي وهازل وهزيل كالدورالذي قام به، لا لشيء إلا من أجل الإثارة، وهو سيّد من أسياد الإنارة.
-5-

واستغربت، كيف في ساعة من ساعات التيه، وفقدان التوازن، وظلمة الطريق، ووحشة الدرب، ينسى سيدنا القمني أن مثل هذه المسرحيات لا تليق به، وهو الكبير. فلا هو بالراقصة التي في بداية حياتها تريد (فرقعة) المسارح لكي تشتهر. ولا هو بالنجم الشاب الطالع لتوه، ويريد فضيحة جنسية أو أخلاقية لكي يصبح حديث الصباح والمساء. ولا هو بالحاكم العربي الجديد الأرنب، الذي يريد أن يظهر بجلد أسد أو نمر، فيقوم ببعض الحركات البهلوانية للفت الأنظار.
فلماذا قام القمني إذن، بتمثيل هذا الدور الرديء، وهو النجم الأشهر والبدر الفكري الأبهر؟
أنها ساعة من ساعات التوهان، وفقدان التوازن، يصاب بها كل انسان، والعياذ من الشيطان!
-6-
اليوم، يعود إلينا سيدنا القمني سليماً معافاً.
فلا رأسٌ قطعت، ولا جلود سُلخت، ولا أصابـع بُترت، ولا أرجل تكرسحت، ولا أضـلاع خُلعت، ولا أقـلام كُسرت.
فحمداً لله على السلامة يا سيدنا القمني.
الحمد لله لعودة العقل.
والحمد لله على اندحار الشعوذة، وأخيلة الجان.
الحمد لله لعودتك لنا سليماً معافاً، حاملاً قلم النور في وجه الظلام والارهاب والأصولية النتنة. فعودتك دون أن تسيل منك قطرة دم، سوف تخفف عنا وعثاء الطريق، وظلمة الليل، وسيوف الارهابيين. وسوف تضيف الى الليبرالية قوة ومناعة وبأساً، على قوتها ومنعتها وبأسها الآن.
فأنت بيننا خيرٌ من أن نكون بدونك.
فكم نحن بحاجة الى عقلك في هذه الظلمة الموحشة، وفي هذه الطريق الوعرة، تلك الطريق التي أدلاؤها من الغُربان، وإشاراتها من رماد طالبان.
وليحفظك الله من كل مكروه، ولا نامت أعين الجبناء.
[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعادي رجال الدين العَلمانية؟
- هل العلمانية الإسلامية هي الحل؟
- لم تسقط بغداد بل سقطت معابد الاستبداد
- الأمة الهابطة والفن الهابط
- الذاكرة العربية المثقوبة
- هل سيتزوج الزرقاوي نانسي عجرم؟
- الصِحَاحْ في نقدِ المِلاَحْ
- جذور الكراهية وأصول العداء بين الإسلام والغرب
- الوصل والفصل بين الإسلام والغرب
- لهفي على هذا العراق!
- دور الدولة العربية في صدام الإسلام والغرب
- دور سّيد قُطب في صراع الجهالات
- ديمقراطية النفايات!
- ركائز الثورة البجادية الإيرانية
- الثورة النجادية والإرهابيون في الأرض
- هل فوز -حماس- كان رحمة بنا؟
- دور عرفات (صاحب الشنطة) في فوز حماس
- العقل العربي و-الملحمة- الكاريكاتيرية
- الأردن ليس استثناءً
- حزب الله: المفتاح في نزع السلاح


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - عَوْدٌ أحمد يا سيّدنا القمني!