أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -ساعة التحرير دقت-.. تأريخ لحقبة منسية لا يخلو من انبهار وابتسار














المزيد.....

-ساعة التحرير دقت-.. تأريخ لحقبة منسية لا يخلو من انبهار وابتسار


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 15:47
المحور: الادب والفن
    


"ساعة التحرير دقت".. تأريخ لحقبة منسية لا يخلو من انبهار وابتسار
*محمود عبد الرحيم:
فيلم " ساعة التحرير دقت.. بره يا استعمار" للمخرجة اللبنانية هيني سرور، من الأفلام التسجيلية التي أتيح لي مشاهدتها مرة أخرى في عرض خاص بالجامعة الأمريكية قبل أيام، بعد سنوات من مشاهدته بجمعية النقاد، وهو من انتاج السبعينات وإن جرى ترميمه مؤخرا حسب ذكر مخرجته.
وهذا الفيلم يستحق المشاهدة من زاوية أنه يسلط الضوء على حركة تحرر وطني بمنطقة الخليج لا يعرف كثيرون عنها شيئا، وهي " حركة تحرير ظفار" التي كان توجهها نحو مواجهة المستعمر البريطاني من جهة، والانفصال من جهة أخرى بعيدا عن الحكم الملكي أو السلطاني الذي يكرس التخلف بثالوثه المتعارف عليه.. الفقر والجهل والمرض، ليتمكن من السيطرة والتحكم في الشعب، وحرمانه من حقه في الحرية وثروات بلاده.
كما يلفت الفيلم النظر إلى مرحلة بزوغ نجم القوة الامبريالية الجديدة المهيمنة على العالم الولايات المتحدة واحتلالها مكان المستعمر القديم البريطاني، بالإشارة إلى تعظيم وجوده القوى عسكريا في منطقة الخليج، والحلول محل القوات البريطانية، حيث مصادر الطاقة.
فضلا عن التوجه التآمري لمماليك الخليج والتعاضد في مواجهة كل حركة تحرر وطني، تستهدف التخلص من الاستعمار وبناء دولة ديمقراطية اشتراكية عصرية .
وبالتأكيد لا يخفى على أحد الجهد المبذول في صناعة هذا الفيلم والمخاطر التي واجهتها المخرجة وفريق العمل خاصة أنها كانت تعايش هؤلاء الثوار، لكن بدا أن ثمة انبهار بهذه الحركة التحررية من زواية أنها أخذت منحى ماركسيا وليس قوميا عروبيا، ودمجت المرأة في كل مناحي الحياة بما فيها الحياة العسكرية، ما اعطاها حسب وصف المخرجة بعدا نسويا.
وهذه النقطة أو بالاحرى عدم أخذ المخرجة مسافة من الحدث الذي تتناوله، ومعالجته بعد مدى زمني أطول، جعلها تتجاهل نقاط الضعف والقوة لهذه الحركة والسياق المجتمعي المحاط بها، وجعلها تتوقف فقط عند الجانب المشرق وليس المظلم كذلك، وعند مرحلة قصيرة جدا في عمر الحركة، ولم تكمل مشروع التوثيق برصد المؤامرات التي حصلت والانشقاقات التي جرت وشراء كوادر مهمة من قيادات هذه الحركة مثل يوسف بن علوى وزير الخارجية الحالي الذي استقطبه قابوس بن سعيد، ما قاد لانهزام الحركة وتراجع الافكار الثورية التي كانت اشبه بقشرة خارجية لم تتجذر في مجتمع قبلي منغلق.
ومن ثم هناك نوع من الابتسار والخلل في رصد الحدث، ما يجعل هذا العمل أقرب لبرنامج تسجيلي وليس فيلما وثائقيا يقدم لنا صورة شمولية كاملة عن هذه الحركة التحررية والاجواء المحيطة بها، كما أن المباشرة والصوت العالي سواء في السرد أو التعليقات كان مزعجا، وبدا كما لو كنا أمام عملا دعائيا وليس فنيا يحرص على اللامباشرة والهمس وليس الصخب ولغة الشعارات، وتكون الصورة هي الأساس بكل ما تحمله من دلالات وطاقة انفعالية وفكرية وليس هذا الصوت الخطابي الزاعق.
ويحضرني هنا فيلم"أبناء بينوشيه" الذي يعد واحد من أهم الافلام الوثائقية التأريخية الذي وثقت مخرجته التشيلية لمرحلة حكم بينوشيه والتحولالات التي جرت في هذا المجتمع من الانقلاب العسكري والحكم الدموي الحديدي، وصولا للتحول الديمقراطي، وما تبعه من اشكاليات بحكم شبكات المصالح المرتبطة بالخارج، حيث لم تتسرع مخرجته التي كانت احد رموز الحركة الطلابية المناهضة لحكم بينوشيه، ووثقت للحدث بعد 30 عاما لتكون وجهة نظر ناضجة ورؤية شمولية، وهو ما نفتقره في صناعتنا للافلام الوثائقية التي يغيب عنها النضج في المعالجة وقصر زاوية الرؤية والانبهار والتوحد مع الحدث بحيث لا نتعامل معه بموضوعية وشمولية.
وعلي أي حال، هذا الفيلم "ساعة التحرير دقت.. بره يا استعمار" رغم كل هذه الملاحظات تجربة تستحق التقدير والمشاهدة.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -العنف-.. صرخة لكبح الوحش المدمر الساكن داخلنا
- محمد رمضان ونجومية الفشل والاستعلاء
- مهرجان -رؤى- للفيلم القصير.. نجاح تنظيمي وملاحظات ضرورية
- -كلام عيال-.. شهادة على -مجتمع البساطة- الذي كان
- -أسبوع ويومان-.. قلق أنثوي لا يفهمه الرجل كثيرا
- -معزوفة الفقد والوجع-..تجليات رومانسية وملاحظات نقدية
- الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه
- لينا على والعزف بالألوان في -نبض حياة-
- خيارات أخرى للشعب العربي في وجه أعدائه
- خطابات مجانية ولا أحد يجرؤ على الانتصار لكرامتنا
- ترامب والقدس والشارع العربي
- رأفت الميهي الجدير بالاحتفاء الفني والإنساني
- مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!
- المهرجان القومي للسينما في مصر رسب في اختبار هذا العام
- ورحل مصطفي درويش آخر الرجال المحترمين
- -طعم الحياة- في سينما اليابان
- -الرقص على الحبال-: التأرجح بين -الواقعية و-الرمزية-
- -السمسار- تأريخ روائي وفتح ل-الصندوق الأسود- بجرأة
- -تيران وصنافير-المصرية قبل وبعد
- مصرية -تيران وصنافير- غير القابلة للجدل


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -ساعة التحرير دقت-.. تأريخ لحقبة منسية لا يخلو من انبهار وابتسار