أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -أسبوع ويومان-.. قلق أنثوي لا يفهمه الرجل كثيرا














المزيد.....

-أسبوع ويومان-.. قلق أنثوي لا يفهمه الرجل كثيرا


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 11:00
المحور: الادب والفن
    


"أسبوع ويومان".. قلق أنثوي لا يفهمه الرجل كثيرا

*محمود عبد الرحيم:
"أسبوع ويومان" فيلم قصير جديد للمخرجة السودانية مروة زين بعد فيلمها "لعبة" الحائز على العديد من الجوائز وأفلام تسجيلية أخرى، وتؤكد فيه من جديد جدارتها بلقب مخرجة، وتميزها الإخراجي بتوظيف أدواتها بكل ثقة واقتدار وحرفية، وتمسكها بخطها الفكري الذي يقترب بحساسية وجرأة من هموم المرأة، ومعاناتها خاصة على المستوى الوجداني، وعدم احتقار أو تجاهل المشاعر الداخلية التي ربما لا يستوعبها أو يلتفت لها الرجل.
ورغم أن تيمة الفيلم المشارك في عديد من المهرجانات العربية والدولية، بسيطة تنطلق من فكرة العلاقة بين الرجل والمرأة الجسدية، إلا أن زاوية المعالجة جديدة نوعا ما، حيث أن تناول المخرجة للفكرة كان أعمق بكثير وتجاوز البعد الجسدي إلى فكرة الصراع الداخلي بين الفتاة ذاتها وتبدل المشاعر واعتمالها داخلها والتحولات المزاجية وما يصاحب ذلك من نوبات أرق وقلق وتوتر على خلفية "هاجس الحمل"، ناهيك عن الصراع بينها وبين الرجل " الحبيب" أو "الصديق" أو "الزوج" الذي أيضا لم يكن مباشرا ولا عنيفا ولا صاخبا بقدر ما كان يتجلي في إيماءات الوجه أو حالة التنافر والاختلاف في ردود الفعل والمواقف المختلفة.
والذي فجر هذا الصراع كان تأخر قدوم "الدورة الشهرية" رغم مراعاة الحبيين لجدول "فترات الأمان" المسموح فيها بالمعاشرة دون حدوث حمل
ومن هنا جاء عنوان الفيلم"أسبوع ويومان" أي الفترة التي لا يجوز القلق من عدم الحمل إلا بعد مرورها حسب المعلومات الطبية المتعارفة.
فالفتاة تسبب لها هذا الأمر في قلق شديد بينما الشاب لا يعنيه من الأمر شيئا ويبدو لا مباليا، وقد سعت لتجسيد هذا التنافر في أكثر من مشهد، فبينما هي منغمسة في البحث على الانترنت عن أسباب تأخر "الدورة الشهرية" يأتي من خلفها ويسأل ببرود لماذا لم تنم؟
وبينما يغط في النوم أو يتلهي في البيت، تظل مستيقظة في حالة حيرة وتوتر.
ثم تأخذ دراجتها لتفرغ طاقتها في الهواء الطلق، بينما يلحق بها متأخرا، وكأن هذا دلالة على حدوث مسافة بين الطرفين ليست فقط مادية ولكن أيضا نفسية.
ناهيك عن مشهد دخوله للحمام بينما هي بالخارج، وهي تستعجله بتوتر وإلحاح للدخول لأن دورتها قد أتت، بينما هو يدخن سيجارته ويتلكأ في الخروج، وكأن الأمر لا يعينه.
ورغم أن المدى الزمني لا يتجاوز العشرين دقيقة، ومع ضعف الإمكانيات الإنتاجية بل، ولجوء المخرجة للتبرعات لتمويل الفيلم، إلا أن المخرجة لم تستسهل في توظيف أدواتها الفنية.
فلم تكتف فقط بالتنويع بين المشاهد الليلية والنهارية وبين المشاهد الداخلية والخارجية لكسر الملل، ولا في استخدام الموسيقي لتجسيد الحالة النفسية في تجلياتها المختلفة، إلا أنها وظفت تقنيات الضوء في خلق مؤثرات بصرية مختلفة أعطت عمقا وجاذبية ليس فقط للصورة، ولكن للخط الدرامي.
فلأن العلاقة بين البطل والبطل المحبين مرت بفترات مد وجزر بين الحب الملتهب إلى التوتر ، وصولا للاعتيادية.
فقد جسدت هذا الاختلاف ومرور زمن العلاقة في اختلاف شكل وضعية العلاقة الجسدية، ففي البداية كانت ممارسة الحب في مكان خال يطل عليهما القمر وترتدي الفتاة بلوزة بيضاء نصف عارية، علي أريكة في الخلاء، في لقطة حالمة تجسد الحالة النفسية التي كانا عليها.
بينما في منتصف العلاقة، يمارسان على أريكة داخل شقة مزدحمة بكل تفاصيل الحياة في وضعية واقعية تحت الضوء العادي.
وفي اللقطة الثالثة، وظفت المخرجة "الفلتر الضوئي الأحمر"، كما لو كانت تريد أن تقول لنا إن ما يجمع الفتاة والفتى هو الشهوة فقط، وليس الاستقرار وإنجاب أطفال.
وفي لحظة التوتر الشديد جراء تأخر "الدورة الشهرية" وانطلاق البطلة بدراجتها في الهواء الطلق، نجدها توقفت فجأة، لتوظف المخرجة الضوء أيضا والمؤثرات البصرية لنجد الفتاة شبه غائمة الملامح، وفي مفترق طرق وحدها دون أي أحد، وكأنها دلالة على اندفاعها في العلاقة وصعوبة اتخاذها قرار هل تكمل أم تنسحب، خاصة ما يمكن أن نلمسه من أنانية الرجل وعدم مبالاته بمعاناتها وصعوبة اتخاذ قرار منع الحمل والحرمان من غريزة الأمومة.
وكثيرا ما كانت المخرجة تستخدم من وقت لآخر لقطات "الكلوز آب" لالتقاط المشاعر الخاصة للفتاة وانفعالاتها المختلفة والحميمية، بينما تتجاهل الرجل وتأتي به في خلفية الكادر أو في لقطات طويلة ونادرا ما نجد المخرجة تتوقف عنده بلقطة "كلوز آب"، انسجاما مع فكرتها المبنية أساسا على حضور معاناة المرأة.
وقد استعانت بممثل له ملامح فيها قدر من اللامبالاة والبرود هو عمرو صالح، وممثلة لها خبرة في أدوار مشابهة وهي ياسمين رئيس ما مكنها من إيصال فكرتها بسلاسة واقتدار.
ويجب الإشادة هنا، بمونتير العمل الذي حافظ على إيقاع متوازن للعمل، ومتسارع وتوظيف كل لقطة ومشهد في مكانهما الصحيح وبالمدى الزمني المناسب تماما، وأيضا بمدير التصوير الذي ساهم كل منهما مع المخرجة في إخراج هذا العمل المميز والممتع جماليا وفكريا.
*كاتب صحفي وناقد مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -معزوفة الفقد والوجع-..تجليات رومانسية وملاحظات نقدية
- الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه
- لينا على والعزف بالألوان في -نبض حياة-
- خيارات أخرى للشعب العربي في وجه أعدائه
- خطابات مجانية ولا أحد يجرؤ على الانتصار لكرامتنا
- ترامب والقدس والشارع العربي
- رأفت الميهي الجدير بالاحتفاء الفني والإنساني
- مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!
- المهرجان القومي للسينما في مصر رسب في اختبار هذا العام
- ورحل مصطفي درويش آخر الرجال المحترمين
- -طعم الحياة- في سينما اليابان
- -الرقص على الحبال-: التأرجح بين -الواقعية و-الرمزية-
- -السمسار- تأريخ روائي وفتح ل-الصندوق الأسود- بجرأة
- -تيران وصنافير-المصرية قبل وبعد
- مصرية -تيران وصنافير- غير القابلة للجدل
- مزيد من الخصخصة و تدمير الوطن
- قصيدة-أحيانا.. أضبط نفسي
- تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية
- أزمة الصحفيين والتلاعب الأمني المفضوح
- حلب و-بروباجندا الاستخبارات- الشريرة


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - -أسبوع ويومان-.. قلق أنثوي لا يفهمه الرجل كثيرا