أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه














المزيد.....

الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سحب السودان سفيرها في مصر للتشاور يعني في العرف الدبلوماسي الاحتجاج، وإرسال رسالة قوية للدولة الأخرى أن ثمة ما يزعجها أو يلحق الضرر بها، وهى خطوة تصعيديه محدودة لكنها ذات صدى كبير، وهي تسبق في بعض الأحيان قطع العلاقات، وهي مؤشر بكل تأكيد على توتر العلاقات السياسية بين البلدين، ويجب أن نأخذها على محمل الجد ولا نتجاهل أثرها، خاصة في هذا التوقيت الحرج للغاية.
وبالتأكيد ليس الخيار الأفضل التعامل بالمثل، واستدعاء السفير المصري من الخرطوم أو الذهاب لمدى أبعد وقطع العلاقات، لكن علينا أن نتسم بالعقلانية في ردود فعلنا، ونسعى لاحتواء هذه الخلافات، خاصة أن السودان ليست مجرد دولة عادية كغيرها من دول العالم نرتبط معها بعلاقات دبلوماسية غير مؤثرة، ولكنها عمق استراتيجي لمصر جيوسياسيا، ولدينا معها مصالح مشتركة، خاصة ما يتعلق بمياه النيل وبمسائل أمنية تمس الحدود المشتركة والحدود مع ليبيا، بل وأمور أخرى يمكن تطويرها وتوظيفها لصالح الشعبين والبلدين الجارين والشقيقين.
صحيح أن نظام البشير ليس مثاليا ومتقلبا في مواقفه وتحالفاته وردود فعله ويتعامل مع مصر من وقت لآخر بشكل كيدي، لكن مع ذلك الحنكة الدبلوماسية ومصالح مصر تقتضي تعاملا أذكى وبسعة صدر، بعيدا عن الانفعالية أو الحروب الكلامية، التي تضر أكثر مما تفيد.
وعلينا أن ندرس أيضا أخطاءنا في التعامل مع السودان بشكل خاص وإفريقيا بشكل عام، ولماذا يشعر السودان أن مصالحه مع غير مصر أولى وأهم سواء في أزمتنا مع إثيوبيا أو في التقارب السوداني التركي المزعج لمصر في هذا التوقيت التي تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وأنقرة اسوأ فتراتها على خلفية دعم النظام التركي واستضافته لخصوم النظام "الاخوان".
وان كنا نولي اهتماما بدول صغيرة كقبرص واليونان والعلاقة معهما ليست على ذات الأهمية الإستراتيجية، وإنما الأمر يخضع في جانب كبير منه لمكايدة تركيا، فيجب أن نركز جهودنا على إفريقيا الملعب الرئيسي لمصر ومجالها الحيوي، وخاصة مع السودان، والذي لا نقترب منهم فقط إلا وقت الحاجة وبشكل موسمي وقتي، مع استيعاب منطق "المصالح المشتركة" التي هي جوهر قوة أو ضعف العلاقات والتحالفات، وليس الرهان على الخطابات العاطفية وتبويس اللحى أو الارتكان للرصيد التاريخي فقط.
وبالمناسبة ورقة "حلايب وشلاتين" ليست إلا نوع من الكيد السياسي لا يستخدمها النظام السوداني إلا وقت الأزمة مع مصر، ومن ثم علينا أن نستوعب هذا، ونعود مرة أخرى إلى تفعيل اتفاق الحريات الأربع بين مصر والسودان (حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك) والسعي لحسم ملف الحدود مع الخرطوم وقت الهدوء وليس وقت التوتر، سواء بالحوار أو بالدراسات التاريخية والوثائق بمشاركة خبراء من الطرفين.
وفي كل الأحوال، على رجال الإعلام في مصر والسودان مسئولية أخلاقية وقومية تتمثل في التوقف عن التحريض أو الهجوم المجاني والإساءة إلى الشعبين المرتبطين معا بتاريخ ومصير مشترك
فصراعات الأنظمة أو الخلافات السياسية لا يجب أن يؤثر على العلاقات الشعبية بأية صورة من الصور، خاصة بين شعبين يتغنون دائما بأنهما شعب واحد هو شعب وادي النيل الذين تربطهما ليست فقط علاقة جوار وإنما مصاهرة وقبائل متداخلة ناهيك عن وحدة المصير التي تكونت بفضل نهر النيل.
ويجب أن يتذكر المصريون أن الجنود السودانيين شاركوا جنبا إلى جنب مع المصريين في حرب أكتوبر بل والاستنزاف، واختلط الدم العربي معا على أرض مصر، وان السودان استغني عن جزء من أرضه لبناء السد العالي، وأن أهم قمة في تاريخ العرب هي قمة السودان 1967 التي تم فيها رفع اللاءات الثلاثة في وجه الصهاينة " لا صلح، لا تفاوض، لا استسلام"، وان رئيس مصر ناصر في لحظة انكسار تاريخية تم استقباله استقبال الفاتحين وحمل سيارته في الخرطوم
ويجب ألا ينسى السودانيون أن ناصر هو من ترك لهم حرية تقرير المصير وقبل بالاستفتاء الشعبي، رغم أن هذه نقطة هجوم عليه وادعاء انه فرط في ملكية مصر للسودان، وان مصر ناصر هي من دعمت السودان في مشاريع التنمية المختلفة خاصة الصحة والتعليم ومشاريع الري، ووفرت الكوادر لهم من كل التخصصات، بل وافتتاح فرع لأهم جامعة عربية وهي جامعة القاهرة فرع الخرطوم، واستقبال السودانيين للدراسة بالأزهر، وغيرها من الجامعات المصرية، وأن مصر كانت ولا تزال مفتوحة أمام السودانيين ويحظون بمعاملة المصري بدرجة كبيرة.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينا على والعزف بالألوان في -نبض حياة-
- خيارات أخرى للشعب العربي في وجه أعدائه
- خطابات مجانية ولا أحد يجرؤ على الانتصار لكرامتنا
- ترامب والقدس والشارع العربي
- رأفت الميهي الجدير بالاحتفاء الفني والإنساني
- مسئولو اليابان في الخارج ومسئولونا وصناعة-الصورة الذهنية-؟!
- المهرجان القومي للسينما في مصر رسب في اختبار هذا العام
- ورحل مصطفي درويش آخر الرجال المحترمين
- -طعم الحياة- في سينما اليابان
- -الرقص على الحبال-: التأرجح بين -الواقعية و-الرمزية-
- -السمسار- تأريخ روائي وفتح ل-الصندوق الأسود- بجرأة
- -تيران وصنافير-المصرية قبل وبعد
- مصرية -تيران وصنافير- غير القابلة للجدل
- مزيد من الخصخصة و تدمير الوطن
- قصيدة-أحيانا.. أضبط نفسي
- تركيا وفاتورة ما بعد المحاولة الانقلابية
- أزمة الصحفيين والتلاعب الأمني المفضوح
- حلب و-بروباجندا الاستخبارات- الشريرة
- زيارة البابا -التطبيعية- وتحليل المحرم وطنيا
- ذاكرة عائشة المغربي المثقوبة في -يحدث-


المزيد.....




- تحليل: ترامب في أزمة من صنع يديه.. هذه تفاصيلها
- فيديو ما فعلته راهبة قرب نعش البابا فرنسيس يثير تفاعلا
- الوداع الأخير للبابا فرنسيس..كيف يمكن زيارة روما لحضور الجنا ...
- ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إثر غارات إسرائيلية دامية وخروج م ...
- ترامب يستعد لعرض صفقة أسلحة ضخمة بـ 100 مليار دولار على السع ...
- القوات المسلحة الأردنية ترسل طائرة إخلاء طبي إلى السعودية
- الأمن الروسي يعتقل عميلا من رومانيا في سوتشي كان يجمع بيانات ...
- تدمير منزلي متهمين بهجوم إرهابي في الهند
- قطاع غزة.. 82 قتيلا وعشرات المصابين بقصف إسرائيلي
- روسيا.. إنزال كاسحة ألغام من جيل جديد في البحر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الصراع المصري السوداني الواجب احتواؤه