أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - رماد الزّمن (رواية) - ج2














المزيد.....

رماد الزّمن (رواية) - ج2


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 22:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رماد الزّمن (رواية) - ج2
...
أتى النّادل حاملًا فنجان قهوة بالحليب وضعه أمامها ومسح الطّاولة ثمّ إنسحب.
نظر إليها يتفحّصُ ملامحها وهي منهمكة في تحريك القهوة لإذابة السّكّر. كانت امرأة في الثلاثين من عمرها، ذات بشرة خفيفة السّمرة، عيناها الواسعتان في سواد ليلٍ بلا قمرٍ ولا نجوم. كانت جميلة جدّا، خاصّة مع أحمر الشّفاه. وكان جسمها مكتنزًا ومثيرًا...
"تخدِم قريب؟
- علاش؟
- لا، مجرّد سُؤال... ما تعرّفناش... آنا إسمي سوسن، لكن تنجّم تناديلي "سُو"، كان تحبّ.
- سُو؟ علاش موش "سُوسُو"؟
- لا، "سُو" يعجبني أكثر... كيف غناية "سُو يا سُو، حبيبي حبسُوه"، متاع محمّد منير. تعرفها؟
- يطلعش محمّد منير يقربلك؟"
إنفجرت ضاحكة.
"آش خصّ أيّامي كان جا يقربلي... وإنت، شِسْمِكْ؟
- كريم.
- نتشرّفوا. أما زعمه كريم بالرّسمي؟
- إنت والظّروف..."
دخل رجلٌ من باب المقهى وهو يسعُل سعالًا تكادُ رئتاه تخرجان من قوّته. نفض عن كتفيه بعض قطرات المطر ثمّ توجّه نحو طاولة في الرّكن.
"وإنت تخدم قريب؟
- نخدم في معمل في منزل جميل.
- آه...
- ونسكن في منزل عبد الرّحمان.
- حتى آنا قٌلت ما تكون كان رحمانيّة.
- مانيش من غادي في الأصل. ساكنة أكهو."
لاحظ في يدها اليسرى خاتمين وفي اليمنى خاتمًا ثالثًا.
"أكيد معرّسة!
- لا. علاش؟ آه، تُقصُد الخواتم؟ ما تركّزش على الخواتم. النّسا الكلّ تحبّ الخواتم؛ وموش بالضّرورة باش يكون عندها علاقة بالعرس."
نظر إلى ساعة يدها. كانت السّاعة منتصف النّهار إلّا رُبع.
"عندك ما تعمل العشيّة؟
- عندك برنامج؟
- نعملو برنامج كان متفاضية.
- علاش لا؟ قريب وإلّا بعيد؟
- لا. بعيد شويّة؟
- ردّ بالك تقولّي نمشيو على ساقينا في المطر!"
ضحك فردّت هي أيضًا بضحكة أقوى.
"لا... ماناش باش نمشيو على ساقينا. نعرف القطاطس ما تحبّش المطر!
- وشكون المهبول إلّي يحبّ يتبلّ؟
- فمّه ناس تحبّ المطر.
- خاطي أختك... آنا نموت كان على الدّفا والرّكشة."
إلتفت ليستطلع حالة الجوّ بالخارج. كانت الأمطارُ تهطل خفيفةً وخيوطها تتمايلُ يمنة ويسرة مع الرّيح.
"بقدّاش؟
- إلّي يساعدك.
- آنا يساعدني بلاش.
- وهوّ فمّه حاجة بلاش في وقتنا؟
- هاك قُلت بلاش؟
- كلمة ويقولوها... أما ما فمّه حتّى شيء بلاش...
- قول بقدّاش؟
- يساعدك خمسطاش؟
- برشه... يساعدك عشرة...؟
- برّه عشرة. مشات معاك. والغدا عليك. وإلّا باش تخلّيني جيعانة؟
- باهي... عشرة والغدا عليّ آنا."
...
-----------------------------
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix




#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رماد الزّمن (رواية) - ج1
- خواطر لمن يعقلون – ج134
- رسالةٌ إليها...
- سوقُ الآلهة
- إله نفسي
- خواطر لمن يعقلون – ج133
- خواطر لمن يعقلون – ج132
- قبل النّهاية
- عزيزي المسلم، كيف تحفظُ الإسلام من الإساءة والسّخرية؟
- عصفورة العشق
- إلى قاسم كافي: شيء جميل أن تزُور إسرائيل، والتّطبيع ليس جريم ...
- خواطر... خواطر...
- خواطر متفرّقة
- تحليل لمقال هويدا صالح -في كراهية خطابات الصهاينة العرب. يوس ...
- خواطر متفرّقة حول فلسطين وأشياء أخرى
- فلسطين: وتتواصلُ الخرافة وتتمدّد
- في الحديث عن خرافات فلسطين
- من الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق؟ اللورد بلفور أم الرئيس ...
- خواطر لمن يعقلون – ج131
- خواطر لمن يعقلون – ج130


المزيد.....




- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - رماد الزّمن (رواية) - ج2