مليكة مزان
الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:25
المحور:
الادب والفن
تلك خيانتك َ وأما بعـدْ ...
فصولاً أناديكَ لا تجيبُ ؛
وأرتد إلى يتمي أجوبُ ..
صحاريه بحثاً عنكْ !
***
تلك خيانتكَ ..
حيث الحزنُ الوفيرُ ..
للشاردين خارج الغناءِ ،
للفاتحين مدنَ الآخرينَ ..
أنا !
***
سدىً غنيتُ لكَ :
أنا قصيدتكَ البكرُ ،
أنا أوجاعكَ ، أنا أحلامكَ ،
أنا أحواشكَ * ، أنا ترحالكَ ،
أنا قوافلكَ إليكَ ؛
ومن ظمئي مددتُ لكَ جسراَ !
***
سدىً غنيت لكَ :
تباعاً تعود الأسرابُ ،
وتلقاني في شدويَ الجميل ِ ،
وتقطفني شهداً لفتحكَ ،
جنة ً.. لخطيئتك الأحلى !
***
سدى غنيتُ لكَ ،
تلك خيانتكَ !
فيا بلادَ ماءٍ أموت فيها عطشى ،
اشهدي لي بهذا الشرودِ ..
إذ أفرغ منه وأعودُ ..
لشجني ،
أوطني ،
لم أعد لكَ / لهُ :
أنا لي ،
لمنفايَ ،
للشبيهين بيتمي ؛
هناكَ .. عند منعرج الروح نحو انكسارها ،
هناكَ .. عند ارتباك الدياناتِ والناياتِ ،
هناكَ .. عند الفرح العصي في دين المدينة ْ !
***
تلك خيانتكَ ،
وأهاجرُ ،
وأغادرُ غبني هنا ،
صدمة َروح تعيد لقلبي رعشة َالهذيان ِ،
أهاجرُ ..
أنا مجنونة شموخكِ ،
أيتها الأطلسية ذات الشلال الهادر ِ ..
من ظمأ الأهازيج الأولى ؛
أيتها القادمة من غضب القصيدةِ ،
البازغة من تشظ ما في قلبي ..
كما الشعاع الثائر ؛ أودعكِ ، أزيلالُ* ،
في رفض ٍ عاشق ٍ ،
وأحن إلى ضمة من عفوكِ ..
أنا .. لقيطة يتمكِ وأعاليك الثكلى !
***
حدسي الأخير تنبأ بعفو ٍ،
وأعانق رؤاهُ ،
وأغير مجرى الأشعار ِ !
فيا نضاله ُ/ الغدرُ ،
يا وطنه ُ/ اللظى ،
لي مداي وقصيدتي ،
لي جنسيات الحبﱢ ،
رقصة محكمة هي قصيدة ما قبل الرحيل ِ ،
لا منفذ للسمومِ :
أوزودُ * وأطلسُ انتصاري ،
وأزيلالُ المجهضة أغنياتٍ بكاملها ..
بوطن كوني يطالبون القصيدة ْ !
ـــــــــــــــ
*أحواش : فن من فنون الرقص والغناء الجماعي عند أمازيغ المغرب .
* أزيلال : مدينة صغيرة في أعالي جبال الأطلس المتوسط .
* أوزود : شلالات أوزود الشهيرة بإقليم أزيلال الذي أنحدر منه .
ــــــــــــــــــــــ
من ديوان : حين وعدنا الموتى بزهرنا المستحيل / الرباط ـ 2006
#مليكة_مزان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟