أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)














المزيد.....

الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 15:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل محمد صادق فيما أخبر به وادعاه؟
هكذا يطرح الرصافي هذا التساؤل، ثم يوغل في الشرح والايضاح لمعنى الصدق ونقيضه الكذب، ويعقد مقارنة بين المفهومين الاخلاقيين، لأنه (الصدق) و (الكذب) عادة ما يشار لهما ويتعرض لهما في كتب الاخلاق والفلسفة. الا أن الرصافي في طرحهما هنا أراد أن يوصل لنا رسالة عن مغزى هدف النبي بطرح نفسه لحمل الرسالة المكلف بها بأنه رسول من الله، وهذا المكلف يجب أن يكون صادقاً، صادقاً مع نفسه ومع الناس، فأي حامل رسالة يجب أن تكون من اولوياته "الصدق" المصحوب بالأمانة، حتى بالتالي أن لا تكذبه الناس، بل يصدقون بكل ما تفوه به، ويتبعونه الى الأخير.
ويؤكد الرصافي أن الصدق أحياناً يكون مكروه في مواقف كثيرة، بل ومستهجن، فالكذب هنا يكون أفضل منه، خصوصاً إذا أراد المرؤ أن يصلح ما بين فئتين متنازعتين، فيكذب عليهم بهدف الاصلاح وإعادة روابط الاخوة، كذلك يستحسن الكذب في المعارك وفي اصلاح ما بين زوج وزوجته لغرض اعادة مياه المحبة والمودة بينهما واستئناف العلاقة الزوجية.
ويضرب لنا الرصافي عدة أمثلة حول الكذب الذي فيه مصلحة عامة ويراد من وراءه الخير، ومن ذلك حينما كذب نبي الله ابراهيم حينما قال عن زوجته انها اخته!، ويذكر الشاعر الفارسي سعدي وقوله:" أن الكذب الموافق للمصلحة العامة خير من الصدق المثير للفتنة".
ويشير المتنبي الى نفس المضمون بقوله:
وَيَصْدُقُ وَعْدُهَا وَالصّدْقُ شرٌّ**** إذا ألْقَاكَ في الكُرَبِ العِظامِ
ويحدثنا الرصافي بأن الامر من هذه الناحية، وما يخص دعوة محمد بأنه نبي مرسل هي دعوة صادقة، لأنه بهذا القول كان يهدف الى اصلاح مجتمع بأكمله، وهو مجتمع الجزيرة العربية آنذاك حيث اراد ان ينقذها من ادران عُلق في اذيال واقعها ذاك، وقد نجح.
" اذا كام محمد يدعو الى عبادة الله وحده لا شريك له، وهو يريد بذلك جمع كلمة القوم لينهض بهم نهضة عالمية انسانية كبرى تكون عاقبتها للناس اجمعين، وهو مع ذلك لا يسأل الناس على هذه الدعوة أجراً ولا يطلب لنفسه من ورائها نفعاً، فكيف لا يكون صادقاً في اقواله التي لم تأت الا بما تقتضيه المصلحة العامة فيما يريد احداث من ذلك الامر العظيم". (راجع ص 44).
ومعنى كلام الرصافي هذا: إنّ النبي كان صادقاً في قوله بدعواه للنبوة، لأن هدفه من القول: إنني رسول من الله اليكم، هو ليس بكاذب، لأن المصلحة العامة للناس هي التي اقتضت أن يقول ذلك لهم، وهو هدف سام، لأن محمد مثلاً: إذا قال مباشرة للناس: عزمت على اصلاحكم بما انتم به من رواسب جاهلية لا تليق بكم وانا بين ظهرانكم، مثلاً، فأنّ الناس ستستصغره، وستقلل من شأنه ولا تطيع أمره ولا تنصاع لما يريده.
فرأى أنّ الطريقة الافضل هي أن يقول لهم أنني رسول من الله وقد أرسلني لغرض هدايتكم حتى اصل بكم الى طريق لاحب سوي، طريق سمو ورفعة ونبذ كل ما هو مستحقر ومستهجن.
يقول الرصافي: "وإن كنا قد عجبنا من قول: (إن رسول الله) فذلك لأننا لا نفهم معنى الرسول الا بالطريقة المألوفة عندنا وهي أن يعمد الرجل منا الى آخر فيقول له مباشرة أو بالواسطة اذهب الى فلان وقل له كذا وكذا، فيكون الذاهب عندنا رسولاً، مع أنه في الحقيقة لا ينحصر كونه رسولاً في هذه الطريقة، بل أن الرجل اذا ألقى الله في روعه الاصلاح، والهمه القيام بالدعوة الى الاصلاح وأتاه من العزم والصبر والحكمة ما هو كاف لنجاح الدعوة كان بالضروري رسول الله أي رسول الوجود المطلق الكلي اللامتناهي، فكل من كان رسول الله، وكل من قام بالدعوة على هذا الوجه من المصلحين فهو رسول الله". (راجع ص45 ).
ويسترسل الرصافي بإتيان شواهد تاريخية كثيرة من حوادث جرى فيها الكذب، وكان يراد فيها الاصلاح وطلب منفعة عامة للناس لا الغرض من الكذب، الكذب بعينه.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(3)
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(2)
- دعوة لكتابة تاريخ العراق الراهن
- الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(1)
- أصابع الاسئلة – نص
- ظاهرة استفحلت اسمها- الشعر الشعبي-
- محاولة في تعريف المثقف
- ابن رشد و خلطه الاوراق(3)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(2)
- ابن رشد و خلطه الاوراق(1)
- أي جرائم ارتكب هؤلاء الاوباش؟
- لماذا التفلسف
- الافستا- كتاب الزرادشتية المنزّل(4)
- الوحي بين زرادشت وبين النبي محمد(3)
- من هو زرادشت- مدخل(2)
- هل زرادشت كان نبياً؟(1)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(2)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(1)
- ثقافتنا
- أساطين الفلسفة اليونانية(3)-أرسطو


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الرصافي و(كتاب الشخصية المحمدية)(4)