أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - جدلية الاستبداد















المزيد.....

جدلية الاستبداد


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبدأ هذا الموضوع بسؤال ماهو الجذر الحقيقي للاستبداد..هل هو الفرد كتكوين نفسي وذهني.. أم الجماعه كوعي عصبي قائم على الإلغاء والإقصاء؟
تعريف الاستبداد: لسان العرب..التفرد،ومحيط المحيط..التبديد(التفريق)
في القواميس الفرنسية:الحاكم الذي يُعطي نفسه سلطة مفرطة واعتباطية
في القواميس الأمريكية:الحاكم المطلق الذي يطبق السلطة بشكل قمعي
الكواكبي:الاستبداد لغة هو غرور المرء برأيه والأنفة من قبول النصيحة
من خلال هذه التعاريف نستنتج أن مسألة الاستبداد ترتبط ارتباطا أساسيا بالفرد الذي يدور بفلكه أفراد ينوب عنهم ويوجههم ويُعزز حضورهم الشخصي عبر المنصب أو المهمة التي تتعلق بمصير الناس بدءاً من القرية فالمدينة ثم الوطن.
إذاً..الفرد المحوري هو المستبد أما من يدور بفلكه فهم نسخ عنه وهم الذين يُعززون موقعه ومواقفه بتبرير وتسويق أفكاره وسلوكه لتحقيق مصالحهم التي يحميها ولدى المكاشفة والمساءلة إما أن يُحمّلوه المسؤولية ويتخلوا عنه أو يُشاركوه بها.
تكوّن المستبد:مامن كائن إلا ويحمل نزعتي الحرية والاستبداد في تكوينه النفسي وتظهر حين يتوفر الظرف والمناخ الذي يُقدّم إحداهما على الأخرى،ومن هنا يدخل الوعي كعامل أساسي في حسم هذه المسألة وفي نمو إحداهما على حساب الأخرى،كالصراع الطبقي حيث كل طرف يدافع عن موقعه، حتى المسحوق حين يتحول إلى ساحق يُدافع عن سحقه للآخر بحجج وبأخرى،إذاً الظرف والبنية النفسية الفردية والمقومات التي تتوفر تُحقق الاستبداد،والأمهات لم تلد أبناءها مستبدين بل أحرار،والديمقراطية غايتها التخلص من توليد الظروف التي تصنع أو تُحقق الاستبداد.
من هو الفرد المحوري وكيف يُصبح مستبداً؟
الاستبداد حاضر في المنزل للأم أو الأب وفي الإدارة وفي الحكم وكون الأخير هو الأعم وله الآثار الكبرى سيكون محور هذا الموضوع لكثرة ماله من نتائج تمس المجتمع بأكمله.
يبدأ الاستبداد من مَحْوَرَة الفرد وتنمو مع هذه المحورة نزعة الاستبداد الذاتية حين يجد الفرد المحوري فرصا يمنحه إياها الوسط من المحيطين به بما يتعلق بالقرارات الكبرى حين يحملها وحده وهو غير واثق من حملها، دون اعتراض بمعنييه الفكري والسياسي، فيفرض على المحيطين به الالتزام بها، وبذلك يتحوّل التمحور إلى الاستبداد الشعوري، ثم إلى الاستبداد الإداري فالسياسي، أي يتحكّم الفرد في المحيطين به ويحكم المجتمع عن طريقهم،وبقدر ما ينافق وسطه تنمو عنده الكاريزما ويُصبح سلطانا وحيدا حتى لو بطش بشعبه،وأول ما تبدأ ممارسة الاستبداد في محيطه نفسه الذي أوجده وكان سببا في نمو نزعته الاستبدادية الذاتية على حساب النزعة الديمقراطية أو نزعة الحرية لشعوره بالمنافسة والتهديد.
إذاً..لايوجد الاستبداد إلاّ بشروط حين تتوفر يتحقق،لأن الإنسان بطبعه يبدأ ضعيفاً فيقوى وليس قويا فيضعف،بينما الحرية يحتاجها الضعيف والمحروم منها في البيت والقرية والمدينة والوطن و..و..الخ،فلا بداية فردية قوية بل بداية ضعيفة تقوى حين تتوفر ظروفاً ما.
كل البشر تبدأ ضعيفة وتسعى نحو القوة،والمستبد واحد من هؤلاء توفرت له الشروط التي تحقق حالة انبعاث الاستبداد الذاتي حين لم يعترض أحد على أفكاره أو سلوكه.
ممثلي المستبد في الدوائر الأصغر يُمارسون مايُمارسه تجاه مواطنيهم وخصومهم المفترضين،لكنهم مسحوقون منه بآلية يفرضها عليهم.
ينمو لدى المستبد الصاعد عقل المؤامرة ويبقى بحالة قلق من خصومه فيبني مؤسسات(أجهزة) دورها نقل المعلومات له عن خصومه وأعدائه الذي يُنتجهم سلوكه الفردي، فيعتمد على هذه المؤسسات ويطورها أكثر كلما زاد شعوره بالخطر، ويُكلفها بمهام حمايته بالمعلومة والسلاح وبذلك يُحوّل المجتمع إلى ثكنة(لحمايته) ومهاجع(للاعتقال)،هذه الأجهزة تقوم بدور العزل الميداني للحاكم والمحكوم، فتلغي السياسة من المجتمع وبالتالي تشله،وتخدم الحاكم بما ترغب هي تقديمه من خدمات ومعلومات،وتحمّله المسؤولية عن كل الانحرافات التي تُمارس عندما تحين المساءلة لدى انهيار هذا النظام،لأن المستبد الصاعد بعد أن يتبلور مُستبدا تُصبح له غاية وحيدة هي السلطة وما أن تتهدد يتحول إلى طاغية،الطغيان يعني التدمير لكل مكونات الحياة،فما من مستبد إلاّ ويفتقر للانتماء المواطني بسبب إلغاء الآخر والتدمير الذي يقوم به تجاه شعبه سياسيا واقتصاديا.
مُمثلي المستبد في الدوائر الأصغر يستندون إلى هذه الأجهزة بإدارتهم لأحوال البلادكما سيدهم لكن هؤلاء يتعرضون للمساءلة من هذه الأجهزة وبالتالي تتحكم بهم عبر التقرير الأمني فيُصبح هؤلاء تحت الإشراف ويبقى المستبد الأول هو الوحيد الناجي من الاستطالات المباشرة لهذه الأجهزة.
لايمكن لمستبد أن يحكم بلاده بلا بوليس وعسكر يحمونه عبر تحويل المؤسسات إلى أجهزة تابعة، ولا لثورة لا تُمثّل شعبها تستطيع أن تستمر دون هذه الكتلة الحامية،وذلك خوفاً من مواطنيها الذين يُصبحون بنظر رجال الثورة أعداء حقيقيون لها،دائما يتحول الخصم إلى عدو في الوعي العصبوي وهذا بدوره لا يتكون إلاّ عبر بنية عصبية.
الاستبداد المتجاوز للحالة الفردية أي الأعم يكون وليد طبيعي للعصبية تظهر تجلياتها لدى استلام السلطة فتتوزع المهام والمراكز على أبناء العصبية المُحددة وماعداها للآخرين، ومن هنا يمكن القول أن الاستبداد لا يمنع الحرية فقط بل يختزل الإنسان أي يُفقده إنسانيته حين ينوب عنه في كل شيء.
الاستبداد يفرز نقيضه وهو الحرية،أي أن العسف السياسي يفرز نضالا ضده من محرومي الحرية أو البحث عنها أو النضال من أجلها،لكن الكارثة حين لم يتحرر المناضلون من أجل الحرية من نزعة الاستبداد،لأن من يناضل من أجلها من الطبيعي أن يعيها وبالتالي يعي دوره فيها فلا مُصادرة ولاإلغاء ولامؤامرة ،حينها يكون المواطن حرا مستقلا ينضوي في الحزب الذي يقتنع فيه، ويترك الحزب حين تتغير قناعته به دون قسر أو تخويف أو تهديد،إذ أن الفرد هو الذي يُحدد خياراته التي يقتنع بها ويتقاطع مع حزب(ما)فيها، وليس عبر الحيلة والتوريط ولدى انسحابه بأسباب عدم الانسجام يُحمّلونه المسؤولية وينسون توريطه التنظيمي بلا أدنى حدود المعرفة السلوكية أو الأكاديمية،إن إغراء طفل للعمل بحزب ما سلوك يفعله عقل التوريط والمؤامرة بكسب غير شريف لعضو فيه رغم الحاجة لبناء مواطن يُحدّد تنظيمه بعد مرحلة من الوعي والنضج للوطن ودعاماته السياسية الواعية، وهذا بحد ذاته سلوك استبدادي ناتج عن عقل وبنية استبدادية.
الحرية والقانون والتدريب عليهما في مجتمع لا يعرفهما كفيلان بوضع المجتمع على سكته الصحيحة وإخراجه من ثقافة الاستبداد التي تسحق الطفل والمرأة في المنزل والعامل في العمل والإنسان في مجتمعه فتفتق الإمكانات والقدرات التي تأخذ دورها في خدمة المجتمع وتقدمه على قاعدة الحرية الموضوعية التي تدعم جدلية الفرد/المجتمع أي القانون،والكفاءة الصائبة التي تنهض به كرافعة تسمو به نحو النجاح والتقدم والحضور.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المندوب
- المرأة من المشاع إلى الحرية
- إلى الدكتور عارف دليله
- النهوض الديمقراطي للفلسفتين الاسلامية والماركسية
- أسامه عيد الشهيد الصامت
- عندما تسرج السلطة على صهوة المُعارضة السورية
- الفتنة العالمية الكبرى
- التفجيرات النووية الغربية في الشرق الأوسط
- الشائعه
- ندوة بعنوان - حوارات مفتوحة للجميع
- هنيئا حماس - إنها الديمقراطية الوليدة
- ضحايا الكاريزما
- الديمقراطية بين المشروع والاستشعار
- !!!إعلان دمشق موؤد طار..طار
- الدولة الوطنية الديمقراطية في العراق
- لصوص الأنظمة المتحكمة
- جنبلاط من كمال إلى وليد
- خدام - ميرو -والبقية تتوالى
- ماذا يحدث في سوريا؟
- عولمة الأطفال


المزيد.....




- وثقت الحادث بالكاميرا.. سيارة تصطدم بمطعم أثناء تصوير مؤثرة ...
- لماذا يُعد تحديد موعد مؤكد للقاء بوتين وزيلينسكي أمرًا بالغ ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان: يمكن للولايات المتحدة إ ...
- وفاة إيمان الغوري: تفاعل واسع يعيد بطلة -أحلام أبو الهنا- إل ...
- دراسة علمية جديدة: التزاوج بين الإنسان العاقل والنياندرتال أ ...
- عملية أمنية معقدة.. اليوروبول يحبط شبكة دولية لتزوير العملات ...
- ولاية ماليزية تفرض عقوبات صارمة على المتخلفين عن صلاة الجمعة ...
- وزير خارجية الأردن : نتاياهو يقود مشروعا تدميريا في المنطقة ...
- اجتماع سوري إسرائيلي يبحث خفض التصعيد ووضع السويداء
- ما الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها لأوكرانيا؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - جدلية الاستبداد