أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - ماذا يحدث في سوريا؟















المزيد.....

ماذا يحدث في سوريا؟


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1427 - 2006 / 1 / 11 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن أدرك الإنسان مصلحته في هذه المنطقة المركزية والاستراتيجية من العالم والمناطق المجاورة والصراع قائم على سوريا بمعناه التاريخي العالمي، أما اليوم فالصراع أخذ منحى مُجتزأ ومُختزل بين أطراف تتنازع حول مقولة أساسية تقول:من يحكم سوريا؟، هذا الصراع تداخل إلى حد بعيد مع مقومات الصراع العالمي.
في الداخل تم تحديد الصراع بين خيار مفهوم القيادة المطلقة لحزب البعث مُعتمدا مقولة قائد الدولة والمجتمع، الذي كان من نتائجه مصادرة المجتمع بالكامل، تُشرعن له جبهة مصنوعة من أحط التراكيب النفسية لأشكال بشرية، غايتها الكسب الشخصي الذي يُعطيها صفة اللاوطنية بتصرف، وذلك بفرض هيمنة أجهزة وعناصر المخابرات، وذلك بحكم تخلفها إذ أنها تفتقر للإختصاص المعرفي النفسي والسبر الاجتماعي الضروري للتعامل مع حالات الاعتقال، بل أغلبها من حملة الشهادة الاعدادية وربما أقل وهذه هي التي تتحكم بمصائر المواطنين بدءا بالتقرير مرورا بالاعتقال ونهاية بالتعذيب والسجن دون محاكمة تُذكر، وبين الخيار الآخر وهو مفهوم المواطنة الذي يحدد الإنسان في هذا الوطن على ضوء كفاءته المهدورة في خضم الاستبداد الذي يتبنى الولاء فقط مهما كان الموالي فاسدا أو عفنا أو منبطحا وليس البحث عن القدرة البنّاءة في مجتمع يعاني من تهديم أركانه.
قراءة الواقع السياسي لسوريا في السنوات الخمس الأخيرة مع دورها في لبنان كان يشير باستمرار إلى اتجاه آخر، وذلك بعد أحداث أيلول في نيويورك التي دفعت الإدارة الأمريكية نحو الشرق بكل ثقلها، فكان يجب على القيادة السورية قراءة ذلك كحالة قريبة وليست بعيدة حسب ماتم التعامل معها كشأن لاعلاقة لها به، وتحديدا أن العناصر التي خططت وضربت الأبراج كانت من عناصر مُهجرة من بلدانها بفعل الاستبداد المُمارس، والنظام السوري مشمول بهذه الصفة التي لازالت تلازمه حتى اليوم بشهادة الرجال الذين فقدوا حريتهم في السجون ومنهم أفاضل ربيع دمشق، وهذا هو المقصود بتحسين أداء النظام السوري الذي تُعلن عنه الإدارة الأمريكية بلسان قادتها وسياسييها ومُثقفيها بين الحين والآخر وعلى وجه الخصوص بولتون وألبيرتو فرناندو.
بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان أبسط ما يمكن التعامل معه من قبل القيادة السورية هو إدراك أنها أول المتهمين بهذا الإغتيال محليا وعربيا وعالميا، فكان يجب إعداد دفاعات منطقية للتبرئة إن وُجدت، وإلاّ الإدانة لمُنفذي هذا الاغتيال أيا كانوا ولربما نفذه طرف دون العودة لقيادته، وهذا ماكان يجب أن يُفترض لأنه لاضمانة لأحد على الإطلاق، وتحديدا بحكم الفوضى التي حكمت لبنان من قبل المزاج المخابراتي السوري الحاكم في لبنان في الفترة الزمنية التي رافقت قبل وبعد عملية الاغتيال.
لجنة التحقيق الدولية وضعت برنامجا للإدانة مُستندا إلى الوجود السوري الفاعل والمُسيطر على الساحة اللبنانية، أي أن المحاكمة السياسية ستتم وربما تُعتمد من قبل الأمم المتحدة عندما يتم تبني ذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بغاية الضغط على النظام السوري لتقديم العناصر المُنفذة والمُخططة وتحميل ذلك إلى القيادة في حال ثبوت ذلك .
تصريحات خدام صنعت شرخا في الوسط الحزبي الحاكم بين منافق ومُندفع من خلفيات ماقبل وطنية قام بحملة تشهير رخيصة يمكن أن يقوم بها ضد و مع أيا كان وذلك على ضوء مصالحهم الخاصة وليست مصلحة النظام أو الرئيس، وبين طارح لإشكالية الفساد المُسببة لوجود هذا النموذج من الأفراد واستمرارهم في السلطة من لحظة وجودها الأول عام 1963م، والذي أعاد المُشكلة لأسبابها الأساسية وهو تغييب المجتمع عن الفعل السياسي بما فيه أداء الحكومة ومراقبته من جهة، وقيام واستمرار الدولة على مبدأ المحسوبيات المُعاشة بدءا بتأمين فرص العمل ونهاية بمواقع المسؤولية التي تقوم على أساس الولاء مع تغييب الكفاءة الضرورية لبناء الدولة، هذه التصريحات التقطها واحد أحد من أعضاء هذا المجلس عندما تعرض للفساد بمافيه فساد خدام المسكوت عنه خلال أكثر من عقدين من الزمن، الذي أعاد كل شيء إلى أسبابه المباشرة والبعيدة، تلك الأسباب التي تدين مرحلة بأكملها، مرحلة بُنيت على الولاء القسري أو على مبدأ الرشوة بالمنصب أو المكافأة المالية حسب الدارج في تلك الآونة..
امتد الشرخ الذي صنعته تصريحات خدام إلى الوسط الشعبي حيث أفرزت شريحتين مُدافعة عن النظام بحكم الفائدة الخاصة التي تفضل عليها النظام بها،وشريحة أبدت ارتياحها ربما من حلم بإزاحة كابوس الدولة الأمنية المُستهترة بكل القيم والعادات والتقاليد والأعراف والقوانين.
بعد تصريحات خدام أصدر رفعت الأسد بيانا باسم التجمع القومي الموحد يدعوا إلى إنقاذ الوطن من انهيارات قادمة لامحالة ستقع ويُطالب بتجاوز لغة الثأر بالتعامل مع الأحداث وكأنه يشير إلى نهاية النظام الأمني السوري.
المعارض الغادري أكد أن انهيار النظام بات مرتبطا بمسألة الوقت وهو الذي لايعرف سوريا بتاتا وبرنامجه السياسي مُلقّح أمريكيا وهو ماترفضه المعارضة في الداخل.
المعارضة السورية في الداخل والمُتمثلة بأحزاب التجمع الوطني الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان كونها كانت بعيدة عن العنف الذي مورس في الماضي، والتي دفعت أثمانا غالية في نضالها من أجل الوطن والمواطن وإزالة قلاع الغبن من الوسط النفسي والذهني في الشارع السوري الذي وبسببها عانت الكثير من الألم بدأت بالسجون والتعذيب والتجريد من الحقوق رسميا،هذه المعارضة التي طرحت برامجها الوطنية من لحظة وجودها الأول والتي تجاهلها النظام بأسباب تمترسه في السلطة رغم كل المتغيرات العالمية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وأحداث نيويورك، والغبن المعاش والفساد الذي وصل حدا يمكن أن يدفع نحو حركات بغنى عنها بلادنا إذ أن الرشوة وبها صار يمكن أن يتم كل شيء فلاشيء مُستبعد طالما يُدفع المعلوم.
من الواضح أن الحصار بدأ فعلا على النظام السوري وسعودية عبد الله ومصر مبارك لن تستطيع تقديم أكثر من النصح باتجاه الاستجابة الكاملة للجنة التحقيق الدولية وهومايؤكد عليه شيراك الرئيس الفرنسي والحكومتين الأمريكية والبريطانية اللتين تؤكدان أن ليس هناك من فكرة بإزاحة أو إسقاط النظام السوري رغم أن كل مايُرتب يؤكد أن هناك قرارا دوليا بتغيير وجه المنطقة لخدمة اسرائيل اللاعب الأقوى في الشرق الأوسط.
أمام هذه الضغوط المُتعددة المداخل يبقى أمام النظام السوري تحديد خياراته على ضوء مصلحته إما خيار الوطن والشعب أو أعداءهما وعندما يختار الوطن والشعب فذلك يعني الصادقين والمُضحّين من أبناء الشعب وهم رجال المعارضة الوطنية الديمقراطية التي رفضت أن تكون غير وطنية فبقيت على أرضها رغم كل الظروف التي عاشتها لكنها وطنية ديمقراطية محورها الإنسان في هذا الوطن وحريته وكرامته وحقوقه يُضاف لها الوطنيين من النظام الغيورين على وطنهم فعلى النظام السوري أن يمد يده التي رفض أن يمدها سابقا لهذه المعارضة وتشكيل مجلس وطني من الطيف الوطني بالكامل دون استثناء لأحد إلاّ من ساهم بتخريب بلده وهو ماتُحدده المعلومة الصادقة والقانونية المُتحررة من لغات ثأرية قبلية ما قبل وطنية، وتحرير الوطن من أخطاء الماضي وذلك بتفعيل القانون والمراقبة التطوعية دون خوف من مخابرات أو غيرها من بؤر عفى عليها الزمن كانت تمارس الإهانة لإنساننا الذي كرمه الله والتاريخ.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عولمة الأطفال
- بيروت
- الشرعية الدولية وعلاقتها بالشرق الأوسط
- لبنان - قسوة الخيارات
- الحاكم والمُعارض العربيان في لوحة البدائل
- آليات العمل السياسي
- إنه الحوار المتمدن
- الانتماء الوطني بين الشعورية والعقلانية
- الحقيقة في الجدولة الفكرية العربية
- بصراحة- حول إعلان دمشق
- ضبابية المفاهيم – المستقبل الخطر
- الطائفية والديمقراطية وجها لوجه
- تحية تقدير للمعارضة السورية
- دور الحزب السياسي
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الجدل الثقافي الشبابي
- ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي
- من لورانس إلى ميليتس
- قصيدتي لحبيبة ضيعتها
- الورشة السورية لرد العدوان


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - ماذا يحدث في سوريا؟