أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - لصوص الأنظمة المتحكمة














المزيد.....

لصوص الأنظمة المتحكمة


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1436 - 2006 / 1 / 20 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد عاهة محدودة تتعرض لها البشر، وعندما يصل السلطة كثقافة تُصبح مرضا عاما يتأذّى منه المجتمع بالكامل.
في الأنظمة الديمقراطية وأشباهها يكون حجم الفساد أقل، وذلك بسبب الفسحة المسموحة بحكم القانون للمعارضة التي تقوم بفضح الفاسدين والمفسدين عبر صحافتها، وحصانة أداءها المحمي بالقانون.
الأنظمة الاستبدادية والشمولية على وجه الخصوص تُشكّل مرتعا خصبا للفساد،وبيئة طبيعية له حيث الأداء مُوجّه ومُحدّد الاتجاه بالسمت، وكلما زاد الاستبداد زاد البحث عن ذيول تُبنى الدولة على قوامها، فيُصبح الفرد الموالي ركن أساسي في قيامها، هذا الفرد يقوم بخدمته مقابل تحقيق مصلحة ما له محسوبة سرّا أو بالاتفاق.
تمتاز أنظمة الاستبداد في المجتمعات الفقيرة على استقطاب نماذج من ضعاف النفوس الذين يعانون من خواء مادي(الفقر)ومعنوي(الوجاهة)، وهؤلاء ماأن يُصبحوا رجال سلطة حتى يقوموا بتحقيق التوازن النفسي عبر استغلال المنصب، وكون هذه الأنظمة تفتقر للناقد الوطني تستشري الحالة هذه دون ذكر لها بحكم الخوف المزروع في المجتمع، ما بالك عندما يُمارس النظام الاستبدادي تصفيات بالجملة والمفرق للعناصر الناقدة، والتي تُشكّل قاعدة المعارضة الأساسية لسلوك النظام أو أداء الحكومة.
عندما يخرج مُتسلط بعد أربعين عاما من مشاركته الرئيسية لنظام استبدادي وينقد أداء هذا النظام من آخره، لابد من سؤاله السؤال التقليدي من أين لك هذا؟، وذلك عندما نعرف أنه يملك مليارات الدولارات لحظة خروجه على النظام، ولم يكن يعتمد على ثروات عائلته الفقيرة أو المتوسطة الحال التي لاتستطيع أن تمده بأكثر من أن تُعلّمه على حساب لقمة أخوته أو مستقبلهم.
عبد الحليم خدام لم يكن الحالة الاستثنائية في النظام، بل الاستثناء هم الذين لم يكونوا كحالة خدام، لذلك من الطبيعي أن تخرج هذه الشريحة واحدا تلو الآخر لتثوّر نفسها وتختار الشعب بدلا من النظام في مرحلة يفترضونها الأخيرة، لكن يبقى السؤال الواجب طرحه هل سيعيد خدام هذا المال الذي ملكه من خلال منصبه حين لم يكن يخطر لباله الشعب بدلا من النظام في الماضي إلى خزينة الدولة، وذلك بعد جلبها من البنوك التي وضعها بها لتستفيد منها شعوب تلك البنوك، ويُحرم شعبه الذي اختاره بدلا من النظام منها.
أمثال خدّام ورفعت الأسد كثر، وملايين الدولارات السورية وهي حق الشعب السوري موزعة هنا وهناك من بنوك الأرض، والمواطن السوري يُعاني أكثر بكثير مما ذكره خدام في مقابلاته المتعددة والمتكررة.
عل خدام ومن لف لفه أو حلم بالاجراء نفسه ظنا منه أو ممن يليه أن ذاكرة المجتمع مُعطلة،للحد الذي يدفع بأمثاله للتجرّؤ واستبساط المعارضة تحت مُسميات تفضيل الشعب على النظام، علّ هؤلاء يُدركون أن اختيار الشعب على النظام يعني بأبسط أحواله إعادة الثروة المسروقة من فم الجياع، حتى لايختاروا القمامة طاولة للطعام التي أبكته بدلا من الوجبات التي هي حق الشعب وأكثر من ذلك بكثير، إذ أن الحرية التي مارس خدام وغيره ضغوطا كثيرة ليحرم أصحابها منها لابد من أن يتحمل مسؤوليات حرمانها وزرع الخوف مكانها.
إنه لأمر مُحزن عندما تقوم أمريكا أو غيرها من بلدان بحجز أموال مسؤول، مايدفع للسؤال لماذا توضع هذه الأموال في العالم الآخر ولما لا تُستثمر في بلادنا للمساعدة بحل مُشكلة البطالة التي تزيد من آلام شعبنا،ثم ألم يكفي هؤلاء اللصوص بضع ملايين من الدولارات لهم ولأولادهم وأحفادهم ويتركوا بقية المليارات لشعبهم لكي يقبلهم دون الموت في بلاد الغربة كالكلاب دون أصل أو مسقط رأس يستطيع العودة إليه؟،إنها طامة كبرى يقع بها هؤلاء، فقط لأنهم لم يكونوا أسوياء، بل مشوهون وربما جاء هذا التشويه من بنية بيتية، أو من إرث فوضوي خال من قيم.





#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنبلاط من كمال إلى وليد
- خدام - ميرو -والبقية تتوالى
- ماذا يحدث في سوريا؟
- عولمة الأطفال
- بيروت
- الشرعية الدولية وعلاقتها بالشرق الأوسط
- لبنان - قسوة الخيارات
- الحاكم والمُعارض العربيان في لوحة البدائل
- آليات العمل السياسي
- إنه الحوار المتمدن
- الانتماء الوطني بين الشعورية والعقلانية
- الحقيقة في الجدولة الفكرية العربية
- بصراحة- حول إعلان دمشق
- ضبابية المفاهيم – المستقبل الخطر
- الطائفية والديمقراطية وجها لوجه
- تحية تقدير للمعارضة السورية
- دور الحزب السياسي
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الجدل الثقافي الشبابي
- ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي


المزيد.....




- خامنئي يتعهد بعدم -استسلام إيران- لأمريكا تزامنًا مع جنازات ...
- داعيًا للتحرك.. بوريل: أوروبا تُهمَش لأنها لم تعد تجرؤ على ا ...
- تحذيرات من قرار أممي يهدد آلاف السوريين بلبنان
- الاحتلال هدم 1000 منزل في الضفة ويواصل حملة الاعتداءات
- ماذا تعرف عن عُقدة النقص؟
- ردود فعل سلبية في بريطانيا بسبب حقن إنقاص الوزن
- ديرمر يزور واشنطن الاثنين وتفاؤل ترامب بإنهاء الحرب يفاجئ إس ...
- عصير الكرز الحامض وصفة سحرية للنوم العميق
- كيف غيّرت حرب غزة مزاج أوروبا تجاه إسرائيل؟
- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - لصوص الأنظمة المتحكمة