أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - فلسطين التي لا تموت














المزيد.....

فلسطين التي لا تموت


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جندٌ أتوا من بعيد ... قالوا ارحل ... دخلوا بيتي .. قتلوا ولدي , اغتصبوا إمرأتي .... قالوا ارحل , هكذا تقول كلمات أغنية أحمد قعبور التي رددناها كثيرا و التي تشكل كلماتها جزءا أساسيا من وعينا العام و الفردي , إذا افترضنا وجود مثل هذا الوعي ... هذه الكلمات لا تتحدث في الحقيقة عن فلسطين أو عن كردستان فقط , عن فيتنام أو بلاد الآزتك و المايا التي أصبحت تسمى أمريكا بعد أن "اكتشفها" كولومبوس , إنها أغنية لكل "فلسطيني" و "فلسطينية" في هذا العالم على امتداد تاريخ طويل من الحروب و الفتوحات , عن استباحة الأقوياء لبيوت الضعفاء و عالمهم و "أوطانهم" .. لا يعني تكرار قتل الفلسطيني عبر التاريخ و لا أكاليل الغار و قصائد المدح التي تتوج قاتله أن قتله و استباحة عالمه هي أمر عادي أو يمكن أن يصبح عاديا .. أن يأتي بشر شاهرين سيوفهم و أسلحتهم زاعمين أن إلها ما قد وعدهم بالاستيلاء على بيوت لم يبنوها و أشجار لم يزرعوها فيقتلوا من بنى تلك البيوت و يعيش فيها و من زرع أشجارها و يستعبدوا أولادهم و نسائهم الخ الخ ... لا شك أن هذا التوصيف لما جرى و يجري في فلسطين سيبدو صادما جزئيا أو كلية بالنسبة لنا لأن هذا بالضبط كان ما فعله "أجدادنا" : العرب الغزاة "الفاتحون" , "بأجدادنا" : "سكان البلاد الأصليين" .. نحن اليوم نؤمن برواية المحتلين الغزاة و نعتبر أنفسنا أحفادهم , لقد اختفى أصحاب الأرض الأصليين , أصبحوا رعايا و مؤمنين "جيدين" , هكذا ينتصر رب الجنود مرة تلو أخرى .. لقد "حرروهم" , هكذا تقول الأسطورة السائدة .. "حرر" المسلمون أو العرب , الغزاة أو الفاتحون سكان البلاد الأصليين بأن استعبدوهم بالجملة , بالمعنى الحرفي للكلمة , بأن حولوهم إلى "عبيد" و "موالي" و "رعايا" في دول سلطانية ثم مملوكية , و أن أخرجوهم من عبادة "الطاغوت" إلى عبادة إلههم , "الله الواحد الحق" , إله الغنائم و السبايا و جهنم و القصور و التيجان و القيان و الجواري و العسس , تماما كما فعل بيزارو و كورتيز مع الأزتيك و المايا الوثنيين .. لكن الصورة التي قد تبدو غائمة أو مشوشة بفعل الأساطير المتوارثة و الهستيريا الجمعية القائمة على تمجيد القتلة و قتل الضحية مرة تلو أخرى تصبح فجأة فاقعة بلون الدم و السواد في إسبانيا : في الأندلس كان "أجدادنا" هم الإسرائيليون - الفاتحون البيض و الإسبان الكاثوليك هم الفلسطينيون - الهنود الحمر .. قاوم أصحاب الأرض الأصليين أجدادنا الغزاة لقرون , كان طبيعيا ألا يستسلموا و أن يتصدر تلك المقاومة ملوكهم و قساوستهم ( شيوخهم ) حتى تمكنوا أخيرا من تحرير أراضيهم و طرد الغزاة : لتعود الأندلس ( إسرائيل ) إسبانيا ( فلسطين ) من جديد .. و كان طبيعيا أن يرفض أبناء الأرض و أصحابها الأصليين كل ما يمت بصلة للغزاة , دينهم , نبيهم , إلههم , ذاك الذي برر الاحتلال و الاغتصاب و الاستعباد .. كان رفض كل ما يتصل بالمحتلين هو أساس الروح الوطنية الصاعدة و التي مع انتصارها عسكريا ستنتج أول محاكم التفتيش : لقد انتصر "إله" السكان الأصليين و لا بد من تكريس هذا النصر على الغزاة و إلههم , و في وقت لاحق على كل من سيجرؤ على الشك فيه أو البحث عنه أو التساؤل عن معنى أيا من الكوارث و المجازر التي ترتكب باسمه .. الآلهة لا تفرق بين خصومها على أساس القومية أو العرق أو الجنس .. لكن القصة لن تنتهي هنا .. إنها فقط بداية القصة , أو مجرد إعادة جديدة لها .. فمن أبناء الاسبان المضطهدين و من تلك الروح الوطنية الصاعدة سيظهر كورتيز و بيزارو و سيبحرون إلى أرض لم تطؤها أقدام الغزاة من قبل ليذبحوا أهلها و يستولوا على ذهبهم و أرضهم و مستقبلهم , كما حاضرهم و ماضيهم , و يحولوهم إلى كاثوليك كي "يخلصوا أرواحهم" .. جاء كثير من أوائل الإسرائيليين من معسكرات الموت الجماعي الهتلرية .. و من الروح الوطنية لماتزيني و غاريبالدي سيولد الدوتشي ليرسل جنوده إلى البلقان و أفريقيا ليستعبد كل ما أمكنه من الضعفاء .. و تستمر الملهاة - المأساة ..

ملاحظة : إن الروح الإمبراطورية و الهستيريا العسكرياتية في الإسلام تاريخيا و حاضرا ليست صدفة .. الإسلام كرغبة و ممارسة توسعية إمبريالية منافسة للقوى المسيطرة عالميا هو الذي تمكن و نجح في لعب دور "الآخر" بالنسبة للغرب الإمبريالي , الإمبراطوري ثم الرأسمالي , ليس فقط بالنسبة للغرب بل أيضا لأبناء الشعوب الإسلامية و تحديدا للقوى الطرفية الصاعدة الباحثة عن دولة و إمبراطورية .. تمكن الإسلام من أن يلعب دور "الآخر" الذي يستفز مخلية الغرب الإمبراطورية و يصبح وسواسا أو استحواذا غربيا تحديدا لهذا السبب بالذات : لأنه حالة إمبريالية توسعية مشابهة و معارضة للغرب الإمبراطوري الإمبريالي التوسعي .. ليست وثيقة المدينة هي التي تعبر عن روح الإسلام كما يقول الهذيان الشائع , بل العلاقة البنيوية نصا و تاريخا بين الإسلام و بين الطموح الإمبريالي لدولة المدينة الذي تجسد في "الفتوحات" بدءا بالغزوات الأولى لإخضاع القبائل المجاورة للمدينة ثم "فتح" مكة و الطائف فحروب "الردة" و انتهاءا بالفتوحات التي بدأت بالشام و العراق و فارس و مصر و تكررت مرة تلو أخرى في "فتح" القسنطينية و البلقان و بودابست و دلهي الخ .. ذلك الكمون الإمبراطوري الذي استخدم مرارا للتعبير عن صعود قوى ذات مطامح إمبريالية هو سر قوة الإسلام و جاذبيته "كآخر" في مواجهة الغرب الإمبريالي التوسعي و الذي أخطأ فوكو في فهمه في بحثه الدوؤب و المخلص عن "آخر" خارج إطار السائد غربيا في توهمه هذا الآخر , غير الإمبريالي , التحرري , في الإسلام الثوري الشعبي الذي مثله الخميني في تلك اللحظة و الذي أنتج نظام الملالي القائم بكل قمعيته و توسعيته و حروبه العبثية الخ الخ ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن
- الثقافة العربية المعاصرة : ثقافة من دون سوبرمان
- نقاش في صفات الله و أسمائه الحسنى
- السلطويون
- بين القطيع و الفرد
- في انحطاط المعارضة السورية
- ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية
- الفرص الضائعة
- الأناركية كلاحاكمية
- التسيير الذاتي للعمال - وينتر جونز
- رسالة إلى محرري جريدة ليبرتي – ميخائيل باكونين
- هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية
- دعوة من أجل أسبوع عالمي للتضامن مع السجناء الأناركيين 2017
- بين موت البوعزيزي و بوابات الأقصى الالكترونية


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - فلسطين التي لا تموت