أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن














المزيد.....

محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5934 - 2018 / 7 / 15 - 06:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يفرق الأنثروبولوجيون الثقافيون ( الغربيون ) بين مجتمعات الذنب و مجتمعات العار - الخجل و تلك التي تقوم على الخوف , حسب الآلية المستخدمة للسيطرة على الأفراد و "الحفاظ على نظام أو تماسك المجتمع" .. تتحقق هذه السيطرة في مجتمعات الذنب بخلق و تكريس مشاعر الذنب و توقع العقاب سواء في هذا العالم أو بعد الموت عقابا على سلوكيات أو أفعال معينة , أما مجتمعات العار - الشرف أو الخجل فهي تعتمد على مشاعر الخجل و التهديد بالنبذ الاجتماعي .. ثقافة العار - الشرف تقوم أساسا على المظاهر و على تواطؤ الجميع على الاستسلام للقيم السائدة مهما بلغت من تفاهة و مهما كانت درجة اقتناعهم و التزامهم بها في الواقع .. يعتبر كثير من الأنثروبولوجيون الثقافيون مجتمعاتنا , المشرقية و العربية إسلامية أو مسيحية , مجتمعات قائمة على العار - الشرف و مركزية مشاعر الخجل في مقابل المجتمعات الغربية التي تستخدم آليات الذنب الشعورية و التهديد بالعقاب للسيطرة على الفرد .. و طالما أن الأفراد في مجتمعات العار - الشرف مستعدون لفعل أي شيء "للحفاظ على شرفهم" أي على المظاهر المرتبط بقيم و فكرة العار - الشرف فإن السائد بين الأنثروبولوجيين الغربيين أن هذه المجتمعات أميل للعنف .. أما النوع الثالث من المجتمعات : مجتمعات الخوف , فهي تلك التي تقوم على الخوف من العقاب و العنف المباشر .. كي نفهم الفروق بين هذه الثقافات و الجماعات يمكن أن نتصور الفرد في المجتمعات الأولى و هو يتساءل قبل أن يقوم بأي سلوك : هل سلوكي "صحيح" أم لا , بينما يتساءل الفرد في المجتمعات القائمة على ثقافة العار - الشرف : هل سأجلب العار على نفسي بتصرفي هذا و كيف سينظر إلي الناس , أما الفرد في المجتمعات القائمة على الخوف فيطرح سؤال وحيد في كل الأوقات : هل سيضربني أحدهم إذا قمت بهذا ؟ .. أحد "بدع" الأنثروبولوجيا الثقافية الغربية هو مفاضلتها بين آليات سحق ذوات الأفراد و تدجينهم : أن الروبوتات , الماكينات , أو المسخ التي تنتجها آليات التهديد بالعقاب و مشاعر الذنب أقل عدوانية و عنفا من الروبوتات التي تنتجها ثقافة العار - الشرف .. يقول الأنثروبولوجيون الغربيون أن مشاعر الذنب تترك هامشا ما للفرد كي يتحاور مع المؤسسات العقابية و يقاومها أحيانا , كي يتنفس و لو بعضا من فرديته , فيما تسحق مشاعر العار - الشرف - الخجل أية قوة و استقلالية خاصة بالإنسان و تسحقه و تتركه عاريا , مهزوما من داخله .. إن الخوف من العقاب لا يمكن أن يقارن كقوة تدجين و رعب بمشاعر العار و الخجل .. لكن إذا تركنا الروبوتات في الغرب سعيدين باكتشافهم هذا و انتقلنا إلى شرقنا يمكننا القول أننا نعيش اليوم في مجتمعات يوحدها الخوف من العنف العاري , من الاستباحة المحتملة في أية لحظة .. و إذا لاحظنا أيضا أن المشروع الإسلامي يقوم على إعادة الاعتبار لثقافة العار - الشرف , كان من المنتظر من هؤلاء أن يعودوا بنا من مجتمعات الخوف القائمة إلى مجتمعات العار - الشرف - الخجل السابقة , الماضوية , على اعتبار أن مفاهيم و مشاعر العار - الخجل هي "أصيلة داخلنا" , جزء من "هويتنا" الخ , كما يقول الإسلاميون و من يلف لفهم .. لكن ما رأيناه في الممارسة أن الإسلاميين هم أيضا يلجؤون لثقافة الخوف التي زعموا أنهم يمثلون نقيضها و أنهم يعيدون تأسيس جماعاتنا "الأهلية" على أساسها .. كل ما هنالك أنهم يستخدمون ثقافة العار - الشرف - الخجل في إنتاج نوع جديد من الحرس - العسس - الجلادين ليمارسوا عن طريقهم ثقافة الخوف و الإكراه المباشر على الآخرين ... و نبقى حائرين , بين ثقافات الخوف السائدة أو تبني آليات جديدة للاستلاب و القمع "أكثر عقلانية" و "أقل عنفا" أو "العودة إلى أصالتنا" المتمثلة في ثقافات العار - الشرف - الخجل و إعادة إنتاج جماعات من الروبوتات التي لا تجيد إلا السمع و الطاعة , و القتل أو الموت , إذا صدرت الأوامر ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العربية المعاصرة : ثقافة من دون سوبرمان
- نقاش في صفات الله و أسمائه الحسنى
- السلطويون
- بين القطيع و الفرد
- في انحطاط المعارضة السورية
- ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية
- الفرص الضائعة
- الأناركية كلاحاكمية
- التسيير الذاتي للعمال - وينتر جونز
- رسالة إلى محرري جريدة ليبرتي – ميخائيل باكونين
- هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية
- دعوة من أجل أسبوع عالمي للتضامن مع السجناء الأناركيين 2017
- بين موت البوعزيزي و بوابات الأقصى الالكترونية
- عن الجيش اللبناني و المصري الباسلين


المزيد.....




- مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق -الهوية المعمارية- لبلاده ...
- مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق ...
- إيران وإسرائيل: جهود التهدئة تسابق الطائرات والصواريخ
- خبير عسكري: إيران تعتمد مناورة صاروخية ذكية والمفاجآت معياره ...
- إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإ ...
- إسرائيل.. 30 ألف مطالبة بالتعويض جراء هجمات إيران
- محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا ...
- الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
- لقاء جنيف.. ماذا بجعبة الترويكا لخفض التصعيد بين إيران وإسرا ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: شركة الطيران العالمية إيزي جت ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن