|
المغاربة يبدعون وينتصرون
عبد الجليل موراق
الحوار المتمدن-العدد: 5933 - 2018 / 7 / 14 - 21:56
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
استطاعت فرنساالإستعمارية قبل هروبها منا لمغرب يوم 18نونبر1956ان تورث خلفا وفيا لها لتسلمه الدولة والوطن وهياكليهما، ورث الخلف كلما كان مباحا لها وحلالا عليها إبان عقود الاحتلال المدمر للانسان والمجتمع المغربيين. هذا الوريثا لغيرالشرعي استحق منها اختياره كورويث اعترافا منها له بكل الخدمات التي قدمها لهامن تآمرومعلومات وتجسس وتعاون وغدر وخيانة لوطن وانسان آواه واحتظنه، هذا الوريث المتبنى- مجموعة من العائلات المتنفذة اليوم والمتغلغلة في كل دواليب الدولة -،قال وفعل ونجح في بناء امبراطورية قوية متماسكة صلبة ذات طابع منظم وموحد بمصير واحد، دفاعا عن مكتسباته ومصالحه في مواجهة شعب منهك من الحروب والقتال ضد المحتل الفرنسي. قال وفعل ونجح في بناء شبكة اخطبوطية من العلاقات منها مع القصر، اصبحت مع مرور الوقت علاقة عضوية واستراتيجية، منتظمة ومتدحرجة لافكاك عنه اولاتقدم فيها لأحد عن الاخر بل يحكمها التنسيق والتعاون والاستفادة المتبادلة. قال وفعل ونجح في تعبئة وتعليب وتدجين واستمالة الأثرياء الجدد والمتملقين والحالمين والحاقهم بمعسكره وتكناته الطبقية وأهواءه ومصالحه كأدوات وخدم وتبع وجواسيس، منخرطين اراديا في العداء للقاعدة الشعبية... قال وفعل ونجح في بناء قواعد ارتكاز نضالية وبنى للاشتغال ضد المغاربة لبسط سيطرته على القرار والمبادرة، وعلى الأمن والقضاء والسجون، والاستحواذ على مجالات المعلومات والاتصالات والمصارف وطرق جمع الاموال، مما مكنه بسلاسة من ادارة الصراع وصنع السياسة بلعبة ا لانتخابات ومشروعية التحدث باسم الوطن والمواطن . لكن وبالرغم من قساوة خصومه وشراسة اعدائه وحجم الحشود المتربصة به، استطاع الشعب المغربي وبعفوية عميقة وتلقائية ايثارية ان يختاراخيرا الجواد المناسب للتسابق الغيرالتقليدي في صميم مضمارهذا اللقيط ومجال تفوقه الذي هو الاقتصاد والمال، لتجاوز الخط الانهزامي الذي يسكنه والقبول بما يمنح له على عادته بل والنجاح فيما فشل فيه وكلاء فرنسا النجباء من محاولات قتل روح التضامن والتعاون والتماسك والايثار، تدمير الموروث الشعبي الاخلاقي النبيل والهياكل التربوية الفطرية داخل نسيج الاسر المغربية، تفكيك المجتمع وافلاسه وجره ا لىقيمهم الفردانية الانانية الاهوئية الاستهلاكية، نعم نجحوا في اعادة اكتشاف سلاح المقاطعة الفتاك الموجه لبوصلة الصراع على النفود والقرار، نعم نجح ابناءنا في ارساء قواعد لعب جديدة ضد محظوظي الوطن، نعم نجحوا في كسر نمطية الصراع الطبقي ومابعده من ارتدادت ايجابية خالصة، نعم نجحوا في فهم جوهر الصراع وعناصره وأطرافه وتداعياته وتأثيراته على المستقبل والمصير، نعم نجحوا في توحيد واطلاق الاشباح الزرقاء المخيفة من قمقمها، نعم نجحوا في توجيه السهام الفعالة الى سلاحهم المالي الفتاك المتحكم في البطون والرقاب، ، نعم نجحوا في الافلات من عصاهم الغليظة المثمتلة في الاعتقالات والاختطافات والمحاكمات الصورية والسجون، نعم نجحوا في تمييز الخصوم والاعداء ولفض العملاء والمتعاونين والمدعين من طبقتهم، نعم نجحوا في تجاوز الوكلاء معطلي آليات التغيير بالداخل والوصول لاتباع أصحاب القرار بالخارج، التي هي من العلامات الفارقة في الصراع العلني والخفي مع الرأسمال والاثرياء وعلامة على نهضة مجتمعية مغربية مختلفة، نعم نجحت المقاطعة هذا المولود الجهنمي دون ذعر او استخفاف من احداث الصدمة الموجعة في معترك أعداء الشعب، وأفقدته القدرة على الامتصاص والاستعاب والحلول المتهالكة القديمة من تلفيق التهم وماشاكل. نعم نجحت في تغيير موازين القوى وتجاوز الملفات الرسمية المستهلكة، التي كبلته لعقود وأغشته وحورته عن التعاطي مع الملفات الحقيقية الصميمية القادرة على التغيير الجذري، ليصل الي فهم المعادلة وتفكيكها واستنهاض عطاءه وابداعاته الغيرمحدودة، نجح شعبنا في كشف عورة حكومته ومسؤوليه، ودرجة كرهها له ولمصالحه، ودرجة تواطؤها مع اعدائه وخصومه حتى مصاصي دمه الغرباء - تعويضاعن خسارة الشركة الفرنسية للحليب نتيجة المقاطعة تم اعفاءها من الضريبة بجر ةقلم - نعم انتصرنا وانتصاراتنا اصبحت ككرة التلج. في صراعنا الطويل مع أدوات فرنسا في الداخل، لاحدود لصبرنا وتحملنا، لأنه صراع المصير، لامجال فيه للتراجع اوالاستسلام، انها قضية وجود وحياة، نقول هذا لأنهم يرفضون الشراكة في الوطن، يصرون على اختطاف قضايانا وقراراتنا، يصرون على جشعهم وتوحش رأسمالهم، يصرون على قتل كل بادرة تفاعل اجتماعي بناءة، يصرون على أن يظلوا أوصياء علينا ومعاملتنا كقاصرين. في انتظاراسلحة اكثر ايلاما سنظل مقاطعين ومنتصرين حتى تتكسرالظوابط التي صنعوها، ونقول لهم علموا وجندوا من خاننا كما شئتم، فسنظل نقاطعكم و نقاطعهم، بعد ان سرقتم أحلام أطفالنا، لم يعد لدينا مانخسره، بعد عرسكم الكاثوليكي بين السلطة والمال
#عبد_الجليل_موراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برقية الى المعارضة السورية
-
حقائق قتل القذافي
-
المرأة العربية لاتستحق الورد
-
نكد المسلم الذي لاينتهي
-
المسجد أو الخمارة 2
-
المسجد أو الخمارة 1
-
سوريا بعد البعث
-
الشبيحة تتفوق على الكتائب في : من سيقتل المليون..؟؟
-
بشار يقتل أبناءه حتى في باريس
-
هل ينجو المغرب ؟؟
-
عذرا للديموقراطية المغرب اسثتناء
-
الأنسان هو الأسلوب يا وفاء
المزيد.....
-
ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
-
الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة
...
-
بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
-
مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم
...
-
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
-
س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا
...
-
النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
-
الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|