أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الجليل موراق - المسجد أو الخمارة 2















المزيد.....

المسجد أو الخمارة 2


عبد الجليل موراق

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 20:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سئل مرة أحد الاسكيمو : فيــــــــما تفكر ؟؟ فأجاب بتلقائية مثيــــرة و علامات الفرح بادية عليه :
لمـــــاذا أفكر وفي مطبخي ما يؤكل !!!
أخونا الاسكيمو طبيعي في ردة فعله و عفوي في جوابه ، لايتكلف . لا يعنيه هرم ماسلو ودرجاته . لا يحرق أعصابه لشكل الكون و لونه وخلقه و خالقه وحقيقته ومصيره و مآله وعودة المسيح و ظهور المهدي والارماكيدون (حرب الله ضد الاشرار في نهاية العالم ) . الرجل فرح مرح لأنه أدى واجبه اليومي المعيشي و أسعد من حوله ووفر لبيته و ابنائه حاجياتهم . الرجل لايبحث عن فهم مصير ونهاية الحياة ، بل يمارس الحياة . يعيشها لا يفسرها ، يتنفسها لا يصفها ، يكتبها كل يوم لا يرويها. الرجل سعيد في جلبابه لأ نه واقعي في قناعاته و منسجم مع ذاته ينظر الى الحياة كما هي و يتعاطى معها كما هي . يحبها و يقبل عليها لا يحذر ويحتاط ويخاف منها. لا ينتظر من قناة انا السلفي ومحمد يعقوب والشيخ الطنطاوي وسيد قطب و الخميني والملالي و القرضاوي وابن تيمية و المودودي " فهرس طريقة الاستعمال" : كيف يأكل و يشرب و ينام ، من ينادي ومن يعادي من يصادق و من يفارق من يسامح ومن يقابح ، من يحب و من يسب و........كيف يقبل زوجته الجميلة . ( يفتخر الشيخ الشعراوي الذي احتكر التلفزة المصرية 40 سنة في أحدى حواراته أنه لم يقرأ كتابا واحدا منذ أربعين عاما لأن كل شيء في القرآن فذكرني بأول مرة وصل التراكتور الى قريتنا و كيف تحلقنا حوله ننظر الى هذا العجب العجاب ، و قضينا يومنا كاملا نلهت ركضا وراء عجلاته العملاقة بكثير من الاسئلة في رؤوسنا الصغيرة . وفي المساء عدنا الى بيوتنا منهكين من كثرة الركض ولما عاد الرجال من المساجد بعد صلاة العشاء حكوا لنا أن الامام قال لهم أن صنع و قيادة ذاك العجب العجاب مذكور في القرآن و لو جاء من اليابان . و كم تمنيت لو كان قرآننا مكتوبا باليابانية لأصنع تراكتورا أركبه أنا و أخوتي و أبناء القرية ) .
أخونا الاسكيمو لا يبحث عن الصعود الى السماء السابعة ليجد للحياة معنى .الحياة يسكنها ويشعر بها ومعناها يلمسه كل يوم . الحياة هي الحياة . لا يتمسح باعتاب الاضرحة و الحسينيات و المعابد و كل بيوت المسكنة الزائفة المزيفة التي يدخلها اخواننا بحثا عن علاقة حميمية باطنية وهمية مع الحياة وهروبا من وحدة كونية قاتلة............ وخوفا من ملاحقة النوايا والأفعال . فأنت لاتبحث فقط في المكان الخطأ بل أكثر ، إنك تعتدي على الحياة و ستقتلها ، وتضطهد المعنى و ستفسده . قبلك بحث موسى عن الحياة في معابد فرعون و شعبه فخذلته فرفضها و قاطعها و ألحد فأسس له حياة تستجيب له وينسجم معها . نفس السيناريو تكرر مع عيسى ، فهم أن معابد أهله تقتل الحب و الحياة فرفضها و قاطعها وألحد وأسس ديانة وحياة جديدة تناسبه مبنية على الحب . نفس التجربة عاشها محمد ، ألحد و ثار على دين و حياة قريش وأسس دينه و حياته و أعطاها معنى . موسى و عيسى و محمد فهموا معنى الحياة فثاروا على معابد أهلهم و أناشيدهم الميتة . وعاشوا حياتهم كما أحسوها و فهموها و كما ادركوها و أرادوها . حرة صادقة منسجمة متماسكة . فأصبحوا أول الملحدين الذين يحتفى بهم . ولهم أتباع يجاهدون الى اليوم لفهم الحياة و الاحساس بها كما فهمها وأحسها موسى و عيسى و محمد . يا اخواننا هذا الاجهاد بليد ومجاني ، إنه عين المستحيل و الحرام لسسب بديهي : ذاتك ليست ذواتهم و أحساسك ليس إحساسهم أدراكك ليس ادراكهم امكاناتك ليست امكاناتهم وسياقك ليس سياقهم .........حياتك ليست حياتهم .
البحث عن معنى الحياة خارج الحياة ، غباء شديد الخطورة وبلادة شديدة العفونة . الحياة انثى ، حلوة محجبة و جميلة ، بس نفهمها . مهادنة و مسالمة ومغرية ، تستحق العيش و التجربة و البحث و التنقيب في زواياها و مخابئها وتفاصيلها و متاهاتها و مفاجاتها وأعماقها . لا قيمة لها و لا لإغرائها بدون إعجابنا ووسواسنا و فضولنا . بدون فضولنا للاندهاش والتعحب والتقرب و التعرف والاكتشاف و التعايش تشيخ و تتلاشى و تنتهي و تموت . لذلك الانسان هو الفضول ، الفضول المعرفي والحياتي . لا قيمة للحياة بدون فضول لا محدود ، الحياة بلا فضول و سؤال و بحث و تقصي و اكتشاف ، كرجل قوي عريض المنكبين مفتول العضلات بقوة 360 حصان ، يعشق النساء و لكنه مخصي . كالغزلان الجميلة السريعة الجذابة و لكنها جبانة تختبئ بين الاشجار ، كالاسود المرعبة المخيفة التي تزأر بلا توقف و لكنها في أقفاص يتصدق عليها الاطفال وزوار الحدائق . الحياة أكبر من الحب تدوس الموانع و الحدود . لا تعترف بالخطوط الحمراء أو السوداء أو الصفراء . لا مكان في الحياة الحرة الحقة لجدار وحد و مانع وقف و توقف و احذر و مكروه و ممنوع و محرم ... في الحياة الحقة ، كل ما يبدو حقائق يحتمل التشكيك و كل مايبدو ثابثا يحتمل التحريك . لا حقائق دائمة و لا مقدسات معصومة ، لا مكان لا للمخصص ولامكان للمقدس .أنت الانسان الطبيعي العاقل الواعي هو المحك ، اليومي المعيش هو الحلبة ، الارتواء هو الهدف و الانسجام مع الذات هو السعادة ، و ما تبقى زبد و رماد تبني به العناكب والالهة أفخاخا للضحايا المغفلين والتائهين والخائفين والغرباء و ضعاف النفوس . العقل دائما ينتصر على الخرافة ، ولا تبدأ الخرافة إلا حين يعجز العقل ، حين يموت الفضول و السؤال الذي هو زبدة و دور وجوهر العقل . لا حدود للعقل إلا في الحسينيات و المساجد و الكنائس والمعابد ودور المبشرين و المقربين والاولياء و الصالحين و تجمعات الاديان حيث الراحة و السياحة و الانتظار .
إن الحياة أنثى والتدين و التطرف والغباء والتعصب و العنف و القتل ذكورا عفنة منفرين تافهين .إن السعادة أنثى و الحزن و البؤس و اليأس ذكورا سفلة معتوهين .إن الحرية والتضحية و الشهامة و المشاعر و الاحاسيس و القوة و الحقيقة والطبيعة إناث والاصطناع و النفاق والانبطاح والانتظار والغيب والغدر و الكبت و الحرمان و الضعف و العجز و الانتحار و السيف و البارود والمسدس ذكورا قتلة مجرمون ........
إن البحث عن تفسيرالحياة التلقائية الطبيعية العفوية خارح ذاتك العاقلة الواعية المفكرة الحرة هبل و غباء وتحشيشة مدرحة مضروبة مسمومة مضرة قاتلة . الحياة الحقة هي ذاتك التي تنتمي إليها و تنتمي أليك، هي جزء منك و أنت جزء منها ،هي أنت و أنت هي ، أنت دونها بعد وحرمان وغربة و هي دونك فراغ و انتظار وشغف . بمجرد ما تغادرها تناديك بصوت ملائكي مهيب لا يسمعه الا أنت ، شوقك اليها قسوة لا تنتهي وحاجتها أليك ألم لا يتوقف ، تتنفس منها الحياة و تتنفس منك الوجود . لا قيمة لحياتك بدونها و لاحياة لها بدونك . إنها معادلة جبروت الوجود و سلطة متوالية حتمية الطبيعة . أنظر الى جسدك ، كل الندب الي به تقول لك ان ماضيك ليس حلما و لا قبرا بل حقيقة واقعة . أنظر إليها والمسها وابتسم لأنها حقيقية ودليل شامخ على انك موجود محسوس والان ، يمكن تعريفك و تحديد خواصك و أبعادك والتواصل معك . ليس كما أو كمن نعرفه بالكمال المطلق لأنه غير محسوس و لا موجود و لاخواص ولا أبعاد له . التعريف يستلزم الوجود أولا ، كيف أعرفك و أنت غير موجود .فأنت كالرخ و زرقاء اليمامة وجحا بغداد و جحا مراكش و تنين الصين وعوج و بابا نويل و نيكولا المقدس والفتاة الطيبة زوجة جوزيف النجار مريم العذراء وآلهة اليونان ، كلها أساطير و حكايات لذيذة تطرد الارق و تستجلب النوم . غير موجودة الا في المخيال الشعبي الديني الغبي المتوارث . الحقيقة الحقة المطلقة التي تستحق العبادة و التبرك و الايمان الاعمى فوق هذه الارض هي أنت و انا . لسنا خيال أو حلم أو اسطورة .نحن حقائق تسير على قدمين ، تصرخ : نحن هنا و نتحدى و نفتخر . إن الحلم و الاسطورة و الوهم و السراب و العذاب هو أن تبحت عن حياتك في القبور ، في حيوات الاخرين الذين ماتوا و انتهوا : اسحاق وعيسى و بول وماثيو و لوك و يوسف ومحمد و زينب عمر و عائشة و علي و فاطمة والحسن و الحسين و و........رحمة و فضيلة أن بن لادن ليس له قبر . الذي يبحث لحياته عن معنى في التقيد بتعاليم سفر التكوين والبقرة ورسائل تيموتي وكل " طريقة الاستعمال " ينتحر كل يوم و يقتل الحياة كل لحظة . إذا كنت تحب موسى أو عيسى أو محمد أو جميعهم ، فاصنع ما صنعوا و قاطع معابد أهلك وأضرحتهم وطلاسمهم . و أصنع لك حياة حقيقية غير مصطنعة تستحقك و تستحقها ’ حياة تنسجم معها وتنسجم معك . جميلة حرة واعية صــــــادقة كل الصدق ، مــغرية كل الإغــراء ككأس نبيذ فرنسي لذيذ . أو على الاقل عش حياة طبيعية عفوية كأخونا الاسكيمو .
يتبع


تحية شوق صادقة الى ذ المهدي أمكور.



#عبد_الجليل_موراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسجد أو الخمارة 1
- سوريا بعد البعث
- الشبيحة تتفوق على الكتائب في : من سيقتل المليون..؟؟
- بشار يقتل أبناءه حتى في باريس
- هل ينجو المغرب ؟؟
- عذرا للديموقراطية المغرب اسثتناء
- الأنسان هو الأسلوب يا وفاء


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الجليل موراق - المسجد أو الخمارة 2