أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الجليل موراق - الأنسان هو الأسلوب يا وفاء














المزيد.....

الأنسان هو الأسلوب يا وفاء


عبد الجليل موراق

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أدارت الأم رأسها في انفعال غير خفي يمنة و يسرة بحثا عن مغيث .أعياها الطفل الوسيم الذي بين يديها و قد ملأ الدنيا صراخا . كل حيل الشياطين البيض والصفر لم تثنيه عن العويل . تعبت الأم الشابة الحنون و تعبت ثم أرهقت .شعرت بالحرج والضيق و الضيم .الركاب ينظرون إليها في تأفف واضح . لم تجرؤ آن تطلب من أحد شيئا . بل ممن ستطلب ..؟؟ ليس في الحافلة غيري وجند طالبان " زملاء الانترنيت الذين هداهم الله " كما يقول نضال نعيسة.اللحى الكثة العفنة و الزي الخونجي القصير المزركش بخرائط طبوزيتية , يمسحون بها العرق حين يعظون والمني حين يحتلمون .لا أمان لهؤلاء .لن يعرف المرء ردة فعلهم لو تجاسرت وطلبت ,وهي الفاجرة الفاسقة الزانية بنت الزانية لعنها الله وملائكته و رسله . مسحت الحافلة جيئة و ذهابا , لا مغيث يغيث. لجأت للأسلوب الرامسفيلدي " الضرب المبرح ". حين يعجز العقل يبدأ العنف ,رحم الله ماركس و أسكنه فسيح جنانه مع الشهداء و أولياء الله الصالحين .تعالت صرخات الطفل الوسيم ,امتزجت دموعه بلعابه . توقفت الحافلة في محطتها قبل الأخيرة ,لم يجرؤ أحد على الانضمام إلى الاجتماع الطالباني المصغر في قندهار المتنقلة . الجميع يعلم أن هذه ساعة مرورهم و أن هذه حافلتهم التي ورثوها عن جدهم الأكبر عبد مناف . من وسط الجماهير المتراجعة ,اندفع شاب حليق الذقن ,أثار النعمة تعلو محياه , صعد واثق الخطى يسبقه عطره المدغدغ .كم تمنيت أن يناصفني مقعدي لعل أنفي يحظى بنصيب من العطر الذي صنعه الكفرة بالله في باريس أو ضواحيها.اللهم لا تحرق زرعهم لأنه مقر عمل أبنائنا في المهجر حين تدور عليهم النائبات . لكنه فضل الأم الحنون وركبتيها الدافئتين لعلها أقرب إليه منا نحن :جند طالبان و أنا. مد يده للطفل الوسيم بحب مبالغ فيه.باحت له الأم بعذاباتها اللامتناهية .أنصت متقمصا كاد يبكي لولا فضل الله و رحمته.أردف وقد أخذته الشهامة العربية :بس هيك ؟؟ اقترب من وجه الطفل الملائكي بعد أن قطب حاجبيه و كشر عن نابين صفراوين : اخرس يا كلب أو لأسلخن أمك واللي خليفوك؟.؟؟؟؟؟ هذا هو حالنا يا دكتورتنا بالتمام و الكمال لا إفراط و لا تفريط . حين حللت على فيصل القاسم ضيفة فرحت كثيرا وكنت غاية في البساطة وآية من الجمال السوري الأخاذ .قلت لوحدتي : بلا صراع حضارات بلا زفت . انظر إلى تكامل الحضارات و تناغمها.إنها أمريكا الحبيبة :العقل و العلم والاتزان ,الدليل و الحجة و البرهان .وما إن أطلق فيصل صافرة الانطلاقة حتى رأيت طالبا من غير أذقان , هذا ما كان . قلت لابأس إنها طبيعة المواجهة مع المدافع الطالبانية ولابد من خسائر جانبية .هربت إلى الحوار المتمدن أدام الله عزه ونصره على أعداء الدين .فلم أجد غير المزيد من الذبح والسلخ.لم أرى يوما هكذا أمريكا . ما هذا بنهج أمريكا ولا منهجية أمريكا ولابيداغوجية أمريكا ولا ديداكتيك أمريكا .....ليس أسلوب أمريكا . أمريكا لا تشتم ولا تظلم ولا تزبد ولا ترعد ولا تعد ولا تتوعد. ماذا أقول لأبني حين يسألني والخبر السيئ ينتشر بسرعة "القمامة في كتبكم و....و....و....و.."ماذا لو سألني كيف قالتها ؟ بالهجوم المضاد.رحمك الله يا فرج فودة كانت كلماته كالقبل الفرنسية لا يشبع منه أبدا .التغيير يا سيدتي , التي ترى الله و هي طائرة, نحو مجتمع منفتح ديموقراطي يراعي نصيب أجياله القادمة في مخططاته الثلاثية و الرباعية والخماسية و.....العشرية لا يبنى بالسب واللعن و فضح العورات . حين أطلع ما تكتبين لا أجدني غير أمام واعظ ديني مرتد عن دين آبائه الأولين.ولا أدري إن كانت عقدة الولاء القديمة لازالت تسكنك وأتمنى صادقا ألا تكون لكي تقفزي على سلاحهم الرخيص . التغيير يا سيدتي يأتي بدم بارد لدرجة الموت هكذا علمنا التاريخ .الوطن فكرة الوطن أسلوب والإنسان هو الوطن ليكون الإنسان هو الأسلوب.

يقول دوستوفسكي في كتابه القديم : الجريمة والعقاب "السعيد هو الوحيد الذي من حقه أن ينصح "ولأني لست سعيدا لدرجة النصح أقول انها وجهة نظر..



#عبد_الجليل_موراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالخطوات بسهولة.. تردد قناة طيور الجنة الجديد علي القمر الصن ...
- TOYOUER EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ا ...
- أنس بيرقلي: الإسلاموفوبيا في المجتمعات الإسلامية أكثر تطرفا ...
- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الجليل موراق - الأنسان هو الأسلوب يا وفاء