أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تلاميذ المدرسة ومديرها ...














المزيد.....

تلاميذ المدرسة ومديرها ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيداً عن التفكيك البنيوي والمركب والبلاغي ، ولكي نسهل تظهير الصورة ، سنشرح الخلاصة السورية بطريقة ابسط من المبسط وايضاً بالمفيد المختصر ، عندما تجرأ بعض تلاميذ المدرسة عَلى قول جزء من الحقيقة لمديرها ، اشتاط غضبه كالمعتاد وأخرج السكاكين والبنادق ثم أرسل في إحضار أهل منطقته وصبوا جميع أشكال التعذيب والقتل على المتجرئين ، تنافرت الدماء في كل مكان وبات المشهد أقرب إلى قيامة مصغرة ، الذي استدعى استنفار جيران المدرسة ، بل أيضاً من هم أبعد قليلاً استنفروا ، وهمُّوا جميعهم لنجدت التلاميذ وأهليهم الذين فزعوا لنجدة أولادهم ، وبعد من الخذ والهات تبين بأن مدير المدرسة قد عيُن في منصبه بشاهدة مزورة وبتواطوء وزارة التعليم العالي ، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد ، تدخلت مدارس إقليمية وأخرى عالمية من أجل نجدة المدير ، مما زاد الصورة سوادً وخُلط الحابل بالنابل ، ولم يعد يعرف مين مع مين ، وبعد استباحة الإنسان والجغرافيا تبين بالجرم المشهود ، كون الجرم شوهد ارتكابه أثناء حدوثه وعند انتهائه ، أن الجامعات الدولية ، كانت ومازالت تدافع عن شهادة مزورة من أصدارتها ، وهذا كلّف تلاميذ المدرسة مايقارب ل 500 الف قتيل و18 مليون لاجىء ناهيك على تدمير البلد والمعتقلين والجرحى .

وبعد كل ما جرى ، مطلوب الآن عودة التلاميذ إلى المدرسة الذي مازال ابو شهادة مزورة يديرها ، وهنا يتوقف المرء ، ويلقى نظرة طويلة في السماء ، ويتساءل ، ألم يكن شعار الأول للانتفاضة السورية ، ما لنا غيرك يا الله ، ويا الله القصة طالت وضاقت على التلاميذ ، معقول يارب وهذا بين وبينك ، هؤلاء التلاميذ ما بيستاهلوا مدير جديد أو ما بيستاهلوا أصلاً يتعلموا ، سبحان حكمتك يا الله ، قربت أرحل عن الدنيا وهالحكمة عصية على الفهم ، لكن المفارقة القاتلة ، اذا كانت جامعات الدولية دافعت عن شهادة مزورة قد أصدرتها بهذه الطريقة ، فكيف سيكون دفاعها عن شهادة إسرائيلية ايضاً مزورة لكنها تعتقد بأن الموت في سبيلها يعتبر مقدس .

خططت ونجحت الجامعات العالمية بطرد حتى الآن ، ثلاثة شعوب أصيلة من أرضها ، فلسطين والعراق وسوريا ، وهذا يكشف عن خطأ استراتيجي في تفكير شعوبها ، لأن كان الأولى ، إدراك مسألة غاية من الأهمية ، بأن التغير لا يتحقق في الداخل قبل معالجته في الخارج ، فقد خسر شعب فلسطين جغرافيته وجاؤوا بشعب أخر تماماً كما حصل في العراق قبل قليل والآن في سوريا ، وهذا يطلق عليه ، التجانس الفكري للوصول إلى التجانس الجغرافي والمعتقدي ، بالرغم من الاختلاف بالشكل ، لكن الجوهر يحمل الكثير من التقارب ، أي أن ، فكرة التجانس التى طرحت في سياق مقاوم وعلى شكل محلي ، لَيْسَت قومية ، بل ، هي قابعة في الجامعات الدولية ، وما قيل في دِمَشْق ليس سوى تكرار ، مصدره خارجي ليس محلي ، ويبقى السؤال على من سيأتي الدور لاحقاً .

بل يصح التنبيه ، أن حصيلة الانتفاضات العربية ، أظهرت بشكل جلي ، أن التزوير كما يبدو افقياً ، كيف لا ، والعرب في جميع مناحى الحياة فاشلين ، لم يسجل التاريخ الحديث انتصار أو فوز واحد ، منذ 88 عام والعالم يركض وراء الطابة من أجل نيل كأس العالم بما فيهم العرب ، وبالرغم من الأموال الهائلة التى تُنفق على المرافق وإعداد المنتخبات والفرق ، اخفق العرب في الحصول على الكأس حتى لو لمرة واحدة ، ايضاً على الصعيد العسكري ، بالرغم ان العرب ، الأكثر ارتداءً بين شعوب العالم للزي العسكري ولديهم أعلى نِسب في حمل الرتب والنياشين ، لم يسجلوا انتصاراً واحداً ، بل ينتقلوا من هزيمة إلى أخرى ، بل لم يضيفوا إلى التصنيع العسكري برغي واحد ، والملفت في كل ما أسلفناه ، وكما هو معروف عن سرد العرب للحكاية ومهارة لغتهم وتاريخهم الشعري ، لكنهم اخفقوا في إيصال رواية واحدة تكون جديرة بقراءة قراء العالم ، وهذا ينطبق على الطب والتعليم والزراعة وحتى الجنس ، العرب أكثر الشعوب تثرثر حوله ، لكنهم أكثر الناس فاشلين في ممارسته ، وحقائق مثل هذه ، بالطبع لا تطمر بدورها حقيقة لامعة ، بأن العربي ليس سوى نسخة رديئة للأسف عن العالم المتحضر ، بالرغم من حضارته العريقة ، وتبقى مفارقة المفارقات ، الكل يتباهى بما لديه ، قدم كروية ذهبية وعسكري مزلزل وروائي قمري وطبيب جراح وحنجرة ذهبية وابو العبد الجنسي، وهذا بالطبع ليس بؤساً أو ضحكاً ، بل هو شكل من أشكال العجز في وقت تبددَ الكلام ، فعلى من تتباهوا ، ربما على عمال النظافة . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحباني من خشبة المسرح إلى أرصفة الفتاحات ...
- الخطاب الثوري التضليلي ، إيران بين الأداء الخفي والطموح الكو ...
- من سيكون الحاكم الفعلي للعالم ...
- حان وقت رحيلك بوتفليقة ...
- أين يكمن الفشل بالإدارة أم القدم ...
- من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..
- العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
- رسالة إلى الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن ..
- الحرية والخبز ...
- من يحدد الرحيل أو البقاء
- مفارقة بين من عرف قدره ومن يخون صوته ..
- إيقاع المسحراتي واخر مطبلاتي ...
- دول فاضلة وأخرى شريرة وواحدة بينهما فاصلة
- تحديات تنتظر سعد الحريري / أمل بين حقول من الكاذبين ..
- الشرق يغرق في التقليد والأمريكي يركض في المريخ الأحمر
- العراق بعد تحجيم داعش ونتائج الانتخابات / مقتدى الصدر امام ا ...
- الانتقال بمهارة من تمزيق الحضارة العربية إلى الاسلامية
- يَوْم زفافي للإسرائيليون ومأتمي للفسلطينيين ...
- فضائل تيار المستقبل ...
- تسول شوارعي وأيضاً عقلي ..


المزيد.....




- معارضون خارج المملكة ينظمون مؤتمر -البحث عن الديمقراطية في ا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنى في مستوطنة شتولا شمال ...
- الشورة.. والمصالحة الصعبة
- سويسرا تنظم مؤتمر -السلام في أوكرانيا- وروسيا تقلل من جدواه ...
- فون دير لاين تدعو لاستئناف حل الدولتين
- تجديد واسع في قيادات الجيش الإسرائيلي على خلفية الانتقادات ا ...
- تونس.. إحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة في الإرها ...
- الخارجية الأمريكية تكشف عن مطلبين سعوديين قبل تطبيع علاقاتها ...
- بزعم معاداة السامية.. قمع أمريكي لاحتجاجات طلابية تدعم غزة ب ...
- أردوغان: نواجه ضغوطا من الصهيونية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تلاميذ المدرسة ومديرها ...