أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - أسوار وغيتوات ودعوة الى العزلة














المزيد.....

أسوار وغيتوات ودعوة الى العزلة


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 22:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسوار وغيتوات ودعوة الى العزلة

1 -
في قلب العولمة التي أضعفت حدود الدول محمولة على موجة جديدة من ثورة الاتصالات والمواصلات ، وفِي عصر هجرة الشركات وروءوس الأموال واندفاع إعداد ضخمة من البشر الى الهجرة من دول الجنوب الموبوءة بالفقر والفساد وبالاستبداد الى دول الشمال ، تجتاح بعض الدول رغبة في العودة الى الوراء ، الى عالم بناء الأسوار : هذه المرة حول حدود الدول ، وليس حول المدن كما كان الحال ساءداً في القرون الوسطى ، وما قبلها حتى اقدم مدن دول الحضارات الزراعية كالسومرية والفرعونية والهندية ...
2 -
ترافق خروج أوربا من عنق زجاجة القرون الوسطى بهجوم شعوبها على هذه الأسوار التي كانت تحيط بالمدن وهدمتها في حركة قومية صاعدة انتهت ببناء ما صار يعرف في الادبيات السيااجتماعية : ب الدولة - الامة ...
3 -
بنت الأقوام القديمة اسوارها بهدف توفير الحماية من الغزو الخارجي المفاجيء ، وبنتها بدافع النفور الشديد من بربرية الخارج وزيادة العزلة عنه . والدافع الى العزلة مشحون بنظرة استعلائية الى الذات شديدة المركزية ، ( وليست المركزية الاوربية جديدة على مسامع التاريخ ، فهو شعور رافق كل الأقوام التي حققت فاءضاً في الانتاج وحققت نتيجة لذلك إدارة متفرغة لشوءون المعبد والجيش والكتابة ) ناتج عن إيمان اعمى بأن ذاتها هي الاكثر تفوقاً على ما سواها : عنصرياً ودينياً وحضارياً ، وان الأسوار بقدر ما تصد غزو الخارج تحافظ على صفاء الذات وأصالتها من التلوث نتيجة الاختلاط به : هو الأدنى منزلة في سلم التطور البشري والأكثر شراسة وهمجية وتخلفاً ...
4 -
تعددت أشكال العودة الى الحفاظ على نقاء الذات وأصالتها في الازمنة الحديثة ، فاخذت شكل الانفصال بدولة عن طوفان ديني هندوسي يهدد الهوية الدينية الاسلامية ، على هذا المحور دارت الدعاية في ضرورة انفصال الباكستان الاسلامية عن الهند الهندوسية وحققت ذلك عام 1947 .
تزامن انفصال باكستان الاسلامية عن الهند الهندوسية ، مع سعي الصهيونية الى تحويل الديانة اليهودية الى عرق قومي كمقدمة تمهد بها الطريق الى تكوين دولة قومية ليهود العالم ، وقد ساعد الصهيونية على تحقيق هذا ( الوعد التوراتي ) خطاب عربي يدعو هو الاخر الى عزل الذات ( القومية او الدينية ) عن الاختلاط بالديانة اليهودية للحفاظ على الذات القومية والدينية نقية من تهديد وتلويث الديانة اليهودية لها اذا ما تم الاختلاط بدولة واحدة ...
5 -
أخذ شكل الاعتداد بالذات لدى بعض الدول شكل : بناء سدود وخزانات ماءية تعبيراً عن كرهها لشعوب الخارج ودعوتها الى الطاعة والاذعان لشروطها ، كما في تركيا اردوغان وكما في اثيوبيا سد النهضة ...
6 -
ماذا عن مصير الأسوار التي لم يكتمل بناءها في امريكا وفِي العراق ؟
رافقت الدعوة الى بناء سُوَر في امريكا لغة مشحونة بهجاء الاخر وهجاء الاعراف الدولية : من نقض المعاهدات ( النووي الإيراني ، معاهدة باريس للمناخ والتلويح بالخروج من منظمة التجارة العالمية ) الى الحماءية الاقتصادية كما لو كان الرءيس ترامب رسول القرن 19 لاحياء فلسفة الحماية الاقتصادية التي سادت العلاقات الدولية يومذاك ، وقد ترافق كل ذلك بصيحة ترامب : امريكا اولاً ...
7 -
وافقت على بناء سور العراق على الحدود السورية : لجان ذات تفكير دواويني مبرمج على حل المشاكل والتحديات بيروقراطياً ، وجاء توقيت بناءه في الوقت الذي بدا فيه الشباب الفلسطيني يتجاوز سُوَر اسراءيل بما اخترعوه من طائرات ذات تكنولوجيا خاصة بعبور الأسوار ، فالأسوار الحديثة ( الأسوار حول حدود الدول وليس حول المدن ) لم تحم اسراءيل من جولات طائرات الشباب الفلسطيني ، كذلك لن يحم امريكا سور الرءيس ترمب من هجوم قوة العمل الامريكية اللاتينية لحاجة الاقتصاد الامريكي اليها ، وهي حاجة داخلية وليست خارجية ، اذ بدون قوة العمل الامريكية اللاتينية يتوقف إنجاز خدمات كثيرة ، كذلك فان السوءال العريض الذي يرفع بوجه قادة بناء السور العراقي : وماذا عن الاٍرهاب الداخلي الذي يصنعه يومياً وكل ساعة : منهج في الحكم يقوم على إدارة الأزمات وليس على مجابهتها وإيجاد الحلول لها ، هذا المنهج في إدارة الشأن العام يخرج سنوياً الاف الإرهابيين المزودين بوعي انهم الأفضل دينياً وعرقياً ؟ ...
8 -
الاٍرهاب وعي وموقف داخلي على المستوى الفردي والجماعي ، يلعب فيه الخارج دور العامل المساعد ليس الا ، يأخذ شكله الخطير حين تكون السلطة السياسية وبالتالي اجهزة الدولة طرفاً مشاركاً فيه ، ويمكن اكتشاف ذلك بسهولة من خلال خطاب السلطة السياسي الذي تعممه اجهزة اعلامها ومراكز الأبحاث التي تدعمها ، وقبل كل شيء : من خلال تحالفاتها الاجتماعية . تركز هذه السلطات في خطابها : على تمجيد الذات الطاءفية والقومية ، وليس على تمجيد الانتاج والانتاجية التي ترتبط بهما هوية العصر الذي نعيش ، وهذا التركيز المركزي على الذات وليس على ما تنتجه الذات وتبتكره وتبعده : هو وعي عتيق جداً راود شعراء القباءل اليهودية قبل الاف السنين ، فكتبوا قصائد صناعة ديانة " يهوة " بوحي منه : مفتتحين علاقة خاصة بالرب السماوي ورثتها عنهم الكثير من الديانات والأقوام اللاحقة ، وهي العلاقة التي تقوم على اصطفاء واختيار الرب السماوي لهم : فهم وحدهم الذين يتحدث اليهم ويفاكههم ويحارب معهم ويمنحهم الوعود من دون الناس اجمعين ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1 - من كتاب - في العشق الالهي -
- انظروا في حل مصائبكم عن بديل للتصويت البرلماني
- في العولمة
- استحلفكن ... من كتاب - في العشق البشري -
- يقولون لا تهلك اسىً وتجمل .. امريء القيس
- لست مع او ضد ، انا ضد الحروب جملة وتفصيلاً
- الممثلة الهوليودية : أنجلينا جولي
- سفينة مهاجرين
- من كناب - في العشق البشري -
- صح .. يارءيس وزراء العراق .. انت صح
- من كتاب - في العشق البشري -
- البرلمان العراقي : من تزوير الشهادات الى تزوير الانتخابات
- عادل مراد
- لا عودة الى - جمهورية الخوف -
- التيار الصدري : كما فهمت بعضاً من استراتيجيته السياسية
- نعم ذهبت للتصويت
- هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية
- هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية ؟ الجزءالثالث والأ ...
- هل سأذهب الى للتصويت في هذه الدورة من الانتخابات
- هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية ؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - أسوار وغيتوات ودعوة الى العزلة