لست مع او ضد ، انا ضد الحروب جملة وتفصيلاً

اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5907 - 2018 / 6 / 18 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لست مع او ضد ، انا ضد الحرب جملة جملة وتفصيلاً

الخارجون من الحروب بلا كهرباء وبلا بيوت تليق بالبشر ، وبلا مجاري في شوارعهم تنقل غسيلهم واوساخهم وترمي بها بعيداً ، وبلا مدن ذات حداءق واسعة تغسل العينين من أكداس المزابل ومن عواصف الرمال الصفر والحمر : هم اخر من يتحدث عن شرعية هذا الطرف او ذاك في إشعال حراءق الحروب ...
حرب ميناء الحديدة التي يتواجه فيها العملاقان الطائفيان : السعودية الوهابية وإيران " ولاية الفقيه " ، هي من نوع الحرب الإيرانية العراقية التي ابتدأها صدام حسين عام 1980 ، اذ ظلت تداعياتها تحفر في عمق البنية التحتية الثقافية للناس ، حتى أصبحوا مدججين بوعي طاءفي ، فصلهم عن عصرهم ، ورمى بهم في دهاليز ماض سحيق ، أعادوا قراءة احداثه وخرجوا من هذه القراءة : بوهم القدرة على تحقيق ما لم تستطع تحقيقه تلك الشخصيات القريشية التي تواجهت من اجل السلطة والنفوذ والمال ، في حروب شرسة دامية استمرت خمس سنوات ...
اسهمت الحرب الإيرانية العراقية في بعث أسوأ ما التاريخ العربي الاسلامي : وهو الوعي الطاءفي ، وحققت ما لم يستطع تحقيقه كل انواع الاستعمار : وهو انقسام المجتمعات العربية على نفسها طاءفياً ...
تعيد السعودية والحوثيون في حرب ميناء الحديدة بعث هذا النوع من الوعي الأكثر ضرراً من انواع الوعي السياسية الاخرى على وحدة وتلاحم المجتمعات العربية ، فالعراقي اليوم مع هذا الطرف او ذاك من غير الاسترشاد بما خلفته حروبه الخارجية والداخلية من تداعيات على عيشه الذي تعده المنظمات الدولية أسوأ انواع العيش في العالم على الإطلاق ...
اعرف ان مدن اليمن ستظل على حالها بعد الخراب الشامل الذي ستخلفه هذه الحرب ، سترفض السعودية والإمارات التبرع بدينار واحد في إعمار ما تسببت به حربهم على الحوثيين من خراب ، فبلاد اليمن تضم الكثير من الملل غير الوهابية التي سيحرم شيوخها بفتاو عديدة المساعدة في إعمار اليمن ، وسيلوذ الايرانيون بالصمت ففي اليمن ملل ونحل غير شيعية هي في نظرهم تستحق ما جرى لها وأكثر ...
اما انا فسابصق على هذا النوع من الحروب المتخلفة القاسية الوحشية ، ولن يكون موقفي منها سوى موقف الرفض والاحتقار ...

#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل