أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - هاذا الكتاب.. في السيرة النبويه لهشام جعيط














المزيد.....

هاذا الكتاب.. في السيرة النبويه لهشام جعيط


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5508 - 2017 / 5 / 1 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا كتاب لا يشبه غيره من كتب التاريخ التي قراتها ، فهو لا يتحدث عما وقع بلغة الماضي بل بلغة الحاضر ، انه لا يجر الماضي ويسحبه عنوة الى الحاضر كما لو كان جثة ثم يبدأ بتقويلها على طريقة الماضي الشفاهي : قال فلان نقلاً عن فلان ، عن فلان الى نهاية سلسلة طويلة من الاسناد المشكوك في صحتها ، فقد اسقط البخاري ، أشهر من جمع الحديث مءات الآلاف منها ، فحاولوا علاج هذا المرض باختراع طريقة : الجرح والتعديل ، اي بالمزيد من الشك ، والشك هنا يتعلق بالرجال من الرواة ، اذ لم يتبق احد من الرواة ممن تبدأ بهم سلسلة النسب او تنتهي لم يتم الطعن بأخلاقهم من قبل الملل والنحل المتبادلة التكذيب والتكفير ، فيتساءل المرء بحرقة : أكان رواة الحديث النبوي على هذه الدرجة من الوضاعة ، وهم يضعون الأحاديث وينسبونها الى الرسول ؟
الكتاب يخرج من معركة التكذيب المتبادل التي ما زالت جارية بين فرسان الطوائف ، بالذهاب مباشرة الى الماضي وحواره حوار متلمس لنبضه ، مستمع لايقاعاته ومعاين لتفاعلاته .
وهذا هو الفرق الكبير بين ما قراته من كتب في التاريخ وبين ما فرغت من قراءته تواً .
انت مع الكتاب امام طريقة في السرد لا يقوى على اجتراحها الا من جمع الى معرفته بأحداث الماضي معرفة شاملة بإنجازات علوم عصره الانسانية ، وهو جمع لا يثمر الا في عقل من تمثل هذه العلوم الحديثة وتشربها ، وصارت هي عدته المعرفية في معالجة أبحاثه ودراساته . ولان الكتاب كتاب انفصال وقطيعة مع المرحلة الشفاهية التي تأسست على الظن والشك المتبادل بين معلمي طوائفها ، والتي تتطلب استظهار المعلومات لا تمثلها : فان الكتاب لا يفرض عليك تعريفاً ، فأنت لا تجد فيه تعريفاً للأنثروبوليجيا رغم تلمسك لانتشارها الكثيف في ثنايا الكتاب ، ولا تقرا تعريفاً للسوسيولوجيا رغم انه كتاب في السوسيولوجيا من الطراز الاول ، والشيء نفسه بالنسبة للعلوم الانسانية الاخرى : النفس والاقتصاد والجمال واللاهوت والفلسفة .
عنوان الكتاب ذو دلالة ، فهو يتحدث عن النبوة والرسالة والوحي ، لا كما تحدث عنها أبن هشام في السيرة او الطبري في تاريخه ، او سواهما من كتاب المغازي والطبقات ، وهنا تكمن عبقرية الكتاب : فهو لا يفرض عليك الإيمان بحقائق الرسالة والنبوة والوحي باسم المقدس والقداسة ، بل يأخذك معه الى هنالك ، الى ما كانت تعيشه الحجاز من معطيات واقعها آنذاك ، ويجعلك تتلمس المخاض الكبير الآتي والذي لا بد من وقوعه ، وهنا تهتز قناعتك التي ترسبت بحكم الاستماع المتكرر لما وقع ، للدرجة التي اصبح فيها وعيك ينظر الى وقاءع التاريخ على انها مجرد نصوص لا اكثر ، رواها رواة ثقة كما اوحى لك بذلك معلمو طاءفتك ، ورواها رواة غير ثقة ينتمون الى الطواءف الاخرى ، وان المهمة والدور الأساس لنا هو إسقاط رواية الرجال الذين ينتمون الى الطواءف الاخرى بشتى الطرق ، ومنها طريقة الجرح والتعديل بالطعن بأخلاقهم ، او بالطريقة المفضلة عندنا : طريقة حز الرقاب بحد السيف لو اقتضى الامر ، كما هو جار الان . في حين تحدث الكاتب عن وقاءع مشروطة بظروف عصرها الذي هيا لها تربة صالحة للوقوع لا خيالية وغير خاضعة لمنطق الخرافة والإعجاز : واقعة الرسول البشري الذي كان يتجول في الاسواق ، وواقعة الوحي الذي : " دَنا فتدلى فكان قاب قوسين او أدنى " ، وواقعة القران الذي كان وما يزال اصدق وثيقة لما كانت عليه قريش وقباءل الجزيرة من ثقافات وديانات ، انه الكتاب السماوي الوحيد الذي تم الحفاظ على سلامته من الحذف والإضافة ، ومع ذلك لم يسلم من غزو تأويلات فقهاء الطواءف التي اناخت بكلكلها عليه ودفعته الى الظل ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الاحتلال والسقوط
- قسوة الجمهوري : ترمب و( قسوة ) عامر بدر حسون
- عبد الباري عطوان وفضيحة ادانة السلوك الفردي
- تآكل هيبة الخضراء كسلطة
- تسليع (النضال)
- الفلوجة .... الى -عامر بدر حسون
- احتجاجات في بغداد ترجمة اسماعيل شاكر الرفاعي
- بين الثورة والأصلاح
- جورج طرابيشي
- عن السيرة الذاتية للدكتور صلاح نيازي
- ليس رثاء / الى محسن الخفاجي
- المالكي والتحدي الطائفي
- المالكي وحكم التاريخ / 1
- مدن عراقية أم سناجق عثمانية
- تحت قبة البرلمان العراقي
- عن المعارضة
- لغط جديد وتشرذم جديد
- عن الخلق والدهشة في رواية - فرانكشتاين في بغداد -
- الدعاية الانتخابية / 6 ... العبور من الديني الى الدنيوي
- الدعاية الانتخابية / 5 ... التغيير


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يخفف قيود 100 ملليلتر على السوائل في المطار ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية مرتفعة على عشرات الدول
- هل تعكس زيارة ويتكوف إلى غزة تغير في سياسة الإدارة الأمريكية ...
- شاهد.. عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف حي الشجاعية وتسبب دمارا ...
- ترتيب أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية
- حماس: ندعو لجعل الأحد المقبل يوما عالميا لنصرة غزة
- عاجل | معاريف عن مصدر سياسي إسرائيلي: اجتماع نتنياهو مع ويتك ...
- هل تنجح تركيا في فرض رؤيتها على واشنطن بشأن مستقبل -قسد-؟
- ويتكوف يزور مركز توزيع المساعدات في رفح
- زيلينسكي:روسيا استخدمت حوالي 3800 مسيرة و260 صاروخا في يوليو ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - هاذا الكتاب.. في السيرة النبويه لهشام جعيط