أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية















المزيد.....

هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل سأذهب الى التصويت في هذه الدورة الانتخابية ؟
الجزء الثالث

14 -
ما ان بدات الأحزاب الدينية بالجلوس على كرسي رءاسة مجلس الوزراء وكرسي رءاسة والبرلمان ، حتى بدات بإصدار القوانين والتشريعات التي تعوق حركة التقدم صوب بناء دولة ديمقراطية : استمرت بالعمل بقوانين وتشريعات مجلس قيادة الثورة المنحل شديدة المركزية ، وأضفت الشرعية على وجود الميليشيات المسلحة ، وكلاهما يمنعان بقوة خروج دولة عصرية الى الوجود . استمرار العمل بقوانين صدام حسين يعوق تكون دولة فيدرالية ، لامركزية كما أراد لها دستور 2005 ان تكون ، وإضفاء الشرعية على الميليشيات يقضي على سيادة الدولة . وعلى المستوى الاجتماعي ، حاولت الأحزاب الدينية اجتثاث قوانين الحقوق المدنية للمرأة التي صدرت في عهد عبد الكريم قاسم ، وتشريع قانون ( غريب الوجه واليد واللسان ) يبيح زواج القاصرات بعمر تسع سنوات .

15 -
لا يشعر الديمقراطي الحقيقي في البرلمان العراقي بالراحة وهو مقيد اليدين ومغلوب اللسان عن تذكير أعضاء البرلمان ورئاسته بأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ، وان من حقه كعضو في البرلمان ان يقترح من القوانين ما هو نافع لبناء الدولة العصرية ولتقدم المجتمع ، لكن المادة الاولى من الدستور العراقي التي تقول بان دين الدولة في العراق هو الاسلام ، يمنعه من ذلك ، اذ تمنعه هذه المادة من تذكير البرلمان بان الدول العصرية الحديثة لا دين لها ، وان موءسسي الدول الديمقراطية لم يصطنعوا كنيسة لدولهم ، ليتجنبوا وقوع حروب أهلية بين الطواءف الدينية ، كما كان الحال على طول تاريخ الحضارات الزراعية ، وآخر الحروب الأهلية الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت دامت ثلاثين سنة 1614- 1648 . كذلك يعرف البرلماني الديمقراطي بان المادة الاخرى التي تنص على ان لا يجوز تشريع قوانين مضادة للشريعة الاسلامية : قد وضعها غلاة الإسلاميين بمعاونة غلاة القوميين ، لتقطع الطريق امام تبلور مفهوم المواطنة الذي من دونه تظل الدولة مجرد هيكل عظمي ودوائر بوليسية تضطهد أعضاء الديانات الاخرى والقوميات الاخرى والمرأة .

16 -
ولتعميق موقف رفض المفاهيم السياسية الحديثة لدى أعضاء قواعدهم الحزبية ، ودفعهم الى التمسك الشديد بمفهوم : الولاء والبراء المفرق للجماعات وخاصة في المجتمعات التي تضم ديانات وطوائف متعددة ، أفرغت الأحزاب الدينية النضال من مضمونه الحقيقي كنشاط انساني تطوعي وطالبت بثمن له . لقد حولت الأحزاب الدينية النضال الى سلعة وحددت له ثمناً مغرياً ، فأفقدته اهم خصاله : خصلة الشعور الروحي العظيم في التضحية من اجل الآخرين . هكذا يصبح الوعي القديم : وعي الحضارات الزراعية عالة على الحضارة الصناعية ومشوّه لأخلاقها الجديدة : اخلاق الانتاج . تعريف علم السياسة للسياسة على انها فن الممكن حولته الأحزاب الدينية الى علم جديد هو : علم نهب المال العام . لقد قتل مفهوم الأحزاب الدينية عن ( تسليع النضال ) المعاني الانسانية للسياسة كنشاط تطوعي ، وحركة داءمة من التفكير المستمر لوضع اليد على الملموس والعياني من المشاكل وإيجاد الحلول لها .

17 -
ان احزاب الفترة الاسلامية ( 2003 - ؟ )فاقت في مكرها احزاب الفترة القومية ( 1952 - 2003 ) في مناورة سحق المعارضة باستخدام أساليب مبتكرة ، فمثلاً كانت الفرصة سانحة امام الدكتور أياد علاوي في 2010 في تكوين معارضة وطنية عريضة ، حين رفضت ايران فوزه ودعمت مع كتلة كبيرة من آيات الله : رءاسة المالكي لمجلس الوزراء ، ولكن تاكتيكات الأحزاب الاسلامية التي سلعت السياسة ، أقنعت أياد علاوي فتقبل منصب ناءب رءيس الجمهورية ، وهو منصب من غير صلاحيات محددة عدا صلاحية نهب ثروة شهرية تعادل الوارد القومي لدولة تونس ، وبعد هذا المنصب الذي يبيض ذهباً ، دخل بمساومة مع المالكي حول حصته من التشكيل الوزاري . والحق ان عام 2010 الذي لم تعتمد فيه نتاءج الانتخابات شكل انعطافة حاسمة صوب ولادة دولة دينية في العراق .. فليس الماضي البعثي لعلاوي هو الذي دفع ايران والآيات الى رفض رئاسته للوزراء ، بل قيادته لتيار عريض من العراقيين السنة والشيعة في 2010 ، ممن لم يخطف عقولهم بريق الطاءفية ومغرياتها المالية ، وكان يمكن لذلك التيار العريض العابر للطاءفية ان يكون قاعدة لانطلاق معارضة حقيقية ، التي من دون تكونها لا توجد دولة ديمقراطية ابداً ، لكن ذهنية أياد علاوي السلطوية والتكسبية سهلت من وقوعه أسيراً لتاكتيكات الأحزاب الدينية الملوحة بالمناصب الرفيعة ، وما تدره من رواتب شهرية تعادل ميزانيات دول .

18 -
ثمة ضوء يلوح في اخر النفق ، ولكن تعصف من حوله رياح داءمة الهبوب ، يتمثل هذا الضوء في تحالف الشيوعيون والصدريون الانتخابي ، ويتمثل هبوب الرياح المستمر في فشل المجتمع العراقي في إسناد تحالفات من هذا النوع ، تحديداً لتخلفه ، خاض الشيوعيون في وقت مبكّر تجربة التحالف مع الحزب الديمقراطي الوطني وحزب البعث عام 1957 ، ولكن هذه الجبهة لم تعش سوى أشهر معدودة اذ حل الخصام بين اطرافها بعد ثورة 14 تموز 1958 . ثم خاضوا تجربة الجبهة الوطنية مع البعثيين ايضاً في سبعينيات القرن المنصرم ، وانتهت التجربة بكارثة حلت بالشيوعيين ، فتاريخ العراق لا يملك من التحالفات الناجحة التي يمكن ان تسند هذه التجربة الجديدة . ان ذاكرة الشيوعيين ملاى بالوجه وبالخيبة من مثل هذه التحالفات ، وانا لا اعرف بالضبط كيف أقنعت قيادة الحزب قواعدها بصحة مثل هذه الخطوة . بالنسبة لي - وهذا رأي شخصي - انا من المشجعين لمثل هذه الخطوة التحالفية : عسى ان تشكل رداً على مفهوم تسليع النضال الذي عممته الأحزاب الدينية ، والصدريون منهم بامتياز . فهذه الممارسة اللاأخلاقية تشكل عقبة امام قيام دولة مواطنة في العراق ، تمنع أياً منهم من حيازة امتيازات خاصة فرداً كان او مجموعة .

19 -
اذا كان التحالف الانتخابي قد قام على أساس متين تم الاتفاق فيها على موضوعات أساسية وليس تاكتيكاً عابراً ، فان تزكية الطرفين لبعضهما البعض ستكون ذات مردود وطني كبير : يزكي الشيوعيون فيه الصدريين على انهم قوة عصرية توءمن بالتعددية ولا يتخندقون وراء المطلقات كحملة وحيدين للحقيقة ، وسائرون بجد وبوعي نحو بناء دولة مواطنة عصرية ذات موءسسات مستقلة بآليات عمل خاصة بها ، تردع السياسي من اختراقها ، ويزكي فيه الصدريون الشيوعيين فيفتكون لهم الباب واسعاً للنشاط في وسط حرمتهم منه الدعاية الدينية لعقود ، وبرأيي ان اعتراف الصدريون بالشيوعيين أعدها اجرا خطوة اقدم عليها حزب ديني في طول البلدان الاسلامية وفِي عرضها . لقد رفع الصدريون بهذه الخطوة عن الشيوعيين تهمة الكفر والالحاد التي ظلت تلاحقهم منذ الفتوى الشهيرة لأية الله محسن الحكيم قبل ستين عاماً ، هذه الفتوى التي هيات تربة العراق لصعود حزب البعث الشوفيني ولحزب الدعوة الديني .

20 -
ان هذا التحالف الانتخابي اذا كتب له النجاح : سيكون البوابة التاريخية لولادة مجتمع حديث في العراق ، اذ ان اهم ما يجب ان يتوفر عليه المجتمع الحديث يتمثل بتعاقد طلاءعه الاساسية على الاعتراف المتبادل ببعضها ، والاتفاق على التداول السلمي للسلطة بعيداً عن قعقعة السلاح وأزيز رصاص الانقلابات العسكرية ، ففي المجتمع العراقي الغارق في عتمة غياب مجتمع مدني ، وغياب طبقة وسطى ليست تجارية متحالفة مع حكام الدولة بل برجوازية متنورة تقود حركة تحديث المجتمع والدولة على حد سواء ، تصبح هذه التحالفات السياسية مطلوبة وضرورية للنهوض بالبلاد . وإضافة الى هذا التحالف الانتخابي هناك بوادر أمل في استعادة هيبة الدولة بعد النصر العسكري الحاسم على داعش ، أكن هذه الهيبة تظل منقوصة اذا لم تتم معالجة الوجود المسلح للحشد الشعبي .

21 -
هل سأذهب للتصويت ؟ لا ادري فقد فت في عضد حماستي لهذا التحالف حديث لسماحة مقتدى الصدر ، وهو يحدث بعض اتباعه منتقداً سياسيين اسلاميين منافسين له ، انطلاقاً من الموروث نفسه وما حمله البنّا من مفاهيم سياسية .. مع ذلك سأذهب للتصويت تأييداً لهذا التحالف الانتخابي الذي يحمل الكثير من الوعود ...

الثلث الاول من شهرنا الجاري
ولاية لويزيانا وتاكسس الامريكيتين



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية ؟ الجزءالثالث والأ ...
- هل سأذهب الى للتصويت في هذه الدورة من الانتخابات
- هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية ؟
- مومياء
- الجزء الثاني من ذكرى الاحتلال والسقوط
- هاذا الكتاب.. في السيرة النبويه لهشام جعيط
- في ذكرى الاحتلال والسقوط
- قسوة الجمهوري : ترمب و( قسوة ) عامر بدر حسون
- عبد الباري عطوان وفضيحة ادانة السلوك الفردي
- تآكل هيبة الخضراء كسلطة
- تسليع (النضال)
- الفلوجة .... الى -عامر بدر حسون
- احتجاجات في بغداد ترجمة اسماعيل شاكر الرفاعي
- بين الثورة والأصلاح
- جورج طرابيشي
- عن السيرة الذاتية للدكتور صلاح نيازي
- ليس رثاء / الى محسن الخفاجي
- المالكي والتحدي الطائفي
- المالكي وحكم التاريخ / 1
- مدن عراقية أم سناجق عثمانية


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل شاكر الرفاعي - هل سأذهب للتصويت في هذه الدورة الانتخابية