كلُّ يومٍ يقتلونهُ ويعود الى الحياة

محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 15:40
المحور: الادب والفن
    

كلُّ يومٍ يقتلونهُ ويعودُ الى الحياة
محمد الذهبي
كلُّ يومٍ يقتلونهُ ويعودُ الى الحياة
سَئِمَ الإلهُ انتظارهُ
الجنانُ استبدلتْ آنيتها مراتٍ عديدةٍ
الملائكةُ تبادلوا أماكنهم
غيروا ثيابَهم كثيراً
في كلِّ مرةٍ تأتي البشرى
لقد جاء
لكنه يتأخرُ ومن ثم لا يأتي
الحور اللواتي صَبَغْنَ أظافرهنَّ
عدنَ الى صبغها ثالثةً ورابعةً
استبدلنَ مكياجهنَّ آلاف المرات وهو لم يأتِ بعد
بحثوا في سجلات المنايا
اسمه موجود في الموتى
لكنهُ متشبثٌ بالحياة
خالف جميع الأوامر
ملك الموت خجلٌ من الرب
لقد كلفهُ للمرة الألف بنزعِ روحه
وسجّلَ سبب الوفاة:
إطلاقةٌ ناريةٌ من مجهول
بقي المجهول مقيداً في دفاتر القتلة هناك
وهو مقيدٌ في دفاتر الشهداء
لكنه لم يأتِ حتى الآن
الملائكة يتهامسون ويخشون غضب الإله
زمجرةٌ من بعيد
أصواتٌ متداخلة
البوق الذي صك أسماع الجميع
الطيور فرت من أغصان الجنة
الطيور الملونة فزعت وهربت
الحوريات تركن زينتهنَّ
والملائكةُ اتسختْ ثيابُهم من اثر الخوف
كلُّ شيءٍ واجمٍ
لماذا لم يأتِ حتى الآن
كل يوم يقتلونه ويعود الى الحياة

#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات