|
السر
ماهر ضياء محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5913 - 2018 / 6 / 24 - 13:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل الأمم تعرضت إلى نكبات كبرى وخسائرها بلغت ملايين الضحايا من البشر ،مدنها دمرت عن بكرة أبيها ، وأخرى فرضت عليها المعاهدات والاتفاقيات ، وبعضها الحصار بمختلف أنواعه ، لكنها نهضت من تحت ركام حربها ، لتكون في مقدمة الدول العظمى ، واقوي من سابق عهدها ، قوة سياسية اقتصادية عسكرية يصعب مواجهتها ،ألمانيا اليابان والجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وبالأخص الأخيرة من تغير نظام إلى حرب مدمرة لثمانية سنوات وحصار عالمي عليها ليومنا هذا ، ومؤامرات لا تعد ولا تحصى ، لتقف بوجه قتلت كل زمان أمريكا وحلفائها ، وتفشل اغلب خططهم ومشاريعهم وتهدد مصالحهم في المنطقة ووجودهم العسكري . ما وراء قوة هذا الشعوب ، وما هو سره عظمتها وقوتها ، ولماذا تنهض أو نهضة بعد نكبات ونكبات ، وما هو سر بلد دجلة والفرات ؟ لماذا لا يستقر أو ينهض من جديد . عوامل قوة كل شعب تختلف عن الثانية بطبيعة الحال ، وبعضها مختلفة إلى سبعون ملة أو يزيدون فيما يخص الجانب الديني ، بمعنى أخر لكل فرقة من هذا الأمة معتقدات وعادات تختلف عن الثانية . ولو أخذنا الموضوع من زاوية أخرى ، قوة وعظمة هذا الشعوب يرتبط التمسك بالجانب الديني ، بمعنى تمسك الشخص بدينه يفرض عليه بعض الأمور وعليه إن يلتزم بيه ، في عمله أو تعامله مع الآخرين أو حتى مع جيرانه ، إطاعة واحترام القوانين ، ليكون سره قوتها وعظمتها دينيا ، مع العلم إن بعض الأمم لا تؤمن بالله أصلا ، وتؤمن بغيرها وليس لها دين ، لكنها بلادنا مستقرة بكافة النواحي ، ومتعايشة مع البعض الأخر رغم الاختلافات الفكرية والديني والعقائدية ، والاهم قوية ومتماسكة . لو فرضنا المسالة تتعلق بالجانب الثقافي ، لتكون قوتها نابعة من ثقافتها رغم اختلافها فهي تعيش وسط تيارات وحركات فكرية مختلفة ومتنوعة التوجهات ، بين الماركسية والشيوعية والديمقراطية وغيرها ، نجدها كأنها امة واحدة فكريا ، ورفض التعدي على حقوقهم واعتقاداتهم وثقافتهم ، وبدليل الكل يعيش بمجتمع واحد ، ثقافة احترام الآخرين والتعايش السلمي ، تقدم علمي وحضاري وثقافي . وهل تتعلق المسالة بالجانب الثروات الطبيعية وخيراتها ، واغلبها لا تمتلك نفط على تقدير ، وثرواتها محددة أو معدومة ، وصناعتها في مستويات متدنية جدا ، ولا تمتلك رؤوس أموال لتعمل بيه ، ولا تستطيع الاقتراض من الخارج ، لان مواردها غير كافية لتسديدها ، فمن يريد يشاهد حالها اليوم ، فتلك ألمانيا واليابان ، أصبحت بلدان صناعية تجارية اقتصادية كبرى ، وحتى إيران وضعها في مقدمة الدول العظمى . إما بلدي وما أدرك ما بلدي ، إذا قألنا دينيا فلبلدنا بلد الرسالات السماوية والأنبياء والرسل والصالحين ، إما القضية تتعلق بالجانب الثقافي ، العالم كله يعرف ويشهد له بلد الحضارات والثقافات والمعارف والعلماء من الأولين والآخرين ، وما نملك من خيرات وثروات لا تعد ولا تحصى ، ما لدينا من نفط نعيش بخيره لملايين السنوات . قد يعترض علينا احد ويقول بلدنا مستهدف من الداخل والخارج ، وهو السبب الرئيسي لدمره ، وهي حقيقية لا تحتاج إلى دليل اليد الخارجية سبب مشاكلنا ، وكل دول عانت من التدخلات الخارجية ما عانت ، لكنها وقفت بالمرصاد لهم ليومنا هذا ، الشعوب هي من أفشلت كل مخططاتهم ومشاريعهم ، و اقتلعت جذور الفتن والتفرقة ، وقطعت اليد التي زرعتها أو حاولت بذلك ، ولا تميل أو تصفق أو تهلل لكل من هب ودب ،ومصلحة بلدنها خط احمر لا يمكن التجاوز عليه ، لان قوة الدولة شعوبها وليس حكامها . لو عرفنا سر قوة هذه الشعوب سيكون حالنا أفضل ، وقد يكن أكثر واقل جدا من ذلك ، لكن لغز هذا السر سيبقى غير معلوم ومجهول ، ما دمنا نعيش وسط هذا الطوفان ، دون إرادة حقيقية للتغيير من الكل ، والتغير الفكري المبني على أساس صحيح وجوهري ، وقد تستطيع الأجيال القادمة معرفة السر ، ويكون وضع البلد أحسن ومختلف عن الماضي .
#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللقاء الوطني
-
حصر السلاح
-
النظام الرئاسي العسكري
-
الحرب الاهلية
-
الوجه الاخر
-
بالحرف الواحد
-
ضد مجهول
-
بلاغ للراي العام
-
المقاطعة والخيارات البديلة
-
صفقة القرن
-
الى اين
-
كل الطرق تودي الى البرلمان
-
الاستاد الكبير
-
الكتلة الاكبر
-
درعا الخط الاحمر لامريكا
-
الانتخابات المقاطعون المشاركون الحاكمون الجميع فائزون
-
رسالة العراقيون الى الوالي
-
العاصفة
-
الخاسر الاكبر
-
الاصطفاف الاوربي بين التحديات والمصالح
المزيد.....
-
بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار
...
-
لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات
...
-
1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت
...
-
وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه
...
-
يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال
...
-
ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
-
وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
-
-جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
-
لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري
...
-
معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|