أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - أنا وسحر وسحر














المزيد.....

أنا وسحر وسحر


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 07:25
المحور: الادب والفن
    


وتأخرت عن سحر، أي لم أصل للقاءها في الموعد المحدد، والموعد -يا أحبتي- حتى وإن كان في الفضاء الأثيري، أي على الانترنت، هو موعد، ويجب الالتزام به، وحتى ولو حدث أي شيء. والحال ههنا، أن هاتفي، تعطل، ولم أعرف بطبيعة الحال، أن سحر قد أرسلت لي برسالة قصيرة تقول فيها أنها بانتظاري. باختصار، لم أكن هناك.
جلستُ، أحاول أن أكتب لسحر شيئاً، أخبرها به عن أنه كنت أتمنى لقاءها، وكيف أن اللقاء بها، ولو حتى على تلك الشبكة العنكبوتية، هو أمرٌ يريحني، وليس فقط مهماً لسعادتي فحسب، بل هو مهم لاستمراريتي ووجودي كذلك، شيء ما شدني لـ "سحر" الثانية في حياتي، ألا وهي سحر طه، الفنانة العراقية-الصديقة، أحسست أنني أريد أن أصغي لصوتها وهي تغني، ولا أعرف لماذا، فـ"سحر" كيفما تكون هي سحر، وهنا لا أقصد بـ "سحر" أحداً منهما، إنما أقصد الكائن الخفي المختفي خلف كل من تحمل الإسم.
يا ام العيون السود ما جوزن أنا،
خدش القيمر وأنا تريق منا؛
أنظر لصورة سحر، وأنا أكتب لها تلك الرسالة، وأصغي لسحر وهي تغني، كل واحدةٍ منهما عالمٌ بحد ذاته، كلٌ منهما كنزٌ بحد ذاته. أكتب لها أنني أحبها، أنني أغرق في أدق تصرفاتها العادية، أنني حينما أحلم بها، أراها بالألوان ويكون الآخرون كلهم بالأبيض والأسود. أنتظر أن أنظر إلى شعرها الطويل بجوار البحر من جديد، ذلك البحر الذي كرهته منذ غادرت بيروت. أخبرها، أنني أراقب مع كل نبضةٍ مني أن تكون بجانبي، فالطريق الطويل هذا يأخذ من روحي قطعاً وأحتاجها كالهواء، وأن كل لحظةٍ لا تكون معي فيها، لا تحتسب من حياتي.
واقفة بالباب تصرخ يا لطيف،
لاني مجنونة ولا عقلي خفيف؛
أستمع للصوت الرقيق المنبعث من أغنيةٍ تراثية، وسحر تغردٍ كطائرٍ أسطوري، والكائنات الأسطورية تكاد ترحل من عالمنا العربي الذي لم يعد يعرف غير الألم، وأكاد أترك رسالتي، كي أغرق في حزني المعتاد، ولكنني أتذكر سحر، ببساطتها وهدوءها، فأعود للكتابة، وأكمل سماعي للأغنية.
من ورا التنور تناوشني الرغيف
يا رغيف الهنا يكفيني سنة
أخبرها، كأي حبيب أنا، بي كثير من سيئات، وأنا لستُ كاملاً، ولكنني معكِ أكون أكثر من هذا، أكون كاملاً! وأتذكر محمود درويش حينما يقول: "وأني جميلٌ لأني لديكِ"، أغدو معك كائنا مختلفاً، لأنكِ تعطينني ما ينقصني، ويكملني ويحيلني إلى ما أفتقد أن أكونه. أحبكِ! -أقول لها- لا ككلمةٍ عاديةٍ أقولها لك، بل كتعبير حبٍ جميل المعالم، حبٍ يجعل الناس العاديين ينظرون إلى حياتهم المعتمة على أنها نور! حب يجعل الألوان الغامقة، ألواناً تشع بالحياة، حب! يجعل كل شيءٍ يبدو مشعاً ومحباً للحياة.
لون خمري لا سمار ولابياض
مثل بدر تام وأشرق عالرياض
أتأمل صورها العادية، صورها التي تبدو فيها كأنني أراها الآن، أتخيلها إلى جواري، تحادثني بأمورٍ عادية، حتى بأشياء سخيفة، فنحن حينما نحب أحداً، نحب حتى سخافاته، أشياءه العادية، تصرفاته الحلو منها والبشع. نعشقها للدرجة التي يغدو كل تصرفٍ مهما كان أم بسيطاً، يصير قدس الأقداس بالنسبة لنا، أخبرها أنني أتذكر أنها كانت حينما تشير للأشياء تشير بإصبع يدها الصغير، وهو أمرٌ لا يفعله أي البشر غيرها، أخبرها أنني أتذكر أنها تحب عصير التفاح، وأنني صرت أشربه دائماً آملاً تذكرها. أخبرها أنني لا أزال أذكر حتى نوع "التشيبس" الذي تحبه.
بالوما تحيي وتقتل باللحاظ
وغنج تحكي ومن ترد بعنونة
وتمر الأغنية، وأكتب لـ"سحر"، وسحر تغني، وتكاد تنتهي، ورسالتي لا تنتهي، فرسالتي لـ"سحر" لا نهاية لها، فهي مستمرة طالما نحن أحياء، طالما هناك حبٌ في هذا العالم. أحبكِ سحر، وشكراً سحر.
(الأغنية الواردة ههنا هي أغنية من التراث العراقي اسمها "يا أم العيون السود" غناها بدايةً ناظم الغزالي، وأعادت غنائها سحر طه)



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة الأخيرة: نيتشه ونحن!
- حدثتني نهلة
- لنا عد الرحمن في عملها الجديد: -الموتى لا يكذبون-، عالم جديد ...
- كم يحتاج واحدنا إلى -غالا-
- لا تخاف أحداً؟ معذرةً؛ أنت كاذب
- لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!
- حوار مع الفنانة العراقية سحر طه
- كم أتمنى أن أموت
- يومٌ عادي
- رحلة!
- كن صريحاً
- حب
- عن الأصدقاء والقداسة
- عن نزار قباني، وآسف أن أخيب أملكم
- عن السفسطائيين، عن أفلاطون وغداً
- عن محمود درويش: معرض الكتاب والكاتب النجم
- معذرة لكنني لست ديمقراطياً
- تفاءل
- ابنة لحواء
- روبن هود في معرض الكتاب


المزيد.....




- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحمن جاسم - أنا وسحر وسحر