أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - القطيعة.. و حديث عن -الكوسموجونيا-














المزيد.....

القطيعة.. و حديث عن -الكوسموجونيا-


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القطيعة تعني الانفصال عن شيئ ما، هذا المفهوم ليس حديث الولادة ، بل ولد مع ظهور البشرية، و توسع مع بداية التكوين الإيديولوجي للجماعة، فكانت القطيعة مع الدين، مع التاريخ، مع الأجيال، مع النظم الفكرية مع الثقافات و الحضارات فحدث الانعزال الثقافي و الحضاري و الديني، في الوقت الذي أخذ المفكرون الغربيون يقرأون بحماس فلسفة العرب المسلمين، الذين غرقوا في صراع القومية و الطبقات، و وقعوا أسرى لإشكالية الهوية الثقافية و التراث و الحداثة و المعاصرة و غيرها من القضايا التي أثارتها الصحوة الإسلامية
هي قراءة تاريخية برؤية فلسفية ميتافيزيقية أجراها الدكتور سمير أمين حول الواقع الراهن لـ: "الأمة العربية" معتمدا على بعض الكتابات التي تقول أن القطيعة رافقت الإنسان منذ العصر الهيليني، و كانت الشعوب منقسمة بسبب الصراع على البقاء، بعضها لم يخرج عن مرحلة الهمجية و منهم الغاليون ، الجرمان و الصقالبة و البربر و العرب، فيما عاشت شعوب أخرى و منهم المصريون ، الأشوريون، البابليون، الفينيقيون، الفرس و اليونان كل أشكال الحضارة، فتطور هذه الشعوب و تَحَضُّرِهَا ناتج عن وجود تلاقي لعب دورا حاسما في صعودها و رقيها، لدرجة أن الحضارة اليونانية أخذت في استعارة الكثير من الحضارة المصرية التي وجدت سبيلها هي أيضا في مجال الإبداع في المرحلة الأخيرة للحضارة الإغريقية، أما حضارة النهرين فقد برع الكلدانيون في علم الفلك، كما اخترع الكلدانيون ما أطلق عليه اسم " كوسموجونيا"، و هو علم نشأة الكون في المفهوم الديكارتي، أو البحث في الوجود الكوني و ظواهره و أسراره ، و عند الكلدانيين تعني التصور العام الذي يضم عناصر الكون في هيكل تفسيري موحد، نشير أن هذا المصطلح قليل التداول في الكتابات، غير أن من الفلاسفة الذين اهتموا بالكوسموجونيا، حسبما جاء في الكتاب نجد أرسطو الذي استعار الكوسموجونيا من التراث الكلداني، و أفلوطين الذي كرس الميل إليها و رأى أن النفوس الراقية تتحرك في الأفلاك العليا و تؤثر من خلالها في كائنات العالم دون القمر و بالتالي في مصائر الناس.
و أما الحضارة الهندية فقد ركزت على مفهوم النفس، و ربطتها بفلسفة تدعو إلى " التحرر" من قيود الطبيعة من أجل التوصل إلى المعرفة المطلقة، حسب الكتابات فإن الفلسفة الاشراقية قامت على فكرة أن النفس إذا استقلت عن الجسد تطهرت من مغريات المادة، من خلال ممارسة النسك و الزهد، و على هذا الأساس ازدهرت الرهبانية المسيحية و الصوفية الإسلامية، و الحقيقة و كما يقول صاحب المخطوطة الفلسفية أن الإسلام واجه تحديا قاسيا حينما فتح الشرق المتحضر لأنه اعتمد على نصوص مقدسة دقيقة، فقد لعبت مدرسة جند شابور دورا هاما في بلورة المدرسة الإسلامية، و قد أثبتت هذه المدرسة وضع إيران الخاص في الإسلام، فقد طرحت النخبة الفكرية العربية و الفارسية الإسلامية أسئلة حول إذا ما كان يمكن الإكتفاء بالظاهر أي الإكتفاء بإعلان الإسلام من خلال النطق بالشهادة أي الإقرار باللسان فقط، و حدث جدال بين المدارس الفلسفية لاسيما المعتزلة حول مسالة القدرية و الجبرية و من يحكم الكون، و كانت النتيجة هي ظهور التأويل المجازي للنصوص و الأسطورات، على غرار الفارابي الذي ادمج الكوسموجونيا الكلدانية في رؤيته الميتافيزيقية الإسلامية، خاصة ما تعلق بمسألة الخلق و الولادة ( العقل و الكواكب و العالم)، و قد حظيت الكوسموجونيا بدعم كبير من ابن سينا، إلا أنها لقيت رفضا قاطعا من قبل ابن رشد، فكان على السلطة إلا أن تستعمل خطبتين: خطبة موجهة للنخبة و خطبة موجهة للعامة، و تمثلت الأولى في المدرسة العقلانية، الأمر الذي أدى إلى ظهور موقف ثالث هو البحث عن "الباطن" المختفي وراء وضوح النص، وقد تزعم "الشيعة "هذه المدرسة أكثر من السُنَّة، كان إخوان الصفا يرون أن الشريعة تدنست بعد الخلفاء الراشدين و أن تطهيرها يستوجب استخدام العقل.
و استنتج صاحب الكتاب أن الصراع بين هذه المدارس خلق أزمة المجتمع العربي و الإسلامي، فكانت النتيجة حدوث القطيعة مع الدين، مع التاريخ، مع الأجيال، مع النظم الفكرية ،مع الثقافات و الحضارات فحدث الانعزال الثقافي و الحضاري و الديني، في الوقت الذي أخذ المفكرون الغربيون يقرأون بحماس فلسفة العرب المسلمين، الذين غرقوا في صراع القومية و الطبقات، و وقعوا أسرى لإشكالية الهوية الثقافية و التراث و الحداثة و المعاصرة و غيرها من القضايا التي أثارتها الصحوة الإسلامية، حين بادرت حركة النهضة بالمطالبة بإعادة النظر في شؤون المجتمع و الفكر، و نادت بالعودة إلى الأصول، برز ذلك في أفكار الأفغاني و محمد عبده ، ثم التجربة الناصرية في في بعث القيم الإشتراكية و اصطدامها مع مشروع محمد علي الرأسمالي، ثم صراع الإثنان مع المشروع السلفي الذي كان يرى نفسه البديل الحقيقي القادر على مواجهة التحدي، من أجل إحياء الماضي الإسلامي، فقد عملت السلفية ( إقامة الدولة الإسلامية) على احتقار العقل، و رأت أن التفكير العقلي كفرا، و ردت الهوية إلى سلوكات ظاهرية ، مثل الزيّ و الذقن، و اعتبرت الدعوة إليها من باب الجهاد و الحنين لعصر ذهبي مفقود، وترى أن الثورة الثقافية الخطر الذي وجب إبعاده، و من وجهة نظر المفكر سمير أمين فإن دعوة التيار السلفي هي موجة رجعية و ليست بالصحوة الإسلامية، و الخروج من هذا المأزق متوقف على تحقيق التحرر في ميدان الحياة الاجتماعية على أن يرافقه تحرر في المجال الفكري.
قراءة علجية عيش






#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيوت الله تسفك الدماء..
- رد على تعليق
- دور النخب العربية في تصحيح صورة العرب و الإسلام أمام الآخر
- الانفجار القادم هل هو إعلان عن نهاية التاريخ العربي؟
- بلجيكا و الحرب القادمة على الإسلام
- -خبزنا كفاف يومنا-
- الوطن لمن؟
- حُمَّى رئاسيات 2019 ترتفع في الجزائر
- رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري ( الجزائري) يطالب بحلّ الأحز ...
- هكذا استخدمت الإيديولوجية المرأة في عمليات التجسّس
- -حبكة لامبيدوز- لعبة ألمانيا الجديدة تجاه -الجالية المسلمة-
- نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف: الرئيس فرانسوا ميتران كان ورا ...
- جبهة العدالة و التنمية ( الجزائرية) تطالب بفتح تحقيق معمق في ...
- حكومة تذبح مواطنيها
- لماذا فشلت -المُعَارَضَة- في تحقيق التغيير في الجزائر؟
- -السلفية - و العزف على أوتار -الأمّة-
- في عيد المرأة العالمي.. المرأة في 2018 تبحث عن إنسانيتها
- في الصميم..ماذا لو كانت الجماجم جماجم حَرْكَى les harkas؟
- هذا ما قاله عمار بن عودة قبل مجيء عبد العزيز بوتفليقة إلى ال ...
- من أجل الإنتقال الديمقراطي.. سعيد سعدي زعيم ال: RCD على خطى ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - القطيعة.. و حديث عن -الكوسموجونيا-