أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - دور النخب العربية في تصحيح صورة العرب و الإسلام أمام الآخر















المزيد.....

دور النخب العربية في تصحيح صورة العرب و الإسلام أمام الآخر


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لا عجب لأمة الشرق و قد تجاهلت نواميس الكون و طرحت قوانين السماء أن تسقط هيبتها من عيون الأمم، و أن تصبح كسقط المتاع يباع و يشترى بأرخص الأثمان"
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تتكرّر الصورة التي رسمتها إنجلترا عن العرب حين جاءت إلى الشرق بالصورة التي تصنعها الآن أمريكا حول العرب، و هي صورة مُشوّهة للعالم العربي و للإسلام و نعته بالإرهاب، و ربما تحولت آلة التشويه إلى وسيلة لتحقيق هدف ما، و لكن المثقفون العرب لم يتحركوا في تحسين صورتهم أمام العالم، لا من الناحية السياسية، و لا من الاقتصادية و لا من الناحية الثقافية، عكس ما تقوم به الشعوب الأخرى كاليهود الذين يخصصون الأموال الضخمة لتحسين صورة اليهودي في أدب شكسبير، أوقفني موقف أحد الناشطين الحقوقيين و هو يتحدث عن واقع المسلمين اليوم، عندما قال: ما معنى القول أن الدين الإسلامي دين نظافة في حين يرى الأجنبي القمامة منتشرة في الشارع العربي، و أرجعَ السبب إلى وجود فجوة بين للتطبيق و الأصل، و قد صنعت هذه الفجوة تشويها للصورة العربية و الإسلامية، ليت الأمر وقف عند حدود النظافة، بل تعدى حدود معاملة المسلم لأخيه المسلم، قبل أن نقول معاملة المسلم مع غير المسلم، لم يكن الغرب مخطئا (رغم أنه هو صانع الإرهاب) عندما وصف الإسلام بأنه دين عنف، و إرهاب، لأن المسلمون هم من أساءوا إلى دينهم بالدرجة الأولى، و لا لوم على الآخر غير المسلم.
فالحروب الأهلية رسمت صورة حقيقية للمسلمين و هم يتقاتلون، بحيث تعود جذورها إلى عقود مضت ، انتهت بسقوط الخلافة الإسلامية، و استمرت في عصرنا الحالي، اختلفت فيها الأساليب فقط، فما معنى القول أن الدين الإسلامي يحرم الكذب و السرقة و الغش، و الزنا، و الرشوة، و شهادة الزور، و العنف ، في حين يرى الأجنبيُّ هذه الفواحش و المظالم منتشرة في البلاد الإسلامية، فليس الإسلام شعائر و عبادات فقط، بل المعاملة الحسنة للأخر هي بمثابة الأساس الذي يرتكز عليه المسلم في تعامله مع غير المسلم في إطار التعايش السلمي، لكن غياب الحوار مع الآخر زاد من توسع الفجوة، كنتُ قد قرأت عن مؤتمر "نقد الذات" الذي انعقد في نوفمبر 2001 بجامعة القاهرة، أدارته الدكتورة نادية مصطفى مديرة مركز البحوث و الدراسات السياسية و مشرفة على برنامج حوار الحضارات، و كان عبارة عن منطلق لحوار واعي مع الآخر، لكن الانطلاقة الحقيقية للحوار، كانت مع بداية الحوار العربي الألماني ، الذي كان التجربة الأولى للحوار مع الآخر، كان ذلك في مؤتمر " تواصل لا صراع" عقد في مقر الجامعة العربية في فيفري 2002 نوقشت فيه قضية الإعلام في العالم العربي و في الغرب، و كيف يقوم كل منهما بنقل الثقافة العربية و الغربية، و تصحيح نظرة الغرب للإسلام و المقولة الرائجة بأن القرآن مُحَمَّلٌ بالآيات التي تحض على استخدام العنف و القوة ضد غير المسلمين، و القهر و التغلب و مفهوم السلطان، و مفاهيم أخرى لا تدع مجالا لحرية الرأي أو الرأي الآخر.
و الحديث يقودنا إلى ما تمخضت عنه المؤتمرات و القِمَم التي تعقدها المنظمات و الجامعة العربية، و فشلها في الحوار مع الآخر، بحيث لم تحل المشكلة العربية، بعض المحللين يرون أن نجاح أي حوار لابد أن يسبقه اتفاق على منظومة قيم value system في التعامل مع قضايا العصر، لاسيما قضية الدين و الهوية و المواطنة، تبقى إشكالية "الممارسة" ، فهذه تحتاج إلى قابلية النخب الحاكمة و حتى النخب المثقفة في ترك الحرية للآخر، المشكلة إذن هي مشكلة انحراف عن الدين، أي أنها مشكلة أخلاقية كما هي مشكلة عقلية ، ما دفع بالإمام الغزالي لإحياء علوم الدين و النهوض بالأمة، و هو ما يؤكد على وجود أزمة في الفكر و العقل معا، فيما اكتفى علماء الإسلام و خطبائه في المساجد بمناقشة القضايا السطحية مثل الإستنجاء ( اكرمكم الله) باليمنى أم باليسرى عند قضاء الحاجة؟، و هل دخول المسجد باليمنى أم باليسرى؟، و قبض اليدين أثناء الصلاة أم إسدالهما؟ و كذلك الشأن في قضية الملبس التي لا تختلف كثيرا عند المسلم المتدين و المسيحي المتدين و اليهودي المتدين.
و بدلا علاج هذه المشكلات ، أعطي للدّين طابعا سياسيا، للإشارة و كما جاء في بعض الدراسات أن فكرة تسييس الدين بدأت على يد الإسكندر الأكبر عندما جاء إلى مصر و نصب نفسه إلها، و تبعه نابليون، و تسييس الدين صورة من صور الاستغلال للوصول إلى هدف سياسي، و هو ما نراه اليوم في بعض الأحزاب الإسلامية التي جعلت من الخطاب الديني مطية لبلوغ أهدافها السياسية، بل أساءت استعماله، و نفس الشيئ بالنسبة للحكومات العربية، تقول بعض الدراسات أن هذه الحكومات فقدت رصيدها عند شعوبها ، من خلال الثورات الشعبية و المطالبة بإسقاط النظام و المطالبة أيضا بالحكم الذاتي ، و زادت التدخلات الأجنبية من يأس الشعوب، مما ترك فراغا في الشارع السياسي، و عزوف الناخبين عن التصويت في الإنتخابات، نتيجة فقر و ضعف الخطاب الديني و السياسي معا، بل تحولت بعض الخطابات التي يمكن وصفها بالتحريضية إلى ثورات، طبق فيها الشعار القائل: " و لن يفل الحديد إلا الحديد".
و لذلك لا يمكن للخطاب الديني أن يبتعد عن جوهره و مضمونه و هذه مسؤولية العلماء و الدعاة المسلمين و الأئمة، و كذلك النخبة المثقفة، على أن يكون لهذا الخطاب صفات الشمولية و الواقعية و الصدق و أن يكون معايشا للأمة و قضايا العصر، لا خطاب تهديد و وعيد ، و أن لا يبقى جامدا، بل يتحرك مع المتغيرات و المستجدات، بعيدا عن إملاءات الحاكم أو الوزير و تعليماته و توجهاته الإيديولوجية و انتماءاته السياسية، قد يقول قائل أن تحسين صورة العرب و الإسلام من مهام الجالية المسلمة في الخارج و كذلك السفارات، و أن وراءهم مهمة ثقيلة تنوء بحملها الجبال الراسيات، فالمسلم أينما ذهب و حيثما حلَّ له وظيفة "الدعاية" للدين الذي يحمله، و إن عجز عن تحقيق ذلك يكفي أن يكون سلوكه سويٌّ في الدولة التي يقيم فيها، و خاصة في دولة غير مسلمة، لأنه يمثل الإسلام طيلة إقامته في تلك الدولة، فلا يسرق مثلا، و لا يشرب خمرا، و لا يقوم بأعمال عنف، إلا في حالات استثنائية كالدفاع عن عقيدته إذا تعرضت للمسّ و الإهانة، ماعدا ذلك فهو -أي المسلم المغترب- أول من يسيئ إلى دينه.
و قد وجد الكيان الصهيوني المنفذ سهلا في محاربة الإسلام، حيث تنشط العديد من الجمعيات لتحقيق هذا الغرض و هو القضاء على الإسلام، و منها جمعية "كريف" اليهودية التي تسعى إلى تحجيم الدور السياسي للجالية العربية و المسلمة عبر التخويف الدائم منها، و الهجوم الشرس المنظم على اتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا ( uoif )، و الذي طالب مركز سيمون روزنتال الصهيوني في 02 نوفمبر 2004 بحله بدعوى أنه يجمع تبرعات لإغاثة المنكوبين الفلسطينيين، مما أعجز المسلمين في أوروبا من إيصال صوتهم، أمام مطالب مكافحة "الإسلاموفوبيا" في العالم، و قد برز هذا المطلب بشدة مع صدور قانون مكافحة العداء للسامية، و كما يقال: " لا عجب لأمة الشرق و قد تجاهلت نواميس الكون و طرحت قوانين السماء أن تسقط هيبتها من عيون الأمم، و أن تصبح كسقط المتاع يباع و يشترى بأرخص الأثمان"
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفجار القادم هل هو إعلان عن نهاية التاريخ العربي؟
- بلجيكا و الحرب القادمة على الإسلام
- -خبزنا كفاف يومنا-
- الوطن لمن؟
- حُمَّى رئاسيات 2019 ترتفع في الجزائر
- رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري ( الجزائري) يطالب بحلّ الأحز ...
- هكذا استخدمت الإيديولوجية المرأة في عمليات التجسّس
- -حبكة لامبيدوز- لعبة ألمانيا الجديدة تجاه -الجالية المسلمة-
- نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف: الرئيس فرانسوا ميتران كان ورا ...
- جبهة العدالة و التنمية ( الجزائرية) تطالب بفتح تحقيق معمق في ...
- حكومة تذبح مواطنيها
- لماذا فشلت -المُعَارَضَة- في تحقيق التغيير في الجزائر؟
- -السلفية - و العزف على أوتار -الأمّة-
- في عيد المرأة العالمي.. المرأة في 2018 تبحث عن إنسانيتها
- في الصميم..ماذا لو كانت الجماجم جماجم حَرْكَى les harkas؟
- هذا ما قاله عمار بن عودة قبل مجيء عبد العزيز بوتفليقة إلى ال ...
- من أجل الإنتقال الديمقراطي.. سعيد سعدي زعيم ال: RCD على خطى ...
- التنظيم أم التخريب.. أيهما أفضل؟
- -منتدى العرب و الأمازيغ- فضاء إعلامي جديد لترسيخ -الهوية وال ...
- الوزير الأول أحمد أويحي يرد على زعيم الأفلان: علاقتي بالرئيس ...


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - دور النخب العربية في تصحيح صورة العرب و الإسلام أمام الآخر