أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - الوطن لمن؟














المزيد.....

الوطن لمن؟


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


و أنا أبحث في صور و أسماء المستفيدين على السكن الاجتماعي بمدينتي جاءني هاتف يقول لقد سقطت أسماء عديدة، و بدأ السؤال يتلوه السؤال عن المقاييس التي وضعتها السلطات الولائية في توزيع السكنات الاجتماعية، هل كل المستفيدين هم "زْوَاوْلَة" مثلي؟ هل كل المستفيدين هم أبناء المدينة؟، أم أن القائمة تضم كالعادة أسماء للدخلاء؟ و وقفت على العديد من أسماء النساء هُنَّ غير متزوجات، كما أن اللجنة المكلفة بإعداد القائمة لم تذكر سِنُّ كل مستفيد، و هذا أمر عادي لأن صور المستفيدين المعلقة وحدها تحدد الكبير من الصغير، مع سقوط أول دمعة رحت أبحث بين جوانحي عن وطني، و ما يحمله من معاني، أسئلة كثيرة تدور في ذهني عمّا تعنيه كلمة وطني؟ و كيف ننتمي إلى هذا الوطن؟، سؤال طرحتُهُ على نفسي، و ربما طرحته نساء قبلي.. ، بحثت بين أوراقي عن الوطن، قلبت كل الصفحات، و أخذتني مركبة الزمن إلى صرخات نساء كنّ قد بحثن عن مفهوم الوطن ، و هاهي الكاتبة الإنجليزية فيرجينيا وولف تتساءل عمّا تعنيه كلمة الوطن؟ و كم هو نصيبها من إنجلترا، ما الذي يمكنه أن يقدمه القانون لها؟ ما الحماية المادية التي يمكن أن يوفرها هذه القانون أو هذا الوطن، و كان لها أن تختصر و تقول: إن الذين زعموا أنهم كافحوا و ناضلوا من اجل أنه تعيش هي معززة مكرمة و حمايتها من كل شيئ يجلب لها الألم، أتراهم أخطأوا؟ أم أن الذين جاءوا بعدهم خانوا الأمانة و كانوا أنانيين و جبناء، لأنهم لم يكونوا في مستوى "الرّجال"، ربما ما قالته هذه الكاتبة الإنجليزية فكرتُ فيه قبل أن أقرأ ما كتبت، خاصة و أن فيرجينيا تحدثت عن "الدخلاء" ، إن عاطفة ما تدفعها لتضمن للوطن أولا ما ترغبه للعالم أجمع من سلام و حرية، ثم تتساءل ما هو الانتماء للوطن؟، هو سؤال في الصميم..، و لعل البعض منّا طرح هذا السؤال على نفسه و هو يبحث عن مساحة صغيرة تشعره بالانتماء لهذا الوطن..
هل يكفي أن نكون حاملين "بطاقة هوية" أو "جواز سفر" لكي نثبت انتماؤنا لهذا الوطن؟، هل يكفي ذلك و نحن نعيش تحت سقف مهدد بالانهيار فوق رؤوسنا و في أي لحظة؟، و كيف نُمْسِي أعضاء في هذا الوطن، و إن كانت أفكار فيرجينيا وولف كإنجليزية ، فهي أفكار كل امرأة في العالم، مهما كانت جنسيتها و مهما كانت عقيدتها ، طالما هذه المرأة تناضل و تكافح و تجاهد من أجل أن يكون لها وجود في هذا الذي نسميه "وطن" ، و كيف تحقق "مواطنتها"، في ظل قوانين التملك و بأسلوب الغش و التحايل، و استغلال حب الآخر للوطن، و هنا نجدد السؤال حول قضية من له الحق في الانتماء للوطن و كيف؟ و من هم المواطنون الحقيقيون الذين ينتمون لهذه المدينة أو لهذا الوطن؟، يقول محللون غربيون و منهم كاثرين هول أستاذة التاريخ في جامعة لندن : إن الوطن لا يتشكل مرة واحدة كما أنه لا يخذ قالبا نهائيا إلى الأبد، بل على العكس، فإنه يعاد بناؤه و تصوره و ترسيم حدوده على نحو مستمر، و هذا من أجل إعادة صياغة مفهوم "الوطن"، و تغيير مفهوم "المواطنة" و تشكيل طبقة جديدة في المجتمع، و بالتالي وضع مفاهيم جديدة من خلالها نفرق بين من هم المواطنون و من هم الرعايا؟ ، و من خلالها أيضا يمكن إعطاء الخيوط التي يمكن لخريطة الوطن أن ترسم بموجبها، و تحدد الفئات المتضمنة أو المستبعدة من المجتمع المتخيل لذلك الوطن.
الآن فقط فهمت مضمون الرسالة التي أرادت فيرجينيا وولف كـ: "امرأة"أن توجهها لنا ، و للذين ينتمون إلى طبقة البؤساء لمعرفة ماهي الصلة التي تربطهم بهذا الوطن، و كأنني اسمعها تقول: أيها المواطنون الحقيقيون، أنتم دخلاء عن هذا الوطن، لأنكم لا تملكون المال لشراء كل شيئ، حتى الأمن و السلام، ماذا يعني أن أعيش في وطني و أنا غريبة عنه، ماذا يعني ان أعيش في وطني و أنا مهضومة الحقوق، و أنا أرى الدخلاء يحتلون السكنات، و الوظائف، و يحصلون على كل الامتيازات على حساب الشهداء و المجاهدين و يلقون بأبنائهم في بحر الضياع ، و يحولونهم من مواطنين حقيقيين إلى رعايا، فيشعرونهم بأنهم هم الدخلاء.. لك الله يا وطني، لقد رسمت فرجينيا لوحة للإنتماء و هي تردد : "نعيب الغدفان على شجرة الدردار، و الأمواج التي ترتمي على أقدام الشواطئ و الأصوات التي تترنم بأناشيد رياض الأطفال"، محزن جدا طبعا أن تكون غريبا في وطنكَ ..لك الله يا وطني.
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُمَّى رئاسيات 2019 ترتفع في الجزائر
- رئيس حزب التجمع الوطني الجمهوري ( الجزائري) يطالب بحلّ الأحز ...
- هكذا استخدمت الإيديولوجية المرأة في عمليات التجسّس
- -حبكة لامبيدوز- لعبة ألمانيا الجديدة تجاه -الجالية المسلمة-
- نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف: الرئيس فرانسوا ميتران كان ورا ...
- جبهة العدالة و التنمية ( الجزائرية) تطالب بفتح تحقيق معمق في ...
- حكومة تذبح مواطنيها
- لماذا فشلت -المُعَارَضَة- في تحقيق التغيير في الجزائر؟
- -السلفية - و العزف على أوتار -الأمّة-
- في عيد المرأة العالمي.. المرأة في 2018 تبحث عن إنسانيتها
- في الصميم..ماذا لو كانت الجماجم جماجم حَرْكَى les harkas؟
- هذا ما قاله عمار بن عودة قبل مجيء عبد العزيز بوتفليقة إلى ال ...
- من أجل الإنتقال الديمقراطي.. سعيد سعدي زعيم ال: RCD على خطى ...
- التنظيم أم التخريب.. أيهما أفضل؟
- -منتدى العرب و الأمازيغ- فضاء إعلامي جديد لترسيخ -الهوية وال ...
- الوزير الأول أحمد أويحي يرد على زعيم الأفلان: علاقتي بالرئيس ...
- -الناصرية- و نظرية اختراع -الرمز- من أجل بناء تنظيم قومي واح ...
- فلسطين و العالم العربي ( نحو تحالف ديني عربي)
- نحو -أسلمة العلوم-
- الفيزيائي الفلكي الجزائري نضال قسّوم: رجال الدّين فشلوا في ا ...


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - الوطن لمن؟