أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار














المزيد.....

كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


ليس بمقدوري ان اغادر طقس الفجيعة ومرارة الاحزان ولوعة الذاكرة التي يسببها لي احتفال العالم بعيد الاشجار
ففي مثل هذا اليوم اقدم البعثيون الاوغاد وضمن تقاليدهم الدموية المعروفة باحتفالاتهم على واحدة من ابشع الجرائم الوحشية بحق البيئة والاشجار عندما اعطوا لجلاوزتهم امرا بالاجهاز على الحديقة الوحيدة في مدينة الثورة (الصدر حاليا) وفي يوم الاحتفال العالمي بالاشجار والربيع .
لم يكن الاعتداء على هذه الحديقة التي حملت اسما واحدا وهو (حديقة الجوادر)اعتداء على الطبيعة والاشجار فقط بل كان اعتداء صارخا وموجها لذاكرة مدينة ولتراثها الثقافي ولتاريخ ابنائها من المبدعين في شتى مجالات الابداع الثقافية والرياضية والعلمية.
حيث كانت هذه الحديقة مهرجانا ابداعيا دائميا تخرج من بين اشجارها المستباحة العشرات من الشعراء الشعبيين امثال عريان السيد خلف وكاظم اسماعيل كاطع وكريم العراقي و جاسم التميمي والعشرات من شعراء القصيدة الحديثة كخزعل الماجدي وشاكر لعيبي وحسن المرواني وعبد الزهرة زكي وحامد الياسري وجمال جمعة وعشرات من كتاب القصة كعبدالله صخي وجمعة اللامي وسعيد جبار فرحان وعبد جعفر وغيرهم وعشرات من التشكيليين من امثال سعيد شنين وستار كاووش وغيرهما.وعشرات المسرحيين من امثال خضير الساري وكريم جمعة وعباس الحربي وكريم الزيدي وكريم رشيد وغيرهم الكثير والعشرات من الرياضيين الذين ملأوا التاريخ الرياضي الوطني بالانجازات والمجد.
لاتصدقوا اذ اخبرتكم ان هذه الحديقة المقتولة شاهدت فيها اول معرض للرسوم لفنان تشكيلي قتلته السلطة البعثية فيما بعد اسمه (عدنان) كما شهدت هذه الحديقة الاجتماعات المحضورة الاولى للاحزاب المعارضة الاسلامية منها والشيوعية وتحت افياء اشجارها كانت تلتقي حكمة شيوخها قبل ان يؤذن المؤذن للصلاة ويتركوا حكمتهم وحكاياتهم الخالدة تستفز صبوات الصبية امثالنا.
ولما ادركت السلطة ان هذه الاشجار اصبحت مدانة بالجرم المشهود بتصدير قائمة من المعارضين للدكتاتورية والمئات من المبدعين والشهداء وعندما اصبحت هذه الاشجار مدانة بكونها الملاذ الامن لكل هؤلاء كما انها لم تحقق الهدف الذي انشئت من اجله وهو ضيافة مواجهي المرضى للمستشفى المقابل لها.عند ذاك اصدر المجرمون قرارهم الوحشي باستئصال وقطع اشجار هذه الحديقة ليطمرمعها كل هذا التراث الثقافي والانساني الذي سيكون فيما بعد من السنوات مصدرا ورافدا ابداعيا انتشر في كل انحاء العالم باعتباره ادبا عراقيا صميميا حمل ماركة مدينته وخصوصية ما تمثله هذه المدينة من سفر العذابات وملحمة البطولات والشهداء المنتسبين من كل الانتماءات والاتجهات، فضاءات هذه الحديقة كانت اوسع من صفوف مدارسنا وبيوتنا الضيقة بامتارها ال144المعروفة ودروبنا المغبرة والغارقة بالوحل ولهذا شهدت هذه الحديقة انفجارمكبوتاتنا في العشق والسياسة والاحزاب المحذورة وتوهجات الابداع الادبي والرياضي والعلمي.
لانريد من الساسة الجدد سوى اعادة الاعتبار لهذه المحطة المتألقة من محطات (الذاكرة العراقية) ولربما ستكون مثل هذه المهمة ايسر على مؤسسات المجتمع المدني وخاصة مؤسسة الذاكرة العراقية التي من مهماتها توثيق العذابات العراقية.وانا على يقين بان الاصابع التي ذبحت العشرات من ابناءهذه المدينة في اسواقها وشوارعها هي ذات الاصابع التي ذبحت اشجارها في عيدها السنوي
وعند ذاك نكون قدمنا خدمة عظيمة ليس لابناء هذه المدينة ورموزها الابداعية التي تملأ الارض الان بتوهجات ابداعها بل لشهداء هذه المدينة الذين غادروا العالم وهم يكتبون قصص بطولاتهم وعشقهم على لحاء تلك الاشجار التي قتلت بمثل هذا اليوم من عام 1980



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة اذارالعراقية امانة في ذمة المبدعين
- هل يعود معلمنا الخالد؟
- نعزي البريكان في موسم اضحية الطوائف
- ما بعد الرسوم الدنماركية
- الارهابيون يلاحقون((اطوار)) لمشارف قبرها
- موفق محمد سفير للوجع العراقي
- ثقافة القرصنة والانقلابات
- احمد خلف يعبر حده الفاصل ليتنبا بموت ابيه
- مكتبة عراقية في نادي الاخاء التركماني
- المشترك في نكباتنا المقدسة
- ملتقى السياب التاسيسي/المعلم محمد خضير وتسيد القصيدة العمودي ...
- ناظم السعود يتامل البنايات العالية
- العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده
- حوار مع الفنان العراقي هادي السيد
- الدرس العراقي في خروج عبد الحليم خدام
- لا تحولوا حناء البنفسج الى نافورات دماء
- مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشع ...
- اليبراليون العرب والصمت القهري
- اللعنة على قراصنة البر والبحر
- اصدقاء العراق النبلاء/ شاكر النابلسي....عباس بيضون.....صافين ...


المزيد.....




- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
- ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي ...
- تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء ...
- مصر.. إحالة 5 من مطربي المهرجانات الشعبية للمحاكمة
- بوتين: روسيا تحمل الثقافة الأوروبية التقليدية
- مصادر تفنّد للجزيرة الرواية الإسرائيلية لتبرير مجزرة النصيرا ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق التميمي - كرنفال دموي لحديقة الجوادرفي عيد الاشجار