أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - توفيق التميمي - اليبراليون العرب والصمت القهري















المزيد.....

اليبراليون العرب والصمت القهري


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1410 - 2005 / 12 / 25 - 04:09
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


هل يمكن ان يكون تهديد كاتب مصري ليبرالي.. قدم قراءات مغايرة للنصوص التأريخية والمدونات المقدسة مثل الكاتب والباحث سيد محمود القمني.. الذي اتخذ قراراً فريداً واستثنائياً في احتجاجيته لايحتاج الى تأويل، على ما وصلت اليه الامة من مأزق في ظل سيادة خطاب العنف والسلاح على خطاب الحوار والتسامح، هل يمكن أن يكون مثل هذا الحدث مثار اهتمام المواطن العراقي الذي يعيش يومياً مواجهة مباشرة وفعلية مع المصادر الاجرامية نفسها التي هددت الكاتب، انها معركة جديدة مع الفكر هذه المرة وحرية التعبير بشكل مطلق فبعد ان اوغلوا في دماء ابنائنا، يتجهون لتكميم افواه الاخرين، وبهذا يسفر الارهاب الاصولي عن تجلٍ جديد من تجلياته الظلامية السوداء.. بعد ان برع وتفنن عرّابوه وقتلته المأجورون في فنون الانتحار وقتل النفس المحرم قتلها الا بالحق وانتهاك حرمة الابرياء وتحطيم البنى المادية والمعاشية للناس.
أمام نافورات الدماء الزكية لأطفال”النعيرية “ وأمام صرخات الثكالى العراقيات النائحات وأمام عذاب العراقيين الذي لاينتهي.. كيف نقرأ حدثاً مثل هذا؟
كاتب مصري احترف الكتابة في الاسلاميات والموروثات بطريقة صادمة للمدارس التقليدية في التأويل والتاريخ.. يتلقى تهديداً بالتصفية الجسدية بسبب آرائه وأفكاره يصدر قراره الغريب بإعتزال الكتابة.. وليس هذا فحسب.. بل يقترن هذا القرار المبطن بالاحتجاج الصارخ.. بتوبة عن كل ماكتبه.
قد تبدو المقارنة مجحفة.. وغير مشروعة.. ولكن القاسم المشترك لهما هو الجاني او المجرم هو نفسه..”قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين “.. ذلك الوجود السرطاني والكيان المشبوه بملامحه واهدافه ومخططاته.. ومصادر تمويله وبدايات تكوينه..
مقارنة الحدثين تقودنا الى اثارة عدة علامات استفهام.. حول طبيعة المواجهة التي تدور الان بين قوى التنوير والعقلانية وبين قوى التكفير والظلامية في معركة تتقدم فيه اساليب المعركة الشريفة وتختل الموازين وتنعدم فيها فرص الحوار الذي ان تحقق سوف لن يكون لقوى التكفير والسلفية اية حجة او سبيل في النجاح وربما في الوجود.. ثم هل يشكل قرار كاتب بالامتناع عن الكتابة والتوبة عن الافكار.. انتصارا تحققه هذه القوى في معركتها الظلامية لهزيمة رموز الفكر والحرية.. ومحاصرة مساحات حرية التعبير المحدودة على خارطة اوطاننا؟
وهل مايجري في العراق من مذابح طائفية يومية يقوم بها البلطجية المجرمون امثال الزرقاوي واشباهه من القتلة المأجورين.. يقع في الدائرة نفسها التي يحاولون فيها مواجهة الفكر المضاد المختلف عما يبشرون به وما يستندون اليه من مرجعيات سلفية، متكلسة، متحجرة؟
ثم الا يشكل الاصطفاف مع كاتب مهم وان كان هذا الكاتب متطرفاً في آرائه.. ومتمرداً في تصوراته.. والوقوف معه في محنته ازاء تهديده بحياته.. وقوفاً مع حصانة حرية التعبير التي كفلتها اديان السماء قبل ان تبشر بها الايديولوجيات الوضعية؟
وتقودنا هذه القضية الى مسألة في غاية الاهمية والخطورة وهي قضية مواجهة الارهاب وعدم الاستسلام والخضوع لاجندته.. فرغم ضراوة وشراسة الهجمات اليومية للارهابيين.. فأن هناك صمتا مشبوها وتواطئا مفضوحا ليس للنخب القومجية العروبية فحسب.. بل صمت لبعض العراقيين المرتبطين بحلم عودة الدكتاتورية واستعادة المناخات الطائفية والعرقية التي كانت تنمو فيها غابات الدكتاتورية السوداء.
وليس هذا فقط بل ان تهديد القمنى.. الذي يقع ضمن موجة تكفير واغتيال لسلسلة من الادباء المبدعين ليس في مصر وحدها بل امتدت الى بلدان اخرى مثل بيروت والرباط وغيرهما.
هذا التهديد لربما يؤشر على ان مواجهة الارهاب في العراق لم يرتق حتى هذه اللحظة الى ماهو مطلوب من هذه المواجهة.. فأن بعض المقالات الصحفية الخجولة ودعوات أئمة بعض المساجد لاتكفي وحدها لتجفيف منابع هذا الارهاب المستشري الذي وجد له مناخات طائفية خصبة تدعمه في تنفيذ مخططاته الاجرامية المشبوهة.
فلابد من ان يكون الى جانب ذلك مفكرين يحللون مرجعيات هذا الارهاب ويفككون ما يستند اليه من اوهام والتباسات.. ويطرحون البدائل والقراءات القويمة للناشئة.
اننا هنا في العراق بأستثناء بعض مايكتبه العراقيون المقيمون في الخارج المتنعمين بأجواء حريته ترى ان هنالك فراغاً كبيراً تشهده الساحة العراقية في المواجهة الفكرية مع هذه القوى المُضللة التي تدفع بشباب قليلي الخبرة والثقافة الى فناء الجسد وثقافة الانتحار بتربيتهم على اوهام لاتستند الى ادلة موضوعية او اثباتات عقلية وقرار القمني بالتوقف عن الكتابة ليس كما يتصوره بسذاجة الدكتور عبدالصبور شاهين بأنه رجوع عن افكاره وتوبة عن تصوراته وآرائه المنحرفة عن الرؤية الاسلامية.
بل هي اقرار واعتراف بعدم تكافؤ المعركة التي تشهدها الامة في هذه اللحظة بين قوى الارهاب وبين قوى التنوير والعقلانية.
ومهما كانت آراؤنا وتقييماتنا لكتابات السيد القمني وقبله نصر حامد ابو زيد وفرج فودة وغيرهم من المفكرين والصحفيين.. الذين لم ترهبهم اساليب الابتزاز لهذه القوى التكفيرية.. ومضى البعض منهم شهداء لحرية الرأي والكلمة.. مهما كانت آراؤنا فيهم وتحفظاتنا على مناهجهم وطروحاتهم.. فأنهم بلاشك ابطال حرية الكلام.. وابطال الجرأة والجسارة ويستحقون منا الاحترام والاصطفاف مع محنتهم..
لان القمني اذا توقف عن الكتابة.. فانه لن يمنع بائعاً للكتب في شارع المتنبي من استنساخ مؤلفاته ومؤلفات الحداثويين من امثاله كمحمد اركون ونصر حامد ابو زيد وتركي الربيعو وعلي حرب.. وغيرهم من الذين قدموا قراءات جديدة للاسلام والفكر الاسلامي خارج المدرسة التقليدية والقراءة البالية التي ضاقت بها ذرعا اجيال الناشئة من الشباب ووجدوا فيها مخرجاً من مآزق التغريب.. بين هذه القراءات وماأنجزته الحضارة في شتى ميادينها التقنية والفكرية والروحية هؤلاء يستحقون منا الاحترام لانهم فتحوا فتوحات جديدة في مساحة الفكر الاسلامي ووضعوا نوافذ جديدة لتجديد الهواء المتعفن داخل فضاءات هذا الفكر.. وليس لانهم كما يتصور البعض طلاب شهرة وضجة..
فنصر حامد ابو زيد لم يحاكم افكاره.. ولم يصدر قرار تطليقه من زوجته وفرج فودة لم ينتحر علناً في احد شوارع القاهرة.
وحسين مروة.. لم ينفذ اغتياله بنفسه..
نحن ندرك بأن الكاتب عندما يقنع نفسه بالتوقف عن الكتابة فأنه يدعو نفسه للموت الاعتباري الذي يحرم امة بكاملها وجيلا بكامله من ثمرات فكره وآرائه.. مهما كان هذا الفكر وهوية تلك الآراء..
ان الاصطفاف مع هؤلاء هو اصطفاف مع حرية التعبير التي لاوجود لمجتمع مدني او تجربة ديمقراطية دون ضمانات لهذه الحرية التي لم تشهد ازدهارا الا في ذروة الاسلام الحضاري عندما احتشد عدد من الكتاب والمفكرين والصابئة والنصارى في ايوانات الخلفاء والملوك.
وعندما شطر سيف الخليفة اجساد المفكرين ووصمهم بلعنة الزندقة والالحاد اظلم وجه التأريخ واستباحت الامة موجات من الغزاة والغرباء..
لابد ان نسجل من واقع التجربة الدموية العراقية وقريباً من النزف اليومي لدماء الابرياء المواطنين.. ومن خراب مؤسساتنا وتدميرها التي تلتذ لها احلام هؤلاء السلفيين التكفيريين.. الذين لايتوانون عن اهدار دماء الاطفال والحلاقين فكيف بمفكرين احرار يخالفونهم بالمنطق ويغايرونهم بالاساليب.
ايها القمني بالقرب من دمائنا المسفوحة يوميا على ارصفة الوطن نبعث لك برقية التعاضد والمؤازرة.. في معركتك مع القاتل الذي تلطخ يداه بدماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا.
ايها القمني نحن معك وقبل ذلك نحن مع حرية التعبير الى اقصى آفاقها.ايها القمني ومعك كل احرار الكلمة النبيلة والشجاعة سنواصل بشرف معكم هذه المعركة ولو كان ذلك اضعف الايمان



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة على قراصنة البر والبحر
- اصدقاء العراق النبلاء/ شاكر النابلسي....عباس بيضون.....صافين ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - توفيق التميمي - اليبراليون العرب والصمت القهري