أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - توفيق التميمي - اللعنة على قراصنة البر والبحر














المزيد.....

اللعنة على قراصنة البر والبحر


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1407 - 2005 / 12 / 22 - 07:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل كان غسان كنفائي الروائي الفلسطيني الشهيد.. والمعروف بمخيلته الخصبة ورمزيته المعروفة وموهبة استشراقه الشفافة عارفا بما سيؤول اليه مصير الملايين من العراقيين وهم يبتكرون طرقا للموت واخرى للنجاة من ابشع فصل لسلطة دموية.. عندما رسم الشخصية الخالدة (ابو خيزران) في روايته الرائعة (رجال في الشمس).. (افتحوا الابواب)؟..
ولم تفتح الابواب.. لا لابي خيزران ولا لالاف العراقيين الذي ضاعوا في متاهات المنافي ووحشة طرقاتها وكانوا لقمة سائغة لحيتان البر والبحر، افواج من البشر والناس تفر من أوطان ذكرياتها وتاريخها المتسلسل من ضياء الحضارة الاولى وحتى اخر استيلاء لعصابات الشوارع وحثالات المدن على السلطة والاحزاب.
شعراء ومثقفون وكسبة ناجون من الثرامات العجيبة.. وفارون من المقابر الجماعية.. ينفذون بجلودهم.. ليبتكروا طرقا للهرب ودروبا للمنافي لم تخطر على بال ولم يشهدها تاريخ الهجرات من عبور موسى.. وحتى يومنا هذا ضاقت بهم الارض.. بما فيها ارض (العروبة) التي سامتهم سوء المذلة والمهانة والهبت ظهورهم سياط الغدر ارضاء لمخابرات البعث التي كانت تحكم بلاد العروبة من عروش سفاراتها.
فكان حلم الخلاص من كل هذا العذاب.. الوصول الى مرافئ السلامة والنجاة.. عبر ما ابتكرته هذه المخيلة العراقية من طرق عجيبة وقصص فاجعة على سفر ملحمة المنافي والتشرد العراقية التي اصبحت وجعا للضمير الانساني الحي.. وعارا على جبين الجفاة الذين شردوا هذه الملايين وقلعوهم من ارض احلامهم وسمواتهم الاولى.
أجساد تشويها صحاريج البواخر الراحلة للمجهول واخرى تتلقفها الحيتان وكواسج البحار.. واخرى تؤوب للزنزانة المظلمة.. بعد ان يسلمها الوشاة عند اول مخفر للحدود..
واخرى تتعلب بنعوش بائسة لتودع في مقابر مجهولة في صحارى الوطن المترامية.
ملحمة معلنة وغير سرية لم يطّلع عليها الا ابطالها الشهداء الذي يستقرون الان في مملكة السماء الواسعة بعد ان ضاقت بها سبل اهل الارض والبقية الباقية من الناجين من كل رحلات الموت المبتكرة.. لازالوا يرقبون ويتطلعون الى حرائق الوطن الذي غادروه... وهم يتحرقون ألما وشوقا للعودة اليه.. بعد ان غزاه التتر الجدد من الارهابيين الوافدين من الكهوف الافغانية والمتسللين من بورصة السياسة والاعيبها ليملأوا فراغ ما خلفه صدام من تركة ثقيلة في خراب الارواح والاجساد ان استحضارنا لذكرى السفينة الاندونيسية وللضحايا الابرياء من العراقيين نساء ورجالا واطفالا ولدوا في رحم هذه المأساة وعمقها الرهيب انه استحضار لمحنة العراقيين الفريدة تاريخيا.
وادانة لكل من صنع هذه المحنة واشترك في تأسيس هذه المأساة ابتداء من الطاغية وقتلته المأجورين وجيوشه من المخبرين والاعلاميين والشعراء الى التجار والصيارفة والمراقبين وقراصنة البحار الذين تنعموا بثراء فاحش باستغلالهم للدم والثروة العراقية المهاجرة الباحثة عن الخلاص.
كل هؤلاء اشتركوا في هذه الجريمة التي أودت بحياة اكثر من 400 ضحية عراقية باحثة عن احلامها المشروعة.. في سراب السواحل الجديدة وهي نموذج لحوادث تكررت بوقائع مختلفة وضحايا اخرون..
ليشهد العالم كله هذا اليوم بان هذه المأساة النموذجية وحدها تكفي لاعدام طاغية العراق (400) مرة بعدد ضحايا هذه السفينة المأسوية.
تايتنك العراق عراقية بالكامل وحدها الان تستغيث بما تبقى من ذكريات اليه محفورة في ذاكرة الناجين لاستدراج عشرات الملايين والصيارفة الى محكمة العدل والتاريخ.
من عمق هذه الملحمة وذروة فاجعتها الاليمة ادعو لاقامة نصب شامخ يتوسط فضاء بغداد لابطال هذه الملحمة العراقية الفريدة لتكون شهادة عار لطغاة الارض الذين يشردون ابناء وطنهم لينعموا بالحكم على حساب اجساد شعوبهم التي تتلقفها حيتان البحر وقراصنة البر في غابات البشر.
تايتنك العراق وشهداؤها الاربعمائة اوسمة من الشرف.. نعلقه على صدورنا.. ونحن نشن حربا عادلة ضد قوى الارهاب الجديد الذين يسعى لاستعادة عروش الطغاة والجلادين الذين شردوا هذه الملايين العراقية.
واخيراً نحن بانتظار عودة الناجين من طرق الموت المبتكرة على ظهر باخرة عراقية تعود بهم مصطحبين احلامهم وما تبقى من اعمارهم ليروا شيئا من تلك الاحلام التي بذلوا من اجلها كل هذا العذاب.



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدقاء العراق النبلاء/ شاكر النابلسي....عباس بيضون.....صافين ...


المزيد.....




- أسرة عبد الحليم حافظ تقاضي مهرجان موازين المغربي بعد ظهوره ب ...
- شكوك بعد تقرير استخباراتي أمريكي حول نتائج الضربات على المنش ...
- مسلم، تقدّمي، وابن مهاجرين... زهران ممداني يقترب من منصب عمد ...
- كنيسة مار إلياس.. بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ...
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- السيارات الكهربائية في إسرائيل: قنبلة موقوتة أكثر فتكًا من ا ...
- إلزام الطلاب الأجانب بالعمل في الريف.. حل لأزمة نقص الأطباء؟ ...
- عاجل| أردوغان: التوتر العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل عرض ...
- ترامب يعلن موعد استئناف المحادثات النووية مع إيران
- ميزر صوان.. السلطات السورية تلقي القبض على -عدو الغوطتين-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - توفيق التميمي - اللعنة على قراصنة البر والبحر