توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية
(Tawfiktemimy)
الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 05:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تضارب المصالح والاختلافات الشخصية وتقاسم النفوذ والتنحيات المزاجية للمناصب، واسباب اخرى لا يعلمها الا الله والراسخون في (علم الاستبداد العربي) هي التي جعلت شخصا مثل عبد الحليم خدّام احد الفاعلين الرئيسين في تاريخ السياسة العربية يعلن خروجه على احد اكبر الانظمة المخابراتية والاستبدادية في عالمنا العربي بعد ان كان مشاركا ومتورطا في تاريخ هذا النظام من الحروب والابادة والقمع، بطريقة تذكرنا بطريقة خروج (حسين كامل) وعائلته.. واعترافاته المدفوعة الثمن. وكما تذكرنا طريقة تصويت مجلس الشعب السوري بالاجماع لمقاضاة (خدام) (بالخيانة الوطنية) بالطريقة الصدامية (الديمقراطية) لتصفية خصومه من الاقرباء والاعداء على السواء.
تشابه التجربتين في الاساليب والوقائع ومعهما النذير الذي حملته تصريحات خدام بالخطر المقبل للإطاحة بالدائرة السورية الحاكمة وهي تتخبط بالمزيد من الحماقات.
كلها علامات واضحة ومؤشرات بارزة، بأن الزلزال الذي اطاح بالدائرة (الصدامية) مازال فاعلا في المنطقة برغم ما يقال عن نتائج هذا الزلزال على الواقع العراقي المحتقن دمويا.
كما ان الدرس البليغ في (خروج خدام) عن موقعه المزمن في سلطة القرار السوري، هو ان تنتبه الشعوب العربية الى ذاتها.. لتقوم هي بكشف ملامح الخطر وتفاديه قدر ما سمحت لها انظمتها المزمنة بالتسلط وتحديد سبل الخروج من هذه المخاطر التي تأكل الاخضر واليابس وان لا تتورط هذه الشعوب بالانقياد الاعمى لما تصدره هذه الانظمة من اكاذيب ودعايات ببغاوية.. بانها هي صاحب الحق الشرعي على الدوام وان من يخرج عن طاعتها هم مجرمون- خائنون يستحقون القتل والدمار..
واخيرا هل كان من سوء طالع شعبنا العراقي أم حسنه؟ انه لم يوجد في بطانة (الطاغية صدام) (خدام) يمتلك الحنكة السياسية والخبرة المتراكمة.. لينذره... بذلك المصير الذي يتسربل به الان من إهانة وذلة.. ولعنة.
#توفيق_التميمي (هاشتاغ)
Tawfiktemimy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟