أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - توفيق التميمي - مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشعراء














المزيد.....

مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشعراء


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 10:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تجن الثقافة العراقية اية ثمرة من ثمار الديمقراطية بشكل واضح وملموس كما لم تتمايز ثقافتنا كثيرا في هذه الاعوام الثلاثة عن سابقاتها من اعوام الاستبداد والادلجة المؤسساتية للثقافة ولم يكن هناك انطلاق ملموس للكتاب العراقي وسقطت مؤسسات الثقافة واداراتها بفخ” المحاصصة“ وآفتها السرطانية التي امتدت من الوزارة نزولا الى اصغر دائرة ثقافية.. ومما زاد الامر سوءا هو تشبث بعض الصداميين بمواقعهم.. دون ان يستطيع حتى منطق”المحاصصة“ المقيت زحزحتهم عن كراسي مناصبهم المزمنة ومسؤولياتهم السابقة بل وصل الامر في بعض المؤسسات لتكريمهم ومن هنا كانت العلاقة بين المثقف الحقيقي والمؤسسة الرسمية للثقافة علاقة احتراب وتحفظ ونكوص.. وبسبب ذلك افتقرت الى الرؤية الواضحة والمنهجية الكاملة في بناء استراتيجية وطنية للثقافة العراقية تتجاوز ازمتها وتتجاوز اغلال الاستبداد ومدته الظلامية التعبوية.. ولذا كانت اغلب القرارات المتعلقة بالثقافة تعتمد على الاهواء الفردية والمزاج الشخصي واعتماد منطق الاستعطاف والاسترحام.. بدلا من وضع قرارات جذرية للنهوض بواقع المثقف العراقي وتحسين اوضاعه الانسانية والحياتية واعطائه الفرص المتكافئة حسب الكفاءة في الوظائف التي يستحقها بجدارة السيرة والمنجز لا بمنطق المحاصصات الذي كان سائدا وشغالا.. كما هو الحال في مؤسسات ودوائر الدولة الاخرى كما ظلت الكثير من التقاليد البالية للمؤسسة البعثية الثقافية فعالة في المشهد الثقافي الجديد ومنها الحفاظ على طابع المهرجانات الاحتفائية والاستعراضية التي حفلت بالوعود والوصايا التي لم تجد طريقها للتنفيذ وبقيت في حدود بياناتها الختامية وتصريحات المسؤولين والقائمين عليها في ظل الاجواء الاعلامية والتصريحات الدعائية..
عشرات من الامنيات تبعثرت في طي النسيان والتجاهل المتعمد.. كفتح قنوات فضائية ومضاعفة المطبوعات العراقية واقامة حوارات وطنية لمكونات العراق الاثنية وتشغيل العاطلين في دوائر الثقافة.. وطبع الاعمال الكاملة لرواد الفكر والتنوير في العراق وتصميم الكتاب الثقافي العراقي في المدارس والجامعات وتسمية قاعات الدروس باسماء الرموز الابداعية العراقية وكثير غيرها ظل مؤجلا ومعلقا.
ومن جانب اخر صرفت الاموال الطائلة دون جدوى على مهرجانات ورحلات ومؤتمرات لم تنعكس نتائجها بشكل ملموس على تطوير المشهد الثقافي العراقي كما لم تتحقق احلام المثقفين بالحضور الفعال في المشهد السياسي والمشاركة الجادة بصياغته اسوة مع الساسة والملاكات الفنية الاخرى.. حتى اجهضت محاولة بعض المثقفين تأسيس كيان سياسي خاص بهم بل لاقت الجحود والتهكم حتى من المثقفين انفسهم.. وبلغ هذا الاحباط من قبل المثقفين بالجدار السياسي الذي لم يغير عاداته وتقاليده عما مضى كثيرا.. عندما فشل المثقفون العراقيون بوضع بصماتهم على الصيغة النهائية لمسودة الدستور العراقي.. ولم تشفع لهم مرحلة المداولات والاجتماعات المتكررة التي حضرها مثقفون من مختلف الاجناس الابداعية شعراء وقضاة واعلاميون وفنيون وعلماء دين.
وظهرت مسودة الدستور ليست مخيبة لهؤلاء المثقفين بل حتى لمثقف ووزير ثقافة سابق كان واحدا من لجنة صياغة هذه المسودة.
حفل هذا العام مع تلك الاحباطات والخيبات سواء بالمؤسسة الثقافية او بالمؤسسة السياسية.. بفواجع الغياب والنكبات لرموز ابداعية وثقافية.. مهمة على خريطة الابداع العراقي فمثلا غاب الشعراء حسين الحسيني، عقيل علي، عبداللطيف الراشد، مؤيد سامي، واخيرا يوسف الصائغ.. ليشكل هذا الغياب مؤشرا صارخا على استمرار محنة الاديب وازمته الاجتماعية ولربما يشكل هذا الغياب احتجاجا صوفيا من الشعراء على واقع لم يتغير كثيرا.. بالنسبة اليهم.
وبين كل هذه النقاط والمؤشرات السلبية فان هناك نقطة مضيئة ومشرقة هو ذلك المدى الجديد من الحرية وتحديدا حرية الكلام والكلام بكل اشكاله التعبيرية والابداعية وعبر مختلف الوسائل.. للدرجة التي جعلت احد زملائنا يطلق على هذه الحقبة انها ” زمن الكلام “.
نأمل ان يشهد عامنا المقبل.. الشروع ببناء استراتيجية وطنية للثقافة يضعها المثقفون انفسهم وتضعها فعالية المجتمع المدني للثقافة التي مازالت في اطوارها الاولى.. والتي لم تتلق الدعم والمساندة لا من الجهات الحكومية ولا من الجهات الدولية ذات الايدولوجية المالية الغامضة.
ومن هنا اختفى الكثير من التجمعات الثقافية المدنية وضعف نشاطها وفتر حماسها على المواصلة والاستمرار.. وواصل البعض من هذه التجمعات المدنية مشواره الصعب، وانا احيي في هذا المقام كل التجمعات المدنية الثقافية التي واصلت هذا المشوار وسط هذه الصعوبات وفي خضم هذه الامكانات الشحيحة واخص بالذكر ملتقى الجماهير الابداعي.. والتجمع الثقافي في شارع المتنبي ومؤسسة مدارك والحوار العراقي، وعشرات غيرها في مدن ومحافظات العراق التي لم تعان فقط شحة الدعم المالي بل عانت التجاهل الاعلامي والمواكبة من قبل اغلب الوسائل الاعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة.بحضور هذه التجمعات المدنية ومسؤولية الرقابة على مؤسسات الثقافة والعزيمةعلى الشروع بزمن الف



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليبراليون العرب والصمت القهري
- اللعنة على قراصنة البر والبحر
- اصدقاء العراق النبلاء/ شاكر النابلسي....عباس بيضون.....صافين ...


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - توفيق التميمي - مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشعراء