أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق التميمي - العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده














المزيد.....

العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 07:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


شارع المتنبي ورصيف الكتاب والملحق به على هامش زمن الرعب والحصار والجوع..هما شرياناً الثقافة العراقية النابض.. ومرآتها العاكسة لتحولات الثقافة ومحطاتها المضيئة والمعتمة معأ..
وباعة كتاب الرصيف.. الذين قايضوا بطالة الظلم بكبرياء الرصيف هم مثقفون وساسة واكاديميون وشعراء.. ولذا فبائع رصيف الكتاب هم ممن ادركوا قيمة بضاعتهم واسرارها الدفينة ولانهم كذلك فقد قدموا صوراً من البطولة والصبر والتضحيات قل نظيرها سواء في مواجهة زمن الفقر والجوع او مراوغة اجهزة الخوف والتجسس المنتشرة كالوباء في فضاء هذا الشارع الجميل.
ومن بوابة الشارع المفتوحة على ذاكرة الزمن من شارع الرشيد شمالاً وحتى بوابة السراي جنوباً.. انطلق هؤلاء الباعة في تصدير ثقافة الممنوع والاستنساخ برغم ما اعده النظام لكتم انفاس الثقافة العراقية الحقيقية وما فعله من انتهاكات ضد رموزها الوطنية.. وما استباحه من هجمات تترية مستمرة لمواسم المتنبي واعراس رصيف الكتاب.. التي كانت تقام على هامش احزاننا المستديمة وانكساراتنا المتتالية. فكانت ثقافة الاستنساخ شوكة شككت عيون العسس البعثيين ومعولاً في الجدار الحديدي الذي بناه حكم الطاغية لعزل العراقيين عن مايجري في العالم وما يحدث فيه من صرعات فكرية ووصفات معرفية. ولذا يستحق هؤلاء الباعة مجداً في ذاكرتنا وتقديراً وامتناناً وعرفاناً في قلوبنا..
وعندما سقط النظام ومجسماته الحجرية وصوره.. فر رجاله ومرترزقته مذعورين من غضب الشعب.. ومن هؤلاء الباعة الذين توزعوا في تاريخ عملهم المهني الى معتقلات ومحاجر ومنافي.. دون ان يتنازلوا عن محنتهم الشريفة او يقايضونها يخيانة او تخاذل او هروب حتى واجهوا بنفس الصلابة والعزيمة العهد الجديد من ابجدية الحرية المفقودة ليرسموا فصلاً جديداً من التحدي ولكن هذه المرة ازاء ما تبقى من ازلام صدام ومخبريه المذعورين واللائذين بحجور الخزي وذل الجريمة وعار التأريخ.
ولم يثنهم زملائهم الشهداء ومنهم الشيخ محمد السوداني والشهيد ابي مالك والشهيد ظافر الخاقاني.. وغيرهم ممن ينتظر شهادته في هذا السبيل لم يثنهم كل ذلك التأريخ من التضحيات من المواصلة والاستمرار ولما ادرك الارهابيون الجدد وايتام صدام بان محاولاتهم مع باعة الرصيف والثقافة الوطنية ستذهب ادراج النسيان والخذلان كما ذهبت من قبل محاولات “كبيرهم الذي علمهم السحر وطلسمات الجريمة”.
ذهبوا الى ساحة اكثر امناً وحياة لتدميرها وتلويثها بشظايا افكارهم السوداء وارواحهم الشريرة..
لان الرصيف الذي تشكل على خاصرة" المتنبي" ليكون قارة يشع ويتسع منها نور الثقافة العراقية ومنشوراتها السرية ضد الطغيان.. سيبقى شاهداً حياً على تحولات هذه الثقافة ومسيرتها المتناوبة بين محطات الاضاءة والعتمة..وشاهداً تأريخياً ضد من انتحل صفة المثقف العراقي ليقايض مأساة شعبه باثمان محرمة واموال من السحت التي كان يفدقها الطاغية على الطارئين من المثقفين والادباء.. وليس غريباً ان يشكل عقب سقوط النظام ورحيل جلاوزته من شارع المتنبي اول مجتمع مدني .. هيئته التأسيسية الاولى هي باعة الرصيف من الشعراء والكتاب والاكاديميين والاعلاميين الذين لم يجدوا في صحف النظام المقبور الصفراء فسحة. فافترشوا رصيف المتنبي بكبرياء المثقف العراقي وغيرته المعروفة.
واصدر هذا التجمع الثقافي الوليد اول قائمة سوداء لاسماء الذين تورطوا في الثقافة الصدامية الزائفة ونالو جوائزها الباطلة.. ولم يكن اصدار هذه القائمة تهديداً... بقدر ما كان ايزاناً لولادة ثقافة عراقية جديدة يكتب هجائيتها الاولى المقصيون والمغيبون والمهمشون من الادباء والشعراء ومنهم بطبيعة الحال هؤلاء الباعة الابطال الذين نجوا من الاعتقال والاعدام والزنزانات المظلمة ليكونوا شهداء جدد على وضع الثقافة العراقية الجديدة الذي يحمل في طيات فوضاويته وبقايا خراب الدكتاتورية بصيصاً من نور سيمتد وينتشر على ارجاء الارض كلها... ليعكس تشويهها ولا حتى محاولات ايتام الدكتاتورية الحديثة المتمثلة بالارهابيين وتابعيهم من رموز العصور صورتها وجوهرها الاصيل الذي لم تنجح كل سنوات الاستبداد بتغييبها او المظلمة..



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفنان العراقي هادي السيد
- الدرس العراقي في خروج عبد الحليم خدام
- لا تحولوا حناء البنفسج الى نافورات دماء
- مراجعة للمشهد الثقافي العراقي خلال عام/عام الوعود ورحيل الشع ...
- اليبراليون العرب والصمت القهري
- اللعنة على قراصنة البر والبحر
- اصدقاء العراق النبلاء/ شاكر النابلسي....عباس بيضون.....صافين ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق التميمي - العرفان والامتنان لشهداء رصيف الكتاب وشهوده